مصر: توقيع مشروع تجاري فندقي في القاهرة الجديدة.. وخبراء يعلقون

القاهرة، مصر (CNN)-- تعمل الحكومة المصرية على تعزيز الاستثمار السياحي والعقاري في المدن الجديدة من خلال مشروعات ضخمة تهدف إلى تطوير البنية الفندقية والخدمية وخلق فرص عمل جديدة ودعم النمو الاقتصادي المستدام.

وتقول الحكومة إن هذه المشروعات تهدف إلى رفع مستوى الخدمات السياحية وتلبية الطلب المتزايد على الفنادق والمرافق الترفيهية، بما يعزز جاذبية المدن الجديدة للمستثمرين والسائحين على حد سواء.

وفي هذا الإطار، وقعت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عقد تخصيص أرض لمشروع تجاري فندقي متميز في القاهرة الجديدة مع شركة هورايزون مصر للتنمية العمرانية، على مساحة تقارب 28 فدانا، بقيمة تتجاوز 15 مليار جنيه نحو ( 314.65 مليون دولار) ، فيما تتجاوز الاستثمارات الإجمالية 42 مليار جنيه نحو ( 880.1 مليون دولار) .

ووفقا لوزارة الإسكان المصرية، يأتي هذا التعاقد "ضمن سلسلة مشروعات استراتيجية تستهدف دعم القطاع العقاري والسياحي والخدمي، بما يتوافق مع أهداف رؤية مصر 2030، ويعزز قدرة المدن الجديدة على المنافسة وجذب الاستثمارات النوعية".

ميزة استراتيجية

وقال عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، تامر مكرم، إن "الاستثمار السياحي والعقاري يشكل عنصرًا أساسيًا في دعم الاقتصاد الوطني"، مؤكدًا أن هناك "دائمًا حاجة لترخيص وبناء فنادق جديدة في جميع المقاصد السياحية لتلبية الطلب المتنامي، وتحقيق عوائد مستدامة للسوق المحلي، فضلاً عن تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي جاذب للاستثمارات السياحية والعقارية".

وأضاف مكرم، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن "قدرة المدن الجديدة على استيعاب مشروع فندقي كبير تعتمد على عدة عوامل رئيسية، منها البنية التحتية وشبكات الطرق والخدمات المحيطة"، مؤكدًا أن "هذه العوامل تحدد مدى تنافسية المنطقة كمقصد سياحي وخدمي"، مشيرا إلى أن "أي مشروع سياحي عقاري ناجح يجب أن يقدم قيمة مضافة للسائح والمستثمرين على حد سواء".

وأضاف أن "قرب القاهرة الجديدة من العاصمة الإدارية يشكل ميزة استراتيجية، حيث يتيح تكاملاً بين المدن ويعزز من جاذبية المنطقة بدلًا من خلق حالة تضارب أو منافسة سلبية".

وجهات جاذبة للاستثمار السياحي

وقال الخبير السياحي مجدي صادق إن "المشروعات الفندقية والسياحية الحديثة أصبحت عنصرًا أساسيًا في دعم استراتيجية الدولة لزيادة الطاقة الاستيعابية للقطاع، حيث تستهدف مصر استقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2030، وهو هدف يستلزم مضاعفة عدد المنشآت الفندقية ورفع مستوى الخدمات المقدمة".

وأوضح صادق أن "توسع المدن العمرانية الجديدة، ومنها القاهرة الجديدة، يخلق احتياجًا فعليًا لاستثمارات فندقية قادرة على استيعاب الطلب المتنامي الناتج عن النمو السكاني، واتساع الأنشطة التجارية والتعليمية والطبية، إلى جانب جذب الزائرين من الداخل والخارج".

وأشار صادق، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، إلى أن "تقييم مناطق مثل القاهرة الجديدة كوجهات جاذبة للاستثمار السياحي يعتمد على عدة عناصر، بينها جاهزية البنية التحتية، وربط المنطقة بشبكات الطرق الرئيسية والمطارات، وانتشار الخدمات الترفيهية والمراكز التجارية التي تُعد عوامل داعمة لزيادة الإقبال الفندقي".

وأكد صادق أن "تعزيز الطاقة الفندقية ليس ترفًا، بل ضرورة تتماشى مع خطط الدولة لزيادة حجم الحركة السياحية"، لافتًا إلى أن "نجاح الاستثمار الفندقي يرتبط بقدرة المنطقة على تقديم قيمة مضافة للسائح ومجتمع الأعمال، خاصة في ظل التنافس الإقليمي المتزايد".

وأضاف أن "المؤشرات الأساسية التي يجب الاعتماد عليها عند دراسة الاستثمار السياحي والعقاري تشمل حجم الطلب الفعلي على الإقامة، ونسب الإشغال المحققة، والفرص غير المستغلة في السوق، فضلًا عن قدرة المنطقة على استيعاب مشروعات جديدة دون التأثير على التوازن بين العرض والطلب" .