في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أثار إلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، لخطاب تلفزيوني كان مقررا له لمناقشة مشروع قانون تجنيد اليهود الأرثوذكس المتطرفين ( الحريديم ) عاصفة من الانتقادات، حيث اتهمه منافسوه السياسيون بالاختباء من الرقابة العامة بسبب تشريع يصفونه بأنه "خيانة" لجنود الاحتياط.
وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل " -في تقرير لمراسلها للشؤون السياسية سام سوكول- بأن الإلغاء جاء في اللحظة الأخيرة بذريعة "قيود في جدول مواعيد" رئيس الوزراء.
وذكرت أن رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت بث بيانا مسجلا بعد الإلغاء مباشرة، مهاجما مشروع القانون باعتباره "خدعة كاملة" هدفها منع تجنيد الحريديم لا العكس.
واتهم الحكومة بأنها تعمل ضد مصلحة الجيش الإسرائيلي رغم النقص الحاد في القوة البشرية بعد حرب غزة، مؤكدا أن الجيش يحتاج إلى 20 ألف جندي جديد، وأن تجنيد 100 ألف شاب حريدي مؤهل للخدمة أمر ممكن خلال 5 أشهر إذا توفرت الإرادة السياسية.
وأضاف أن المشروع يمنح "عفوا فوريا" عن المتهربين من الخدمة العسكرية، ويمنح إعفاء دائما لمن يتجاوز عمر 26 عاما، معتبرا أن كل بند في القانون صُمّم لمنع التجنيد الفعلي.
ووفقا للصحيفة، فقد تصاعدت حدة النقاش حول مشروع القانون الجديد بعد أن قضت المحكمة العليا في وقت سابق بأن الإعفاءات الشاملة الممنوحة لطلاب المدارس الدينية المتفرغين غير قانونية، في حين تؤكد قيادة الجيش الإسرائيلي أنها بحاجة ماسّة إلى 12 ألف مجند إضافي لمواجهة تحديات الحرب في قطاع غزة .
وأشار مراسل الصحيفة إلى أن النسخة المعدّلة من مشروع القانون التي قدّمها رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاعية في البرلمان، بوعاز بيسموت، قوبلت بانتقادات واسعة حتى داخل حزب الليكود ، إذ إنه يكفل الإعفاء مدى الحياة لكل من يؤخر تجنيده حتى سن 26، وهي ثغرات تضمن عمليا عدم تجنيد أي حريدي.
ويرى بينيت أن مشروع القانون الذي تريد الحكومة إقراره "ليس قانون تجنيد" بل هو خدعة، و"حافل بالصيغ والحيل" التي تهدف إلى تضليل الرأي العام الإسرائيلي.
واتهم رئيس الوزراء نتنياهو بالترويج لهذا القانون المثير للجدل فقط لإرضاء الأحزاب الحريدية التي تهدد بإسقاط ائتلافه الحاكم، واصفا ذلك بأنها "السياسة في أوضح تجلياتها".
وللرد على ادعاء الحريديم بأن دراسة التوراة لا تتوافق مع الخدمة العسكرية، استشهد بينيت بالنص الوارد في العهد القديم الذي يوبخ فيه النبي موسى -عليه السلام- قبيلتي جاد ورأوبين، وهما من أسباط بني إسرائيل الـ12. وتساءل ذلك النص: "هل يخرج إخوتكم للحرب وأنتم تجلسون هنا؟".
كما لفت بينيت إلى أن "أبطال التوراة" -مثل يوشع بن نون والملك داود- كانوا محاربين، داعيا للوقوف ضد "هذا القانون المعادي للصهيونية".
من جهته، اتهم زعيم المعارضة يائير لبيد رئيس الوزراء بالهروب لأنه "يعلم الحقيقة" وليس لديه طريقة للدفاع عن "قانون التهرب من التجنيد" الذي يفتقر إلى حصص التجنيد والعقوبات وآليات الإنفاذ، مؤكدا أن أقل من 5% من الحريديم سيتجندون بموجبه.
وحذر لبيد من أن الهدف الوحيد للقانون هو "تجديد تدفق الأموال إلى المدارس الدينية" على حساب الجنود، وأن "هروب نتنياهو الليلة هو رسالة واضحة" مفادها أن القانون "لن يمر".
كما انضم رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت إلى الانتقادات، مؤكدا أن القانون يضر بجهوزية الجيش، ويُعد "إهمالا متعمدا" في وقت الحرب، ومتهما نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية ) بتفضيل مصلحته السياسية على حساب الأمن القومي، ودعاه إلى إجراء انتخابات مبكرة إذا كان يعتقد حقا أن القانون جيد.
المصدر:
الجزيرة