قالت صحيفة لوموند إن السلطات الإسرائيلية أوقفت 32 متطوعا أجنبيا جاؤوا إلى الضفة الغربية للمشاركة في موسم قطف الزيتون ضمن حملة "زيتون 2025″، وقد احتجزت بعضهم في سجن غيفون قبل ترحيلهم.
وقال المتطوعون القادمون من دول أوروبية عدة -حسب تقرير لويس فالي للصحيفة- إن اعتقالهم يندرج ضمن "إستراتيجية ترهيب" تهدف إلى منع أي رقابة دولية على عنف المستوطنين المتصاعد ضد الفلسطينيين هذا العام.
ووقعت الاعتقالات بعد أن طرد جيش الاحتلال المتطوعين من حقل قرب بورين، معلنا المنطقة "عسكرية مغلقة"، وبررت الشرطة ترحيلهم بدخول "منطقة محظورة" دون تنسيق، كما اتهمهم وزير العدل بمخالفة أوامر عسكرية وبالارتباط بمنظمات فلسطينية تصنفها إسرائيل "إرهابية"، حسب الصحيفة.
أما المحامية الإسرائيلية ريحام نصرة، التي تمثل عددا من المتطوعين، فأكدت أن قرار طردهم كان جاهزا قبل إصدار الأمر العسكري أصلا، وأن المنطقة أُعلنت عسكرية من دون أي أساس قانوني، معتبرة ذلك إستراتيجية سياسية لعزل الفلسطينيين في حقولهم.
روى المتطوعون ما تعرضوا له من نقل وتفتيش، ومصادرة جوازات وهواتف، واستجواب، ثم احتجاز في سجن غيفون وسط ظروف مهينة ونقص في المعلومات، يقول بيت (37 عاما) القادم من مزرعة بيئية في إقليم الباسك، إن "الجنود كانوا استفزازيين وساديين، ومتواطئين بوضوح مع المستوطنين".
ورغم ما تعرضوا له، يشدد المتطوعون -حسب الصحيفة- على أنهم حظوا بمعاملة "أفضل" من المعتقلين الفلسطينيين، مما يعكس حسب رأيهم، محاولة واضحة لردع أي وجود دولي يرافق الفلسطينيين خلال موسم الزيتون.
وتأتي هذه الأحداث في وقت وثقت فيه الأمم المتحدة نحو 150 اعتداء من قبل المستوطنين خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول وحده، في أعلى مستوى للعنف منذ سنوات.
ويخشى المتطوعون أن يؤدي إبعادهم إلى ترك الفلسطينيين أكثر عرضة لاعتداءات المستوطنين وإلى الحد من توثيق تلك الانتهاكات، يقول إيلي (26 عاما) إن مزارعين تمكنوا، بفضل وجود متطوعين دوليين، من الوصول إلى أراض منعوا من دخولها سنوات بسبب المستوطنين، ويضيف "وجودنا يغير ميزان القوة. الحكومة تخاف أن نظهر وجهها الحقيقي للغرب".
وحين أعيد المتطوعون إلى الحدود الأردنية على دفعات، أكد بعضهم رغبتهم في العودة مستقبلا دعما للفلسطينيين، رغم الحديث عن قرار منع دخولهم لإسرائيل لمدة 99 عاما، تقول جيما "إن استطعت العودة فسأعود بالتأكيد"، رافضة أن تثنيها التجربة عن دعم الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، نقل موقع الجزيرة عن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية مؤيد شعبان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا 340 اعتداء ضد قاطفي الزيتون في الضفة الغربية المحتلة، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى اليوم.
وحسب البيان تنوعت الانتهاكات، بين الاعتداء الجسدي العنيف، وحملات الاعتقال وتقييد الحركة ومنع الوصول والتخويف والترهيب بكل أشكاله وإطلاق النار المباشر.
وتزايدت اعتداءات المستوطنين في الضفة المحتلة بشكل ملحوظ مع حلول موسم الزيتون الذي يبدأ في الثلث الثاني من أكتوبر/تشرين الأول كل عام، ويشكل مصدر رزق أساسيا لآلاف العائلات الفلسطينية.
وذكر الموقع بأن هذه الاعتداءات تندرج ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية من الجيش والمستوطنين، أسفرت خلال العامين الماضيين عن استشهاد ما لا يقل عن 1066 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.
وأشار الموقع -في تقرير مختلف- إلى أن وتيرة اقتلاع وقطع أشجار الزيتون في الضفة الغربية، زادت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تم تسجيل اقتلاع أكثر من 27 ألف شجرة زيتون، حتى الأول من سبتمبر/أيلول الماضي، في حين قضت آلة الحرب الإسرائيلية على كامل حقول الزيتون في قطاع غزة، ودمّر الاحتلال أفضل معاصر الزيتون في القطاع، التي تعد الأحدث في المنطقة، بحسب فياض.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة