آخر الأخبار

السياسة حاضرة بقوة في مهرجان البندقية السينمائي 2025

شارك
أحد نجوم مهرجان البندقية السينمائي 2025: جورج كلوني (مشهد من فيلم "جاي كيلي")صورة من: Peter Mountain/Everett Collection/picture alliance

في المسابقة الرئيسية للدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، يتنافس اعتباراً من 27 آب/أغسطس 21 فيلماً على أهم جائزة في السينما الأوروبية: جائزة الأسد الذهبي.

ويسافر هذا العام الكثير من النجوم لعرض أفلامهم بأفضل ما يمكن: وهكذا ستزور جوليا روبرتس مدينة البندقية لأول مرة من أجل تقديم فيلم "بعد المطاردة" (After the Hunt) للمخرج لوكا غوادانيينو، وهو فيلم مستوحى من حركة "مي تو" #MeToo. وتؤدي أيقونة هوليوود جوليا روبرتس دور أستاذة فلسفة في جامعة ييل، تقع في موقف صعب عندما تتهم طالبتها للدكتوراه (آيو إديبيري من مسلسل "الدب") زميل ألما وصديقتها (أندرو غارفيلد) باعتداء جنسي.

وهناك هذا العام وافد جديد آخر إلى البندقية، هو المصارع المحترف السابق ونجم أفلام الأكشن دوين جونسون "ذا روك"، الذي يظهر لأول مرة في فيلم جاد. وهو يؤدي دور المصارع الهاوي السابق مارك كير في فيلم "ذا سماشينج ماشين" (آلة التحطيم) للمخرج بيني صفدي. وتقوم إميلي بلانت بدور زوجة مارك كير.

هوليوود تغزو السجادة الحمراء في البندقية

ومن بين الضيوف الدائمين في المهرجان الممثل جورج كلوني، الذي يؤدي دور البطولة في فيلم "جاي كيلي" للمخرج نوح باومباخ. وتدور أحداث هذا الفيلم حول ممثل مشهور يسافر عبر أوروبا مع مدير أعماله (يؤدي دوره آدم ساندلر) ويفكّر الاثنان في إرثهما وخياراتهما في الحياة.

فيكي كريبس وكيت بلانشيت في فيلم جيم جارموش "أب أم أخت أخ"صورة من: Mubi/AP Photo/picture alliance

وكذلك سيعود الضيفان الدائمان في مهرجان البندقية، كيت بلانشيت وآدم درايفر، بفيلم "أب أم أخت أخ"، وهو فيلم جديد مرتقب بشدة لرائد السينما المستقلة المخرج جيم جارموش. يتكون الفيلم من ثلاث دراسات شخصية معاصرة تدور في الولايات المتحدة الأمريكية ودبلن وباريس ، ويتناول العلاقات بين أطفال بالغين ووالديهم البعيدين عنهم شيئًا ما (يؤدي دورهما توم وايتس وشارلوت رامبلينغ).

وسيستمتع عشاق الأفلام الكورية بفيلم الإثارة الجديد "لا خيار آخر"، للمخرج العظيم بارك تشان-ووك. ويؤدي في هذا الفيلم الممثل لي بيونغ هون دور رجل طُرد من وظيفة شغلها لفترة طويلة وبات يسعى الآن لاستعادة عمله بطرق غير أخلاقية.

والممثلة الأمريكية إيما ستون تعاونت من جديد مع المخرج اليوناني جيورجوس لانثيموس في فيلم "بوغونيا"، وهو نسخة إنكليزية جديدة من فيلم الخيال العلمي الكوري الجنوبي الرائع "أنقذوا الكوكب الأخضر" (2003). والمخرج لانثيموس فاز عام 2013 بجائزة الأسد الذهبي عن فيلم "أشياء مساكين". وفاز العام الماضي بجائزة الأسد الذهبي المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار عن فيلم "الغرفة المجاورة".

والممثل الأسترالي جاكوب إيلوردي حاضر أيضاً في البندقية لتقديم فيلم المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو المقتبس عن رواية فرانكنشتاين، والذي يشارك في بطولته الممثل الغواتيمالي أوسكار إسحاق والبريطانية ميا غوث والألماني كريستوف فالتز.

من الصعب التعرف عليه: جاكوب إيلوردي في دور "المخلوق" في فيلم "فرانكنشتاين"صورة من: Netflix/AP Photo/picture alliance

نتفليكس تشارك من جديد

وبعد غيابها العام الماضي، تعود نتفليكس بقوة إلى البندقية. وبالإضافة إلى فيلمي "فرانكنشتاين" لديل تورو و"جاي كيلي" لباومباخ، تفرش خدمة البث نتفليكس السجادة الحمراء لفيلم "بيت الديناميت"، وهو أول فيلم روائي لمخرجة أفلام الأكشن الأمريكية كاثرين بيغلو. وتدور أحداث هذا الفيلم في الوقت الحاضر حول مجموعة من موظفي البيت الأبيض ، يؤدي دورهم ممثلون منهم إدريس إلبا وريبيكا فيرجسون وغريتا لي وجاريد هاريس، يحاولون التعامل مع هجوم وشيك بصاروخي نووي على الولايات المتحدة الأمريكية.

والبندقية هي البداية غير الرسمية لموسم الجوائز، وبرنامج هذا العام يبدو جديراً بجوائز الأوسكار . والمخرج الإيطالي باولو سورينتينو، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم "الجمال الكبير"، يفتتح مهرجان البندقية بفيلمه "لا غراتسيا"، الذي يؤدي فيه دور البطولة الإيطالي توني سيرفيلو.

والنرويجية مونا فاستفولد، الكاتبة والمنتجة المشاركة في فيلم "الوحشي" الحائز على جائز الأوسكار ثلاث مرات، تشارك في مهرجان البندقية بفيلم "وصية آن لي"، وهو دراما موسيقية تاريخية من بطولة أماندا سيفريد في دور آن لي، وهي مؤسسة طائفة دينية في القرن الثامن عشر.

ويعود الفنان والمخرج السينمائي جوليان شنابل إلى البندقية بفيلمه التاريخي الحائز على جوائز "بين يدي دانتي"، وهو فيلم إثارة حول مخطوطة مكتوبة بخط اليد لملحمة "الكوميديا الإلهية" للإيطالي دانتي أليغييري. ويظهر في الفيلم عدد من النجوم: أوسكار إسحاق في دور مزدوج، وكذلك جيسون موموا، وجيرارد بتلر، وغال غادوت، ومارتن سكورسيزي، وآل باتشينو.

المخرج الألماني فيرنر هيرتسوغ - يكرمه المهرجان بجائزة الأسد الذهبي عن مجمل عمله صورة من: C3396/picture alliance

جائزة للألماني فيرنر هيرتسوغ

يشارك في مهرجان البندقية هذا العام العديد من الأفلام الوثائقية. وينال المخرج الألماني الأسطوري فيرنر هيرتسوغ مساء الأربعاء (27 آب/أغسطس 2025) في حفل افتتاح المهرجان على جائزة الأسد الذهبي عن مجمل عمله. وسيعرض فيلماً وثائقياً غير تقليدي عن الطبيعة اسمه "الأفيال الشبحية". ويرافق الفيلم متتبعي آثار من السكان الأصليين في أنغولا خلال بحثهم عن قطيع فيلة خرافي، وربما أسطوري.

والمخرجة الأمريكية لورا بويتراس، الحائزة على جائزة الأوسكار عن فيلمها الوثائقي "المواطن الرابع" حول العميل إدوارد سنودن، اشتركت مع المخرج مارك أوبنهاوس في إخراج فيلم "Cover-ip"، الذي يتناول حياة سيمور هيرش، هو صحفي استقصائي حائز على جائزة بوليتزر وكشف عن فضائح في الجيش الأمريكي خلال حربي فيتنام والعراق.

صراعات راهنة على الشاشة الكبيرة

في العادة لا يتطرق مهرجان البندقية للسياسة كثيراً. ولكن المهرجان يعرض في هذا العام العديد من الأفلام التي تتناول قضايا جيوسياسية معاصرة.

ومن هذه الأفلام فيلم للمخرجة التونسية كوثر بن هنية عنوانه "صوت هند رجب" ويستند إلى قصة حقيقية مروعة لطفلة فلسطينية في السادسة من عمرها خلال حرب غزة الدائرة حتى اليوم ومكالمتها الهاتفية الأخيرة اليائسة مع عمال الإنقاذ التابعين للهلال الأحمر. ولم يتمكن ألبرتو باربيرا، المدير الفني لمهرجان البندقية السينمائي، من حبس دموعه أثناء حديثه عن الفيلم في مؤتمر صحفي.

ألبرتو باربيرا، المدير الفني لمهرجان البندقية السينمائيصورة من: Mickael Chavet/ZUMA/picture alliance

ويدور فيلم "ساحر الكرملين" حول السياسة في روسيا ، وهو من إخراج الفرنسي أوليفييه أساياس، ويظهر فيه جود لو بدور فلاديمير بوتين وبول دانو في دور مؤثر يعمل خلف الكواليس في الكرملين .

ويشارك في مهرجان البندقية فيلمان من إيران : فيلم "الكوميديا الإلهية" للمخرج علي أصغري، وهو سخرية سوداء حول مخرج إيراني يعاني من الرقابة، وفيلم "داخل أمير" للمخرج أمير عزيزي، الذي يروي قصة شاب إيراني على وشك مغادرة البلاد.

ولكن الاهتمام بالسياسة لا يقتصر في البندقية على الشاشة الكبيرة فقط: فقد وقّع في 23 آب/أغسطس مئات المخرجين والمثقفين رسالة مفتوحة تحت شعار "البندقية من أجل فلسطين"، طالبوا فيها المهرجان باتخاذ موقف واضح من الحرب في غزة، وإدانة الإجراءات الإسرائيلية وإعطاء مساحة أكبر للأصوات الفلسطينية.

ودعت مجموعة الفنانين الإيطاليين "Artisti #NoBavaglio" إلى مظاهرة حاشدة في 30 آب/أغسطس، وحذرت من أنَّ المهرجان يخاطر بالتحول إلى "معرض حزين فارغ" إذا تجاهل الحرب.

أعده للعربية: رائد الباش

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار