آخر الأخبار

نواب أتراك يشاركون في "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أنقرة- يشارك وفد تركي يضم عشرات النشطاء في " أسطول الصمود العالمي " المتجه إلى قطاع غزة ، ويتقدم المشاركين 4 نواب في البرلمان التركي هم: فاروق دينتش، وسما سلكين أون، ونجم الدين تشاليشكان ومحمد أتماجا.

وإلى جانب البرلمانيين، يضم الوفد ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وشخصيات إعلامية بارزة قررت الانخراط في هذه المبادرة الدولية الهادفة إلى كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى سكانه.

ويُعد "أسطول الصمود" أضخم مبادرة مدنية من نوعها منذ انطلاق المحاولات البحرية لكسر الحصار، ويشارك به أكثر من 50 قاربا وسفينة صغيرة تقل متطوعين من 44 دولة، بينهم نواب وأطباء وفنانون وناشطون حقوقيون، توحدوا جميعا خلف هدف إنساني يتمثل في تحدي الحصار ونقل الإمدادات الغذائية والدوائية إلى غزة.

واجب الضمير

ويقول فاروق دينتش، نائب رئيس حزب "هدى بار" وأحد المشاركين، إن قرار الانضمام لهذه الرحلة البحرية جاء رغم كل المخاطر، انطلاقا من الشعور بأن "الإنسانية سقطت أرضا ويجب النهوض بها من جديد".

وأوضح، للجزيرة نت، أن المجتمع الدولي تقاعس عن أداء واجباته تجاه فلسطين ، فلم يتمكن من وقف ما وصفه بـ" الإبادة الجماعية " في غزة، ولا حتى من إيصال "لقمة خبز أو قطرة ماء" إلى الأطفال الذين يموتون جوعا، مضيفا "لهذا تحركت ضمائر الشعوب، وانطلقت موجة إنسانية عالمية لا يمكن إيقافها".

وشدد دينتش على أن المخاطر التي تحيط بالأسطول، من تهديدات واعتقالات وضغوط وفقدان للحياة، ليس ما يقلق المشاركين، "بل إن القلق الأكبر ألا نتمكن من الوصول إلى غزة".

ويتابع "همُّنا الوحيد الوصول لأطفال غزة، وأن نحتضنهم ونعتذر لهم لأننا لم ننجح في إيصال المساعدات في وقتها، في صدورنا نار تشتعل لأننا تأخرنا، ونريد أن نكسر قيود أسْرنا الداخلية ونستعيد حريتنا بهذا التحرك".

إعلان

وحول الرسائل الموجهة إلى المجتمع الدولي، اعتبر دينتش أن الأسطول يُمثل برهانا على أن شعوب العالم، رغم صمت حكوماتها وتخاذلها، استطاعت أن تتوحد على "قاسم مشترك إنساني" لرفض الحصار ووقف المجازر في غزة.

وأضاف "الدول لم تقم بواجباتها، لذلك تحركنا نحن بضمائرنا العارية وبخطواتنا التي لا تخشى المخاطر، نتوجه إلى غزة بأقدامنا الحافية وأشرعة إنسانيتنا، عسى أن نكسر الحصار ونضع حدا للإبادة ونوصل المساعدات للمظلومين".

مصدر الصورة البرلماني فاروق دينتش في تونس للمشاركة في أسطول الصمود الهادف لكسر حصار غزة (الجزيرة)

دعوات للمساندة

كما وجه دينتش دعوة صريحة للرأي العام العالمي لمساندة الأسطول وإعلاء صوته بكل مكان، قائلا: "أعلم أن الملايين كانوا يرغبون بالمشاركة في هذه السفن لكن المقاعد محدودة"، داعيا الجميع "ليكونوا جزءا من هذا التحرك بالصوت والصورة، عبر المنصات الرقمية ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، يجب أن يسمع العالم صوت هذا الأسطول".

وهذه الخطوة -يختم دينتش- يجب أن تكون بداية لتأسيس "نظام عالمي جديد" قائم على حقوق الإنسان والعدالة الدولية، بعدما عجزت المؤسسات القائمة وعلى رأسها مجلس الأمن عن وقف المأساة. وقال "غزة صنعت اليوم تحالف الإنسانية، رسالتنا الأخيرة أن كرامة البشر ستنتصر، وأن إنسانية العالم ستكسر شوكة الصهيونية".

وحظيت مشاركة تركيا في أسطول الصمود العالمي بتأييد شعبي ورسمي لافت، إذ تُعد قضية غزة من الملفات القليلة القادرة على تجاوز الانقسامات الحزبية داخل البلاد.

فقد شهدت إسطنبول خلال الأيام الماضية مظاهرات حاشدة نظمتها منظمات مجتمع مدني بارزة، في مقدمتها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، إلى جانب منصات تضامن مع فلسطين، رفع خلالها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والتركية، ورددوا شعارات تندد بالجرائم الإسرائيلية وتدعو لرفع الحصار.

وأكد منظمو المسيرات أن الأسطول يمثل "ضمير الإنسانية المشترك"، وأن حمايته من أي اعتداء إسرائيلي مسؤولية تقع على عاتق الحكومات والمؤسسات الدولية.

مصدر الصورة أسطول الصمود انطلق من برشلونة الإسبانية بمشاركة مناصرين من 44 دولة حول العالم (الجزيرة)

تحرك سلمي

وأكدت إدارة الوفد التركي في أسطول الصمود العالمي أن المبادرة تهدف لكسر حصار غزة عبر تحرك مدني وسلمي يحمل رسالة إنسانية وسياسية في آن واحد، مبينة أن أثرها لن يقتصر على البحر فقط، بل سيمتد إلى الدبلوماسية والرأي العام العالمي.

وأوضحت الإدارة في تصريحات للجزيرة نت، أن تركيا، وإن لم تقدم دعما تنظيميا أو ماليا مباشرا، توفر للأسطول غطاء سياسيا ومعنويا يعزز من شرعيته، فيما يظل الأسطول بحد ذاته مبادرة مدنية مستقلة لا تخضع لأي حكومة أو حزب.

وبيّن المنظمون أنهم اتخذوا استعدادات دقيقة لضمان سلامة المشاركين، حيث جُهزت كل سفينة بفرق طبية خاصة وإمدادات لوجستية تكفي لمواجهة أي طارئ محتمل، وأكدوا أن الجوانب الفنية والتنظيمية يشرف عليها أشخاص معتمدون فقط، في محاولة لتفادي أي اختراق أو تعطيل.

وجددت الإدارة تأكيدها أن الأسطول سلمي ومدني وأن المشاركين ينتظرون دعما واسعا من الشعوب حول العالم، ليس فقط بالانضمام المباشر، وإنما عبر التعبئة الرقمية وحملات التواصل الاجتماعي والفعاليات الشعبية والإعلامية.

إعلان

وشددت على أن الهدف لا يقتصر على إيصال المواد الإغاثية إلى غزة، بل يمتد إلى فضح مأساة الحصار المستمر منذ سنوات، والتأكيد على أن الشعوب قادرة على التحرك حين تفشل المؤسسات الدولية، مؤكدة أن الدور التركي يمنح المبادرة قوة إضافية، غير أن الحسم سيبقى بيد الرأي العام العالمي.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا