آخر الأخبار

"حيلة" فرنسية في مونديال 1998.. كيف التقت فرنسا مع البرازيل في النهائي؟

شارك
مصدر الصورة

لم يكن النهائي "الحلم" بين البرازيل وفرنسا في كأس العالم 1998، نتاجاً طبيعياً للقرعة ولمسار تقدم الفريقين في البطولة، وإنما كان أمراً تمناه البعض وحاولوا الوصول إليه عبر استخدام "حيلة" في القرعة، وفقاً لحديث عضو اللجنة المنظمة للبطولة ميشيل بلاتيني.

فبعد غياب "الديوك" عن مونديالي 1990 و1994 إثر الإخفاق في التصفيات، شاركت فرنسا في نسخة 1998 بصفتها البلد المضيف.

بلاتيني كان قائد الفريق المشارك في المشاركة المونديالية الأخيرة لـ"الديوك" في بطولة 1986 وتقلد الميدالية البرونزية رفقة جان تيغانا وألان جيريس ولويس فيرنانديز.

لم يغب بلاتيني عن مشهد بطولة 1998، فانتقل من قيادة من يمارسون كرة القدم، إلى عضوية اللجنة المنظمة للحدث الكروي الأبرز.

مصدر الصورة

"بعض الحيل"

بعد عقد من تتويج فرنسا في البطولة، اعترف "المايسترو" الفرنسي بلاتيني، خلال مقابلة مع إذاعة " راديو بلو سبور "، بترتيب قرعة البطولة بطريقة ما، سماها "حيلة".

"نظمنا البرنامج (القرعة) بطريقة أنه إذا أنهينا الدور الأول في صدارة مجموعتنا والبرازيل في صدارة مجموعتها، لن يلتقي المنتخبان قبل المباراة النهائية".

وبرر بلاتيني الحائز على الكرة الذهبية ثلاث مرات، ذلك بقوله: "اسمعوا، كنا على أرضنا، علينا أن نستفيد من الأمور إلى الحد الأقصى. لم نكن سنتكبد عناء ستة أعوام في تنظيم كأس العالم ما لم يكن في إمكاننا القيام ببعض الحيل".

وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في بيان أنه لا يعلق على تصريحات بلاتيني.

لم نكن سنتكبد عناء ستة أعوام في تنظيم كأس العالم ما لم يكن في إمكاننا القيام ببعض الحيل
ميشال بلاتيني
عضو اللجنة االمنظمة لمونديال 1998

"حلم الجميع"

تساءل بلاتيني: "أتعتقدون أن دولاً مضيفة أخرى لا تقوم بالأمر نفسه في كؤوس العالم لديها؟"، مشدداً على أن مباراة نهائية بين فرنسا والبرازيل "كانت حلم الجميع" في تلك الفترة.

وبالفعل، في 12 يوليو/تموز 1998 كانت المباراة "الحلم"، حين التقى منتخب "السامبا" حامل لقب المونديال مع "الديوك" الفرنسية في المباراة النهائية في ضاحية سان دوني الباريسية.

ويبدو أن تخوف الفرنسيين من البرازيليين، كان على عكس مجريات المباراة التي انتصرت فيها فرنسا بثلاثية نظيفة كان نصيب الجزائري الأصل زين الدين زيدان منها هدفين، لتحمل فرنسا لقب المونديال للمرة الأولى في تاريخها.

مجريات القرعة

سُحبت قرعة المونديال في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 1997 في مرسيليا الفرنسية، بإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي كان يرأسه البرازيلي جواو هافيلانج.

وقعت البرازيل في المجموعة الأولى وفرنسا في الثالثة في الدور الأول، ولم يكن لقاؤهما قبل النهائي ممكناً شرط تصدر كل منهما للمجموعة، أو حلول الطرفين في المركز الثاني.

ولم تنل طريقة اختيار المنتخبات رؤوس المجموعات الرضا من الجميع، لاسيما البرازيل ومدربها حينها، المخضرم ماريو زاغالو الذي تحدث عن وجود "مؤامرة أوروبية" ضد منتخب "السيليساو".

وقبل سحب القرعة، قال زاغالو إن اللجنة الفرنسية المنظمة ستقوم "بكل ما في وسعها لضمان عدم إحراز البرازيل اللقب".

ورأى المدرب البرازيلي أن طريقة توزيع المنتخبات رُتبت بطريقة تجعل البرازيل في مواجهة منتخبين أوروبيين في دور المجموعات.

واختيرت ستة منتخبات أوروبية ومنتخبان من أمريكا الجنوبية على رأس المجموعات الثماني.

"منطقي تماماً"

يرى المحرر السابق لمجلة "وورلد سوكر" والمتخصص في كؤوس العالم كير رادنيدج خلال حديث مع بي بي سي، أن تصنيف فرنسا والبرازيل - كمتخب منظم للبطولة وآخر حامل للقاب - للقاء كمرشحين في المباراة النهائية أمر "منطقي تماماً"، وهذا معروف منذ بطولات سابقة، ولم يكن لأحد مشكلة فيه.

ويوضح رادنيدج أنه في ذلك الزمن كان منتخب الدولة المنظمة والفريق الحامل للقب يتأهلان مباشرة للبطولة.

أما جلين إيشروود مؤرخ كرة القدم في موقع إنجلاند فوتبول أونلاين ( England Football Online )، فيقول لبي بي سي: "لطالما حددت الدول المضيفة تصنيفات المجموعات لأسباب مختلفة".

ويرى إيشروود أن "هذه إحدى مزايا استضافة البطولة، ولا أعتقد أن الفيفا كان قلقاً بشأنها كثيراً. لا يبدو أن الدول المضيفة تُصنّف أبداً ضمن (مجموعات الموت) الشهيرة"، لكنه يستدرك قائلاً: "لست متأكداً من وجود أي دليل يُثبت حمايتها عمداً من مجموعات تضم الفرق الأفضل".

"ليس اعترافاً رائعاً"

مصدر الصورة

يشير إيشروود إلى أن التنبؤ بمسار التأهل إلى النهائي كان شبه مستحيل، قبل مونديال 1998، لأن نظام البطولة كان يتضمن تأهل أصحاب المركز الثالث في بعض المجموعات للأدوار الإقصائية.

ويضيف إيشروود في مونديال 1998 "أصبح هناك 32 فريقاً متأهلاً موزعين على ثماني مجموعات من أربعة فرق. وهكذا، استغل بلاتيني ورفاقه هذه الفرصة، فوضعوا البرازيل وفرنسا في مجموعات تضمن عدم الالتقاء حتى النهائي إذا فاز كل منهما بها أو احتلا المركز الثاني".

ويتذكر أن البرازيل كانت حينها حاملة اللقب ومُرشحة للفوز، أما فرنسا المضيّفة كانت ستواجه ألمانيا بطلة أوروبا في نصف النهائي لو لم تخسر ألمانيا في ربع النهائي.

ويعتقد المؤرخ إيشروود أن بلاتيني ربما كان محظوظاً جداً لأن كل شيء سار على ما يرام مع فرنسا في عام 1998 بسبب عدم حدوث أمر غير متوقع يُفسد الأمر.

وعن رأيه في اعتراف النجم الفرنسي السابق، يقول: "ليس اعترافاً رائعاً من الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لكنني لا أعتقد أنه أثر سلباً على نزاهة تلك البطولة. لأنهما كانا أفضل فريقين …".

وواجه بلاتيني الذي ترأس أيضاً الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) خلال الفترة (2007-2015)، متاعب قانونية لسنوات.

إلا أن بلاتيني الذي كان يُمني النفس في ترؤس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نال حكم براءة نهائي في الصيف الأخير بعدما أُعيدت محاكمته رفقة رئيس الفيفا السابق، سيب بلاتر، في سويسرا في مارس/آذار الماضي في قضية احتيال مالي.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا