آخر الأخبار

سلوك صادم لفئران أوروبا يثير مخاوف من تهديد صحي للبشر

شارك





كشف فريق من الباحثين عن سلوك افتراسي جديد لدى فئران شائعة في أوروبا، قد يهدد الخفافيش وربما البشر مستقبلا، بعد توثيق هجماتها على خفافيش تطير داخل كهوف في ألمانيا.

صورة تعبيرية / Jagoda Matejczuk / 500px / Gettyimages.ru

ووثّق فريق من معهد لايبنيز لعلوم التطور والتنوع البيولوجي مشاهد غير مسبوقة لفئران بنية وهي تقفز في الهواء داخل ظلام دامس لاصطياد خفافيش تدخل الكهوف ليلا، مستخدمة شواربها في التحسس الدقيق لمواقع فرائسها قبل الانقضاض عليها وقتلها بعضّات مباشرة في العنق.

وتعد هذه أول مرة يُشاهد فيها هذا النوع من الفئران في أوروبا وهو يمارس سلوكا افتراسيا منسقا تجاه خفافيش طائرة، ما أثار دهشة الباحثين ومخاوفهم.

وباستخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء وتقنيات التصوير الحراري، سجّل الباحثون عشرات الهجمات على مدى سنوات، ووجدوا أدلة على نجاح الفئران في قتل 13 خفاشا من أصل 30 حاولت اصطيادها خلال إحدى الجولات.

كما عُثر على أكوام من جثث خفافيش نصف مأكولة مخبأة داخل شقوق الصخور في كهفين كبيرين: سيجيبرغر كالكبرغ ولونيبرغر كالكبرغ.

وتظهر التقديرات أن مجموعة صغيرة من 15 فأرا فقط قد تتمكن خلال شتاء واحد من إبادة ما بين 2000 و8000 خفاش، ما قد يؤدي إلى انهيار المستعمرات المحلية التي تعتمد على مواقع سباتها في المدن للبقاء.

ولا يقف الأمر عند تأثيره على الخفافيش فحسب، إذ يحذّر الباحثون من احتمال انتقال مسببات أمراض تحملها الخفافيش طبيعيا — ومنها فيروسات كورونا — إلى الفئران، ما قد يجعل انتقالها لاحقا إلى البشر أكثر سهولة. ورغم ذلك، لم تُسجل حتى الآن أي أدلة على انتقال فعلي يشكّل خطرا مباشرا.

وأوضح الباحثون في مجلة "علم البيئة العالمي والمحافظة على البيئة"، أن الخفافيش والفئران تعدّ من أهم خزانات الأمراض الحيوانية المنشأ في العالم، وأن هذا الافتراس يمثل تلامسا مباشرا ونادرا بين مصدرين رئيسيين للمسببات المرضية داخل بيئة حضرية واحدة.

وفي سياق أشمل، تعيش ملايين الجرذان في المدن الكبرى حول العالم، إلى جانب مجموعات متنوعة من الخفافيش التي تتخذ الحدائق والجسور والمباني مهربا لها داخل البيئات الحضرية. ومع أن الأمراض البكتيرية التي تنقلها الفئران قد تحتاج إلى نواقل مثل البراغيث، فإن الفيروسات — كفيروس هانتا وحمى لاسا — غالبا ما تنتقل مباشرة عبر ملامسة البول أو الفضلات أو اللدغات.

ويرى الباحثون أن ظهور هذا السلوك المفترس الجديد يفرض ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الخفافيش المحلية، من بينها تنظيف بقايا الطعام حول الكهوف، واستخدام حاويات قمامة مقاومة للفئران، وسد الفتحات المؤدية إلى مداخل الكهوف، وإجراء عمليات مكافحة دقيقة تستهدف الفئران الغازية فقط دون الإضرار بالحياة البرية الأخرى.

ويؤكد الباحثون أن التدخل السريع سيساعد في منع انهيار مجموعات الخفافيش، ويقلل من احتمال نشوء طفرات فيروسية جديدة، ويحافظ على توازن البيئة وسلامة البشر.

المصدر: ديلي ميل

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار