آخر الأخبار

لماذا يستعد رواد التقنية لنهاية العالم؟

شارك

بدأ العديد من كبار رجال التقنية المنخرطين في قطاع الذكاء الاصطناعي وتقنياته ببناء مجموعة من المخابئ والملاجئ تحت الأرض لتحميهم حال حدوث شيء يهدد الحياة على سطح الأرض، وذلك في خطوة تشبه ما يحدث في أفلام الخيال العلمي، وذلك وفق تقرير نشرته "بي بي سي".

وتضم هذه الموجة العديد من الأسماء البارزة مثل مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة " ميتا " الذي يملك منشأتين مماثلتين، إحداهما هي "كولاو رانش" (Koolau Ranch) في جزيرة كاواي التابعة لجزر هاواي، والثانية اشتراها مؤخرا في حي بالو ألتو بولاية كاليفورنيا.

فضلا عن ريد هوفمان المؤسس المشارك في منصة "لينكد إن" الذي تحدث باستمرار عن تأمين نهاية العالم عبر امتلاك ملاجئ تحت الأرض، مشيرا إلى أن أكثر من نصف أثرياء العالم يملكون مثل هذه الملاجئ.

ولا يبدو أن هذا التوجه لأثرياء التقنية تحديدا عشوائيا، إذ أنهم اجتمعوا عليه رغم اختلافهم في العديد من الأمور الأخرى، فلماذا يسعى هؤلاء لبناء ملاجئ تحت الأرض تحميهم؟ وهل يعرفون شيئا عن الذكاء الاصطناعي لا نعرفه؟

توجه عالمي

تحدث إيليا سوتسكيفر، كبير العلماء والمؤسس المشارك لشركة " أوبن إيه آي " عن استعداد شركته لبناء مخبأ تحت الأرض لحماية كبار علمائها حال تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي العام، وهي التقنية التي يرى سوتسكيفر أن شركتهم أوشكت على تحقيقها.

كما أشار سام ألتمان المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" في وقت سابق أنه ينوي الانضمام إلى بيتر ثيل في ملجئه تحت الأرض والموجود في نيوزيلندا في حالة وقوع كارثة عالمية تهدد أمنه الشخصي.

وربما لا يوجد مثال أوضح على الاستعداد لهذا الحدث الكارثي المجهول أكثر من مارك زوكربيرغ، الذي بدأ في بناء ملجأ "كولاو رانش" في عام 2014 ولم ينته منه حتى الآن، إذ تصل مساحته لأكثر من 460 مترا مربعا ويملك إمدادات طاقة وغذاء خاصة به.

مصدر الصورة مارك زوكربيرغ نفى سابقا بناءه لملجأ تحت الأرض (رويترز)

وبينما أكد زوكربيرغ سابقا أثناء إحدى المحادثات أنه لا يبني ملجأ تحت الأرض استعدادا لنهاية العالم، ولكنه يبني منزلا تحت الأرض، فإن السرية المحيطة بهذا المشروع فضلا عن اقتنائه 11 عقارا في حي كريسنت بارك في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا بمساحة تحت الأرض تصل إلى 650 مترا مربعا أثار المزيد من الشكوك.

إعلان

وينظر إيلون ماسك المدير التنفيذي لمنصة " إكس " وشركة "تسلا" وأحد أثرى أثرياء العالم إلى هذا الأمر بشكل مختلف، فرغم غياب المعلومات حول ملكيته لمنشأة تحت الأرض مماثلة لزوكربيرغ، فإنه أكد مرارا وتكرارا أن الهروب من كوكب الأرض وبناء مستعمرات المريخ هو الحل الأنسب له.

لذا يسعى بشكل جاد لتطوير كافة التقنيات التي تجعل بناء هذه المستعمرة والعيش عليها أمرا ممكنا خلال السنوات المقبلة استعداد لما قد يحدث.

الخوف من الذكاء الاصطناعي العام

يتحدث العديد من خبراء الذكاء الاصطناعي ومنهم آباؤهم الروحيون عن تقنية الذكاء الاصطناعي العام بشكل من الخوف، وذلك لأنها حجر البناء لتقنية مستقبلية يتخطى فيها ذكاء الحواسيب الذكاء البشري ونصبح غير قادرين على ملاحقته.

لذا ربط سوتسكيفر سابقا بين بناء "أوبن إيه آي" ملجأ تحت الأرض بتطوير هذه التقنية وطرحها للأسواق.

ولا تعد فكرة الذكاء الاصطناعي الخارق الذي يتخطى قدرات البشر فكرة وليدة اللحظة، إذ ظهرت للمرة الأولى في عام 1958 تحت مفهوم "التفرد" الذي تحدث عنه عالم الرياضيات المجري المولد جون فون نيومان.

مصدر الصورة ريد هوفمان المؤسس المشارك لمنصة "لينكد إن" أكد أن نصف الأثرياء يملكون ملاجئ تحت الأرض (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويعود السبب في الخوف من تقنيات الذكاء الاصطناعي العام إلى أنه قادر على تخطي المفاهيم البشرية، وبينما يرى ماسك أنه سيعود بالنفع على الجميع، بدءا من علاج الأمراض المستعصية وحل مشاكل الوقود والغذاء وحتى البطالة، فإن الخبراء يخشون وقوع مثل هذه التقنية في يد المجرمين أو حتى أن تتحول التقنية نفسها إلى الجنون مثلما يحدث في أفلام الخيال العلمي.

لذلك تحاول العديد من المؤسسات الحكومية وضع قيود على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي فضلا عن القيود التي تضعها الشركات، وكما أوضح تيم بيرنز لي مبتكر شبكة "الويب" في حديث سابق مع "بي بي سي"، فإن الشركات يجب أن تملك طريقة توقف بها الذكاء الاصطناعي تماما حال حدوث أي كارثة.

مخاوف لا أساس لها من الصحة

ويختلف نيل لورانس وهو أستاذ التعلم الآلي في جامعة "كامبريدج" مع المخاوف العالمية من تقنية الذكاء الاصطناعي العام، قائلا بأن فكرة وجود ذكاء اصطناعي عام في حد ذاتها هي فكرة لا أساس لها من الصحة.

ويضيف لورانس قائلا: "تشبه هذه الفكرة المركبة عامة الاستخدام المناسبة لكل الاستخدامات، اختيار السيارة المناسبة يعتمد على السياق. استخدمتُ طائرة إيرباص للسفر إلى كينيا، وأستخدم سيارة للوصول إلى الجامعة يوميا، وأمشي إلى الكافتيريا… لا توجد مركبة قادرة على القيام بكل هذا".

ويرى لورانس أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي العام هو تشتيت أكثر منه حديث مثمر حول تقنية مستقبلية، ومن الأفضل الحديث عن استخدامات التقنية التي نملكها بالفعل.

ويتفق معه فينس لينش، الرئيس التنفيذي لشركة "آي في. إيه آي" (IV.AI) ومقرها كاليفورنيا، إذ يصف الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي العام بكونها "تسويقا عظيما"، ويضيف قائلا: "إذا كنت الشركة التي تبني أذكى شيء على الإطلاق، فسوف يرغب الناس في إعطائك المال".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا