في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تصعيد جديد يؤكد استمرارية فعالية المقاومة الفلسطينية رغم العدوان والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي منذ نحو عامين، أعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ) صباح اليوم الأحد إطلاق صاروخين باتجاه منطقة نتيفوت داخل الأراضي المحتلة.
ويتزامن ذلك مع تنفيذ جيش الاحتلال عمليات اجتياح وتدمير واسعة بمدينة غزة، ضمن خطة " عربات جدعون 2″ التي تهدف حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب قضائيا لمحكمة العدل الدولية ) إلى محاولة اجتياح المدينة وتهجير سكانها.
ووفق التحليل العسكري، فإن قدرة المقاومة الفلسطينية على إطلاق الصواريخ وتنفيذ هجمات نوعية تستهدف قوات الاحتلال دليل واضح على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية المعلنة، لا سيما ما يتعلق بإنهاء قدرات المقاومة المسلحة.
كما تبرز قدرات المقاومة من خلال تكريس واقع الحرب طويلة الأمد التي استطاعت أن توقع الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف، مع وجود مؤشرات على قدرات ما زالت المقاومة تتمتع بها في تصنيع أسلحتها المحلية وتطوير تكتيكاتها رغم الحصار والتهجير و الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتصعيد العدوان وتكرار قصف أهداف متنوعة للمقاومة، سواء عبر قصف الأبراج السكنية أو اجتياح المناطق المكتظة، لم يمنحا إسرائيل التفوق المنشود في ميدان المعركة. فبعد عامين من استخدام أقسى أساليب القوة والحصار، تظل عمليات المقاومة متواصلة ولا تزال القدرة على إطلاق الصواريخ قائمة.
وهو ما يثبت -حسب تصريحات الخبير العسكري حسن جوني- أن أحد أهم أهداف الحرب الإسرائيلية، والمتمثل في تدمير القدرة القتالية لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وفصائل المقاومة لم يتحقق رغم الضربات المتكررة.
ويؤكد جوني -في تصريحات للجزيرة نت- أن إطلاق الصواريخ اليوم والأيام السابقة يضع إسرائيل أمام حقيقة إخفاقها في تحقيق تحرير الأسرى أو إنهاء نشاط المقاومة النوعي، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يواجه وضعا ميدانيا غير مسبوق من الفشل والاستنزاف.
هذا المشهد الميداني المتجدد والقدرة المستمرة على إيقاع الخسائر بقوات الاحتلال يعكسان أيضا دخول إسرائيل في حرب استنزاف فرضتها المقاومة وتكتيكاتها المرنة، حسب ما قاله جوني.
وأشار الخبير العسكري إلى أن استمرار المواجهات وعودة الصواريخ -رغم العمليات العسكرية المكثفة مثل "عربات جدعون 2"- يعد دليلا على طول نفس المقاومة، وفي الوقت ذاته تآكل القدرة الإسرائيلية على فرض الحسم.
ويضيف الخبير الأمني والعسكري أسامة خالد أن الحرب المستمرة والسياسات المطبقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لم تثمرا جدوى حتى الآن، إذ تعيد المقاومة ضبط تكتيكاتها الدفاعية بما يتواكب مع التطورات الميدانية رغم الاستنزاف الشديد الذي تعرضت له.
وأضاف خالد -في تصريحات للجزيرة نت- أن التغيرات في نسق المواجهة وتواصل إطلاق الصواريخ يعكسان قدرة المقاومة ونجاحها في فرض إيقاع ميداني طويل الأمد، كما حافظت على إمكانات الرد رغم كل المحاولات المستمرة لسحقها.
وتواصل المقاومة الفلسطينية صمودها خلال سنوات الحصار الممتدة منذ نحو عامين، وتتصدى لكل محاولات تفكيك بنيتها العسكرية، إذ أظهرت الأحداث الأخيرة -وفق تصريحات الخبراء للجزيرة نت- تمكن المقاومة من تصنيع سلاحها ذاتيا، واعتمادها على خبرات محلية في إنتاج الصواريخ والعبوات الناسفة.
وفي ظل منع إدخال المواد الخام واستمرار الحصار، تبرز قدرة المقاومة على تطوير ترسانتها العسكرية، الأمر الذي يعده جوني دليلا على استقلالية الصناعات العسكرية للمقاومة.
أما خالد فيرى أن استمرار تصنيع السلاح داخليا يعد أحد المرتكزات الأساسية لصمود المقاومة وبقائها طرفا فاعلا في مواجهة الاحتلال، حتى وإن كان ذلك بكميات محدودة وبإجراءات تقنين مدروسة تفرضها ظروف الحصار والاستهداف.
وفي ظل اشتداد العمليات العسكرية، ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تدمير واسعة في مدينة غزة، ويستهدف مربعات سكنية كاملة ويهدم الأبراج المتبقية، في إطار خطة اجتياح باسم "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى تهجير السكان والسيطرة على المدينة.
وفي المقابل، أطلقت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) عمليات "عصا موسى" للتصدي لقوات الاحتلال، ونفذت عدة هجمات نوعية على الدبابات والآليات العسكرية في مناطق متفرقة بالقطاع.
وتشير أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 64 ألف شهيد وأكثر من 162 ألف إصابة، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود تحت ركام المنازل وعدم قدرة فرق الدفاع المدني على الوصول إليهم.