آخر الأخبار

مزاعم عن استخدام قلعة بعلبك كمخزن أسحلة لحزب الله...السلطات اللبنانية تنفي ودعوات لمحاسبة "المحرض"

شارك

أصدرَت السلطات اللبنانية نفيًا قاطعًا لمزاعم أطلقها نائب لبناني سابق تحدّث فيها عن استخدام قلعة بعلبك كمخزن لأسلحة حزب الله، في وقت تصاعدت دعوات لمحاسبته بتهمة التحريض على قصف الموقع الأثري.

عادت قلعة بعلبك الأثرية، المصنفة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، إلى واجهة المشهد اللبناني بعدما تزامن الجدل الداخلي حول تصريحات النائب اللبناني السابق أنطوان زهرا مع استمرار الغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

تصريح أشعل عاصفة

النائب السابق أنطوان زهرا أثار موجة واسعة من ردود الفعل بعد ظهوره في مقابلة إعلامية قال فيها إن " حزب الله " استعمل قلعة بعلبك لعقود كمخزن للأسلحة، مشيرًا إلى أنه شاهد مداخل مقفلة ومنطقة أمنية داخلها، إلى جانب وجود عناصر للحزب.

هذه التصريحات وُصفت على نطاق واسع بأنها "تحريض مباشر لإسرائيل على قصف القلعة"، لتتعالى الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مطالبة السلطات القضائية اللبنانية باستدعائه ومحاسبته.

نفي قاطع من وزارة الثقافة

سارعت وزارة الثقافة اللبنانية إلى الرد على هذه المزاعم، فأصدرت بيانًا أكدت فيه أنّ "هذا الأمر عار من الصحة ولا يمت للحقيقة بأي صلة".

وأوضحت أنّ المديرية العامة للآثار تشدد على أنّ "الأجهزة الأمنية اللبنانية هي الوحيدة الموجودة داخل قلعة بعلبك وتقوم بحمايتها".

كما لفتت الوزارة إلى أنّ الموقع يحمل إشارة "الدرع الأزرق" الدولية وأُدرج على لائحة المواقع المعززة وفقًا لاتفاقية لاهاي البروتوكول الثاني، معتبرة أنّ أي استهداف له يُعد خرقًا واضحًا للقانون الدولي.

الوزارة شددت كذلك على أنّها المرجع الوحيد لأي معلومة تتعلق بالمواقع الأثرية، مؤكدة أنّ هذه المواقع "خالية من أي مواد تحمل شبهات حولها".

ذاكرة أثرية تحت النار

وشهدت مدينة بعلبك خلال العام 2024 سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية التي وضعت القلعة الأثرية في دائرة الخطر.

ففي تشرين الثاني/نوفمبر، دمّرت غارة إسرائيلية مبنى عثمانيًا قديمًا يُعرف بـ"المنشية"، يقع بجوار الأعمدة الرومانية وبستان الخان عند مدخل المدينة.

ورغم أن الفحوص الأولية لم تُظهر أضرارًا مباشرة داخل الباحة، إلا أنّ انهيارات جزئية سُجلت في جزء من السور الخارجي، وسط تحذيرات من "أضرار غير مرئية" قد تكون لحقت بالبنية الحجرية بسبب قوة الارتدادات.

ولم تقتصر الاستهدافات على هذه الحادثة، إذ سبقتها غارات في شباط/فبراير وآذار/مارس على مناطق في عمق البقاع، فيما سُجّلت في تشرين الأول/أكتوبر ضربات وُصفت بأنها "خطرة القرب" من مجمع المعابد الرومانية.

هذه التطورات دفعت وزارة الثقافة حينها إلى تكليف المديرية العامة للآثار بإعداد ملف أضرار شامل، فيما تدخلت اليونسكو مانحة الموقع "حماية معززة" ومؤكدة أنّ الاعتداء على الممتلكات الثقافية يُعتبر انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي.

معلم روماني لا يقدّر بثمن

تُعتبر قلعة بعلبك أكبر مجمّع روماني محفوظ في الشرق الأوسط وأحد أبرز المعالم الأثرية في العالم. شيّدها الرومان بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادي، وأطلقوا على المدينة اسم هليوبوليس أي "مدينة الشمس".

يضم الموقع معبد جوبيتر الذي كان الأضخم واحتوى على 54 عمودًا لم يبقَ منها سوى ستة بارتفاع نحو 23 مترًا، ومعبد باخوس الذي يُعد من أفضل المعابد الرومانية حفظًا في العالم بطول 69 مترًا وعرض 36 مترًا وما زال محتفظًا بزخارفه، ومعبد فينوس الأصغر حجمًا لكنه يتميز بتصميمه نصف الدائري الفريد.

أُدرجت القلعة على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1984، وأصبحت منذ عام 1956 مسرحًا لـ" مهرجانات بعلبك الدولية " التي استضافت كبار الفنانين العالميين والعرب. وبذلك، لم تعد القلعة مجرد موقع أثري، بل أيقونة ثقافية ووطنية، وإرث إنساني جامع يتجاوز حدود لبنان.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار