أصبح فتى من لندن أول قديس من جيل الألفية، بعد مراسم تقليدية عريقة ترأسها البابا ليو الرابع عشر يوم الأحد.
قام كارلو أكوتيس خلال حياته القصيرة، بإنشاء مواقع إلكترونية لتوثيق "المعجزات" بهدف نشر التعاليم الكاثوليكية، مما جعل البعض يطلقون عليه لقب "مؤثر الله".
وكان من المقرر إعلان قدسيته في أواخر أبريل/ نيسان، ولكن تم تأجيل المراسم بسبب وفاة البابا فرنسيس.
ويُقدّر أن أكثر من مليون شخص قاموا برحلة حج إلى مدينة أسيزي الإيطالية الواقعة على قمة تل، حيث يرقد جسد كارلو محفوظاً بطبقة من الشمع.
هناك أيضاً موقع حج آخر مرتبط بكارلو أكوتيس شهد زيادة في عدد الزوار منذ الإعلان عن قداسته، وهو كنيسة سيدة الآلام في لندن.
بجانب الكنيسة، تم تحويل غرفة اعتراف قديمة إلى ضريحٍ مخصص له، يحتوي بداخله على حامل للآثار يضم خصلة واحدة من شعر كارلو.
يقول الأب بول أديسون، الراهب في الكنيسة: "كانت عائلته تعمل في مجال الاقتصاد، وعاشوا في لندن لفترة مؤقتة فقط".
ويضيف: "رغم أنهم لم يترددوا على الكنيسة كثيراً، إلا أنهم قرروا طلبوا تعميد الطفل هنا. وهكذ، أصبح كارلو نجماً ساطعاً، وبارزاً في حياة أبناء الكنيسة".
لم يتجاوز كارلو ستة أشهر عندما عاد والداه إلى موطنهما الأصلي في إيطاليا، حيث قضى بقية حياته في ميلانو.
هناك، كان معروفاً بحبه للتكنولوجيا، ويُقال إنه كان يحبّ ألعاب الفيديو.
رغم أن بعض من عرفوا كارلو أكوتيس يقولون إنه لم يكن متديناً، إلا أنه عندما كان مراهقاً أسس موقعاً إلكترونياً – تُعرض صفحات منه في إطار داخل كنيسة تشيلسي – يوثق المعجزات.
وتوفي كارلو بسبب سرطان الدم عن عمر يناهز 15 عاماً.
وبعد وفاته، بدأت والدته، أنطونيا سالزانو، بجولة في كنائس متعددة حول العالم، داعية إلى إعلان قداسته.
وكجزء من الإجراءات اللازمة لذلك، كان لا بد أن تُثبت أن ابنها قام بـ"معجزات".
تقول والدة كارلو: "أول معجزة حدثت كانت في يوم جنازته".
وتضيف: "صلّت امرأة مصابة بسرطان الثدي من أجل كارلو، وبعد أن بدأت العلاج الكيميائي، اختفى السرطان تماماً".
ونسب البابا فرنسيس معجزتين إلى كارلو أكوتيس، وبالتالي تم اجتياز الاختبار وكان من المقرر أن يُعلن قديساً في 27 أبريل/ نيسان.
لكن البابا فرنسيس توفي.
وشارك بعض الذين توجهوا إلى روما في جنازة البابا الراحل بدلاً من حضور مراسم القداسة التي كانت مقررة هناك، مع عشرات الآلاف من المشيعين، ومن بينهم دييغو ساركسيسيان، شاب كاثوليكي من لندن.
يقول إنه يشعر بارتباط خاص بكارلو أكوتيس ومتحمس لإعلان قداسته.
ويضيف ساركسيسيان: "كان يلعب ألعاب سوبر ماريو على أجهزة نينتندو القديمة، لقد أحب ألعاب الفيديو".
ويوضح: "فكرة أن قديساً يمكن أن يفعل نفس الأشياء التي تفعلها، ويرتدي الجينز أيضاً، تجعل الأمر أقرب بكثير مما كان عليه القديسون في الماضي".
وعادة ما تستغرق الموافقة على قداسة شخص ما عقوداً أو حتى قروناً، لكن هناك اعتقاداً بأن الفاتيكان سرّع إعلان قداسة كارلو أكوتيس كوسيلة لتحفيز وإلهام الإيمان لدى الشباب.
وتأمل الكنيسة الكاثوليكية أن يحقق إعلان يوم الأحد هذا الهدف.