حذّر باحثون من مخاطر التوقف عن أدوية التحكم في الوزن قبل الحمل، رغم عدم التوصية باستخدامها أثناء الحمل نفسه.
وتشير بيانات جديدة إلى أن النساء اللواتي يستخدمن أدوية مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" و"زيببوند"، المصنّفة ضمن منشطات مستقبلات الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاغون (GLP-1s)، قد يواجهن بعض المخاطر عند التوقف عن تناولها قبل الحمل.
وتعمل هذه الأدوية على تنظيم الوزن وتحسين مستوى السكر في الدم، لكن توقفها قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومضاعفات صحية أخرى أثناء الحمل.
وقالت الدكتورة جاكلين مايا، المعدة الرئيسية للدراسة وأخصائية الغدد الصماء لدى الأطفال في مستشفى ماساتشوستس العام: "لا نعرف بعد ما إذا كان التوقف عن الدواء قبل الحمل قد يسبب مخاطر إضافية، أو إذا كان هناك أي فائدة مرتبطة به. النتائج الحالية تعدّ تنبيها للأطباء لمراقبة المرضى عن كثب".
راجع الباحثون مئات حالات الحمل في نظام ماساتشوستس العام بريغهام الصحي بين 2016 و2025، مع التركيز على نحو 450 حالة استخدمت فيها النساء GLP-1s خلال ثلاث سنوات قبل الحمل وحتى 90 يوما بعده.
وتوقفت حوالي نصف النساء عن استخدام الدواء خلال الأشهر الستة الأولى من الحمل، بينما توقفت نسبة 34% قبل الحمل، و17% بعده. وكان متوسط مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل حوالي 36، أي ضمن فئة السمنة، لدى جميع النساء المشاركات، سواء استخدمن الدواء أو لم يستخدمنه.
أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي تناولن GLP-1s ثم توقفن عنها كنّ أكثر عرضة للولادة المبكرة وسكري الحمل واضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم الحملي وتسمم الحمل. كما اكتسبت هذه المجموعة وزنا أكبر خلال الحمل (حوالي 13.7 كيلوغراما في المتوسط) مقارنة بالمجموعة المقارنة (حوالي 10.5 كيلوغرامات).
كما لوحظت زيادة نسبية في النساء اللواتي عانين من "زيادة وزن حملية مفرطة" في المجموعة المعالجة (65% مقابل 49% في المجموعة المقارنة)، ما يزيد من مخاطر صحية لكل من الأم والطفل.
يتمثل أحد أبرز قيود الدراسة في أن الباحثين قارنوا بين النساء اللواتي تناولن الدواء وأخريات لم يستخدمنه، دون الأخذ في الاعتبار أوزانهن قبل بدء العلاج.
وأشارت مايا إلى أن الفريق يخطط لمراعاة الوزن قبل العلاج في الدراسات المستقبلية لتحديد فوائد أو مخاطر استخدام هذه الأدوية قبل الحمل بشكل أدق.
وأكدت التعليقات المصاحبة للدراسة أن نتائج البحث قد تتناقض مع دراسات سابقة حول استخدام GLP-1، التي ربطتها بانخفاض خطر اضطرابات ضغط الدم أثناء الحمل، مشيرة إلى أن الدراسات السابقة ركزت على الأشخاص الذين وصف لهم الدواء لعلاج السكري، بينما ركزت الدراسة الحالية على استخدامه لعلاج السمنة.
ولا توجد حاليا إرشادات محددة حول استخدام GLP-1 قبل الحمل، ما يجعل الحاجة إلى مزيد من الدراسات أمرا ملحا لفهم الفوائد والمخاطر بشكل أفضل.
وخلصت مايا إلى أن الأبحاث تتطور تدريجيا لتوفير بيانات أكثر موثوقية للفئات التي لم تُدرج في التجارب الأولية، بما يساهم في تحسين رعاية النساء قبل وأثناء الحمل.
نشرت الدراسة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA).
المصدر: لايف ساينس
المصدر:
روسيا اليوم