كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود صلة واضحة بين عدم انتظام هرمونات الغدة الدرقية لدى الحوامل وزيادة خطر إصابة أطفالهن باضطراب طيف التوحد.
وأظهرت النتائج التي نشرت في الدورية الطبية المرموقة The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism أن الخطر يتزايد بشكل ملحوظ عندما يستمر هذا الخلل الهرموني عبر مراحل الحمل المختلفة، حيث يعمل التأثير التراكمي لعدم الانتظام الهرموني على زيادة احتمالات الإصابة بين المواليد.
وقد اعتمدت هذه الاستنتاجات على تحليل بيانات أكثر من 51 ألف حالة ولادة، ما يمنح النتائج مصداقية إحصائية عالية.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور إيدان مناشيه من جامعة بن غوريون في النقب: "لاحظنا أن الخلل الدرقي المزمن الذي يتم علاجه بشكل كاف وفعال لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالتوحد، لكن الخطر يظهر بوضوح عندما يستمر عدم الاتزان الهرموني عبر أكثر من مرحلة من مراحل الحمل".
وتعزى هذه العلاقة إلى الدور المحوري الذي تلعبه هرمونات الغدة الدرقية في التطور العصبي الصحي للجنين، حيث تؤثر بشكل مباشر على عملية تكوين الدماغ ووظائفه. وعندما يختل توازن هذه الهرمونات، فإن ذلك قد يؤدي إلى اضطراب في النمو العصبي، مما يزيد من احتمالية ظهور اضطرابات النمو بما فيها اضطراب طيف التوحد.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تسلط الضوء على ضرورة المتابعة المستمرة والدقيقة لحالة الغدة الدرقية خلال رحلة الحمل، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر عن أي خلل والتدخل السريع لعلاجه. كما تشير النتائج إلى أن الحفاظ على استقرار مستويات الهرمونات طوال فترة الحمل قد يشكل عاملا وقائيا مهما للحفاظ على الصحة العصبية للمولود.
يذكر أن اضطراب طيف التوحد يعد من حالات النمو المعقدة التي تؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتؤكد هذه الدراسة على أهمية العوامل البيولوجية المبكرة في مرحلة ما قبل الولادة في تشكيل خطر الإصابة بهذه الحالة.
المصدر: scitechdaily
المصدر:
روسيا اليوم