آخر الأخبار

مذكرات "107 أيام" لكامالا هاريس تفضح تعامل بايدن مع إبادة غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

واشنطن- في مذكراتها التي صدرت -أمس الثلاثاء- تحت عنوان "107 أيام"، استعرضت كامالا هاريس – نائبة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن – كيفية تعاطي الإدارة الأميركية، التي شغلت فيها المنصب الثاني، مع أزمة هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاها من عدوان إسرائيلي تحول إلى حرب إبادة وتجويع استهدفت نحو 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة .

كما تناولت الانعكاسات السياسية لهذه الأحداث على حملتها الانتخابية التي انتهت بخسارتها أمام الرئيس دونالد ترامب .

يستعرض الكتاب، الواقع في 320 صفحة، والذي يحمل عنوانا يعكس عدد أيام حملتها الرئاسية المتأخرة، تفاصيل فترة خوضها السباق الانتخابي بعد انسحاب بايدن تحت ضغط تراجع شعبيته وتدهور حالته الصحية.

كما يتناول الكتاب كواليس الأسابيع الأخيرة من الحملة، وما دار في أروقة البيت الأبيض من صراعات ونقاشات حول قضايا خلافية بارزة، وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ولم يتبع الكتاب الطريق التقليدي بتقسيمه إلى فصول حول موضوعات محددة، بل جاء كتتابع تاريخي بداية من الجزء الأول (107 أيام على الانتخابات) وبعده الجزء الثاني (106 أيام على الانتخابات)، وهكذا وصولا ليوم الانتخابات، وانتهاء بدورها في التصديق على نتائجها تماشيا مع مهام منصبها كرئيسة لمجلس الشيوخ.

أما الصور التي جمعتها مع قادة العالم فكانت محدودة، إذ لم تتجاوز 3، الأولى مع حاكم دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد ، والثانية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، والثالثة خلال جلسة مفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب في قطاع غزة .

وعن دخولها المتأخر للسباق الانتخابي بديلا لبايدن، تقول هاريس " لم تكن هناك مؤامرة في البيت الأبيض لإخفاء عجز جو بايدن"، وأصرت أنه "كان هناك تمييز بين قدرته على الحملة وقدرته على الحكم".

إعلان

انتقاد نهج بايدن

تقول هاريس في كتابها، إن تصريحات بايدن حول الفلسطينيين الأبرياء جاءت غير كافية وبصوت منخفض، بينما كان قادرا على ترديد أنه صهيوني بحماس وبصوت عال.

وكتبت هاريس"لقد ناشدت جو، عندما تحدث علنا عن هذه القضية، أن يمتد نفس التعاطف الذي أظهره لمعاناة الأوكرانيين مع معاناة المدنيين الأبرياء في غزة، لكنه لم يستطع فعل ذلك".

وأخبرت هاريس عن وقوع توترات داخلية بين موظفي البيت الأبيض بعد أن ألقت خطابا في مارس/آذار 2024 دعت فيه إلى وقف إطلاق النار في غزة، بعدما وصفت الوضع في القطاع بأنه "أزمة إنسانية".

وبينما انتقدت بعض مواقف حكومة نتنياهو اليمينية وبعض ممارسات الجيش الإسرائيلي ، أشادت علنا بما اعتبرته إنجازات إسرائيلية مثل استهداف زعيم حركة حماس الميداني يحيى السنوار ، وزعيمها السياسي إسماعيل هنية .

وكررت هاريس اعتقادها أن " إسرائيل كانت محقة في الرد على الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول".

مصدر الصورة هاريس تقر في كتابها أنها رفضت السماح لأقارب ضحايا غزة من الأميركيين الفلسطينيين بالظهور على منصة الحزب الديمقراطي (وكالة الأناضول)

خسارة الانتخابات

يعكس الكتاب تطور موقف هاريس من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فهي تعترف بندمها وأسفها على إجابة سابقة خلال حملتها الانتخابية، حين سُئلت عمّا كانت ستفعله لو كانت مكان الرئيس بايدن، فأجابت "لم أكن لأفعل أي شيء مختلف عن بايدن"، وترى اليوم أن تلك الإجابة شكّلت خطأ سياسيا كلّفها الكثير.

كما تكشف هاريس أنها رفضت السماح لأقارب ضحايا غزة من الأميركيين الفلسطينيين بالظهور على منصة المؤتمر العام للحزب الديمقراطي.

وتلفت هاريس في كتابها إلى أن موقف إدارة بايدن من الحرب على غزة أسهم في نفور واسع بين الناخبين التقدميين والشباب، وهو ما انعكس بوضوح على مسار حملتها الانتخابية لاحقا.

وأشارت هاريس إلى أنها كافحت للاعتراف بتعقيد الصراع أثناء حملتها الانتخابية، وأنها ليست فقط قضية سياسية خارجية، بل قضية انتخابية محلية مع توغل دور اللوبي اليهودي في الحياة السياسية الأميركية، وزيادة الدعم الشعبي بين الديمقراطيين لحقوق الفلسطينيين.

وأشارت هاريس إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوعمل على تقويض مكانة الرئيس جو بايدن خلال حرب غزة، أملا في عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بما يضمن استمراره في السلطة وتعزيز موقعه السياسي.

وحاولت هاريس أن تبتعد عن موقف بايدن وقالت "الحرب في غزة ليست قضية ثنائية، ولكن في كثير من الأحيان يكون الحديث حولها كذلك، لذا أردت أن أعترف بتعقيد المنطقة وفروقها الدقيقة وتاريخها".

لتضيف "لكن يبدو أن قلة قليلة من الناس لديهم الرغبة في ذلك أو الاستعداد لحمل روايتين مأساويتين في أذهانهم في الوقت نفسه، للحزن على المعاناة الإنسانية الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء".

وتتذكر هاريس الاحتجاجات التي تبعتها في مسار الحملة الانتخابية، وقالت إنها تساءلت لماذا لم يستهدف هؤلاء المتظاهرون مسيرات ترامب بالكثافة نفسها.

وخسرت هاريس ولاية ميشيغان ، حيث القوة الكبرى للصوت الانتخابي العربي، بما لا يقل عن 80 ألف صوت.

قضية داخلية

تحت ضغط من الديمقراطيين القلقين على أداء بايدن، والذين دعوه إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل باعتباره أحد السبل للتعافي من أدائه الكارثي في مناظرة يونيو/حزيران 2024، برزت أصوات داخل الحزب تطالب بفرض حظر على الأسلحة، في محاولة لتغيير مسار الحملة الانتخابية وكسب تعاطف التقدميين الساخطين وناخبي ميشيغان الذين صوّت كثير منهم بـ"غير الملتزم" في الانتخابات التمهيدية.

إعلان

وفي سياق إبراز تداخل السياسة الخارجية مع الشأن الانتخابي الأميركي، تشير هاريس إلى أن يوم 4 أغسطس/آب، وهو اليوم الذي أجرت فيه مقابلات لاختيار نائبها في السباق، شهد اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، في طهران ، وهو حدث احتفت به.

وتوضح هاريس أنها استبعدت اختيار حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو – رغم شعبيته في ولاية متأرجحة كبرى- بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل، والتي أثارت انتقادات واسعة من التقدميين والشباب في الحزب الديمقراطي.

وتضيف أن التيار التقدمي رفض شابيرو تحديدا بسبب رفضه الدعوات إلى وقف إطلاق نار أحادي الجانب في غزة، وحرصه على إبراز ما اعتبره مظاهر " معاداة السامية " في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. وتقول إن الشباب المؤيدين للفلسطينيين، إلى جانب التقدميين المنتقدين لإسرائيل، شنوا حملة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي لإقصاء شابيرو من سباق منصب نائب الرئيس على بطاقة الحزب الديمقراطي.



فرص انتخابات 2028

يقدّم الكتاب لمحة عن توجهات هاريس المستقبلية قبل إعلان موقفها من انتخابات 2028، التي لم يبرز لها حتى الآن أي مرشح ديمقراطي بارز.

ويبدو الكتاب محاولة من هاريس للابتعاد عن إرث بايدن وسجل إدارته، بعد أن أخفقت في فعل ذلك خلال حملتها الخاسرة، فقد شكلت الهزيمة، وخسارة الولايات السبع المتأرجحة، صدمة لها وللحزب الديمقراطي الذي ما زال يعاني آثار تلك النتيجة القاسية.

ورغم أن هاريس تجنبت التصريح بشكل مباشر بشأن نيتها الترشح مجددا، فإنها تركت الباب مفتوحا بشكل موارب أمام احتمال دخولها السباق الانتخابي لعام 2028، ومن المتوقع أن يثير صدور الكتاب ردود فعل غاضبة داخل الحزب، لا سيما بين بعض القيادات والدائرة المقربة من بايدن، رغم حرص هاريس الواضح على تجنّب تحميله المسؤولية المباشرة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا