حين أيقظ نباح كلب هانا كوك في منتصف الليل العام الماضي، وجدت زوجها يتنفس بشكل غريب إلى جانبها، قبل أن يتوقف عن التنفس تماماً.
وبعد أن استيقظت، أجرت هانا إنعاشاً قلبياً رئوياً لآدم إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، لتنقذ حياته.
وتُوقن هانا وزوجها، من منطقة بالينامالارد في مقاطعة فيرماناغ، أن كلبتهما البالغة من العمر أربع سنوات ساعدت في إنقاذ حياة آدم بعد أن أصيب بتوقف قلبي أثناء نومه.
وستُكرَّم بولي، وهي من فصيلة غولدن ريتريفر، بوصفها "بطلة الإنعاش القلبي الرئوي" في لندن يوم الثلاثاء.
وقالت هانا، التي تعمل في الخدمات الاجتماعية، إن الليلة كانت "عادية" قبل أن توقظها بولي بنباحها قبيل الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش.
وقالت الشابة البالغة من العمر 33 عاماً إنها اعتقدت في البداية أن آدم كان يختنق، لكنه توقف بعد ذلك عن التنفس.
وأضافت: "كنتُ أعمل في رعاية المرضى وكبار السن، وكنتُ مع أشخاص في لحظات حياتهم الأخيرة، لذلك أعرف ذلك النمط من التنفس في نهاية الحياة".
وتابعت: "من يسمعه مرة لا ينساه أبداً".
وأضافت هانا: "لكن آدم كان يقاوم بشدة ليعود. ومع ذلك ظننت أن الأمر انتهى، وأنه لن يعود".
استخدم المسعفونُ جهاز مزيل الرجفان سبع مرات لإنعاش آدم خلال نقله من منزله إلى المستشفى.
واستفاق في المستشفى بعد ستة أيام.
وكان آدم، الذي يحب العدو، في السابعة والثلاثين حين أصيب بتوقف نبضات القلب.
وتبيّن لاحقاً أنه مصاب باعتلال توسعي في عضلة القلب، وزُود بجهاز مقوّم لتنظيم ضربات القلب وإزالة الرجفان، وهو جهاز يمكنه توجيه صدمة كهربائية لتصحيح اضطرابات ضربات القلب.
وبعد أسابيع من التعافي في المستشفى، التقى آدم وبولي مجدداً.
وقال آدم: "بولي فرد من العائلة، لذلك لم أتفاجأ حين علمت أن لها هذا الدور الكبير". وأضاف: "لن أخفي الأمر، بكيت. كنتُ أبكي، وأظن أنها كانت تبكي أيضاً".
"كانت تبكي لأنني أعتقد أنها كانت تفكر: يا إلهي، لقد عدتَ إلى البيت. لم أظن أنك ستعود"، وتابع: "كانت لحظة عاطفية".
وقالت هانا: "في حالة التوقف القلبي، كل ما تعلمته منذ ذلك الحين يؤكد أن كل شيء يحدث في ثوانٍ، وبولي منحتني تلك الثواني".
وأضافت: "بولي شديدة الانسجام مع آدم. بعد أن نبحت، صمتت تماماً. وأعتقد أن بولي عرفت ما يحدث قبل وقوعه. أعتقد أن آدم بدأ التوقف القلبي في اللحظة التي نبحت فيها".
وتابعت: "أحبها كثيراً. إنها أفضل كلبة في العالم. لم نفعل شيئاً استثنائياً، لكننا فعلناه معاً".
رشّح آدم زوجته، والكلبة بولي، لجوائز "أبطال القلب" السنوية التي تنظمها مؤسسة القلب البريطانية.
ولم تستطع بولي السفر إلى لندن للمشاركة في الفعالية، وتسلمت ميدالية الإنعاش القلبي الرئوي في مكانها المفضل للتنزه.
وقال فيرغال مكني، من مؤسسة القلب البريطانية، إنه يأمل أن تشجع قصة عائلة كوك آخرين على تعلم الإنعاش القلبي الرئوي.
وقال: "تحدُث في المملكة المتحدة 40 ألف حالة توقف قلبي خارج المستشفيات سنوياً لا ينجو منها سوى واحد من كل عشرة".
وأضاف: "كل دقيقة تمر بعد التوقف القلبي تقلل فرص النجاة بما يصل إلى 10 في المئة، وهي فترة زمنية حاسمة، لذلك فإن زيادة عدد الأشخاص الواثقين من قدرتهم على التدخل ستنقذ أرواحاً".
وقال آدم إنه يدين بحياته لزوجته ولكلبته.
وأضاف: "هما بطلتان. ولولاهما لما كنت هنا".
وقالت خبيرة سلوك وتدريب الكلاب، لويز غلازبروك، إن أصحاب الكلاب قد يستخفون بما يمكن لحيواناتهم فعله.
وأضافت: "الكلاب تلتقط إشارات منا باستمرار، ونحن كبشر إما لا نفهمها أو لا نرى أنها تفعل ذلك".
وتابعت: "لدى الكلاب نحو 220 مليون مستقبل للرائحة، ولدينا نحن نحو خمسة ملايين، ولذلك نُجري برامج لتدريب الكلاب على مهام مذهلة في الكشف عن الأمراض".
وأضافت: "لكن ما حدث هنا مذهل بالفعل؛ فقد تمكنت بولي من إنقاذ حياة وتغيير مسارها بالكامل".
فكيف تتعامل بولي مع كل هذا الاهتمام؟
قال آدم: "إنها تحب الاهتمام، وقد أحبتْه منذ اليوم الأول".
وأضاف: "إنها ترى أنها في المقام الأول، رغم أننا لدينا طفل، وننتظر مولوداً آخر».
وأضافت هانا أن بولي "صاحبة الأمر في البيت".
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة