آخر الأخبار

مخاوف شعبية من تفشي داء الكلب بالجزائر.. وخطة وطنية لمواجهته

شارك

يشهد داء الكلب في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة تفشيا متزايدا أثار قلقا واسعا بين المواطنين، خاصة بعد تسجيل حالات وفاة وإصابات في عدد من الولايات. وتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن الكلاب الضالة ما تزال السبب الرئيس لانتقال العدوى، في ظل الصعوبة الكبيرة في السيطرة على تكاثرها داخل الأحياء السكنية والقرى.

وقد شهدت ولاية أم البواقي مؤخرا حادثة مأساوية راح ضحيتها طفلان بعد تعرضهما لعضّات كلب مسعور، ورغم خضوعهما للعلاج فإن خطورة الإصابة أدت إلى وفاتهما، في حين أصيب آخرون بجروح متفاوتة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 راكبان يتسببان في فوضى وهبوط طائرة اضطراريا في باريس
* list 2 of 2 "الميت العائد".. شاب يفاجئ الجميع بظهوره في جنازته بالأرجنتين end of list

وأثار تزايد هذه الحوادث حالة من الهلع في الشارع الجزائري، مما دفع جهات عدة إلى المطالبة بتدخل عاجل لإيجاد حلول جذرية تحد من انتشار المرض. وفي حين يرى البعض أن التخلص من الحيوانات الضالة بالقتل هو الخيار الأسرع، يعتبر آخرون أن ذلك يشكل جريمة بحقها، مشددين على أن التعقيم والتلقيح يظلّان الحل الأمثل والأكثر إنسانية لمعالجة الظاهرة.

وقد دفعت هذه الفاجعة السلطات الجزائرية إلى إطلاق حملات وطنية لمكافحة الكلاب الضالة، بالتوازي مع تكثيف عمليات تلقيح الحيوانات، وذلك ضمن خطة حكومية تستهدف القضاء على داء الكلب بحلول عام 2030. وتُظهر الإحصاءات الرسمية أن الجزائر تسجل سنويا نحو 15 وفاة بهذا المرض، أغلب ضحاياها من الأطفال.

داء الكلب

يُعتبر داء الكلب مرضا فيروسيا قاتلا ينتقل غالبا عبر عضة أو خدش من حيوان مصاب، وعلى رأسها الكلاب، ويؤدي في حال إهمال علاجه بسرعة إلى التهاب حاد في الدماغ والجهاز العصبي.

وقد خصصت له المنظمة العالمية للصحة يوما عالميا يوافق 28 سبتمبر/أيلول من كل عام، وجاء شعار هذه السنة "تحركوا.. أنتم، أنا، وكل المجتمع"، في إشارة إلى أن المسؤولية في القضاء على المرض مشتركة بين المؤسسات الرسمية وأفراد المجتمع للوصول إلى هدف "صفر وفيات بشرية". وباعتبار الجزائر عضوا فاعلا في المنظمة، فإنها تسخّر إمكانياتها البشرية والتقنية والطبية لمكافحة هذا الداء.

إعلان

وفي هذا السياق، شددت مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة بوزارة الصحة سامية حمادي، خلال لقاء إذاعي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب، على ضرورة دق ناقوس الخطر بعد تسجيل 9 وفيات خلال سنة 2024، مؤكدة أن المرض قاتل بنسبة 100% إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.

وكشفت حمادي عن تسجيل زيادة في الإصابات تُقدّر بـ 17% مقارنة بعام 2023، حيث تم رصد نحو 213 ألف حالة جديدة مقابل 182 ألف حالة في السنة السابقة. وأوضحت أن هذا الارتفاع مرتبط أساسا بانتشار الكلاب الضالة في المدن والقرى الجزائرية، إضافة إلى مساهمة القطط في نقل العدوى بنسبة تتراوح بين 44 و55%.



وفي ظل تزايد إقبال الجزائريين في السنوات الأخيرة على تربية مختلف أنواع الحيوانات داخل المنازل، ومع تقاعس بعض البلديات ومصالح النظافة والتطهير عن مواجهة انتشار الحيوانات الضالة، خاصة في الأحياء السكنية الجديدة الواقعة على أطراف المدن، جاءت مأساة وفاة الطفلين في أم البواقي لتفتح نقاشا واسعا حول ضرورة إيجاد حلول عاجلة لهذه الظاهرة المتفاقمة.

حملة تكوينية لتلقيح الحيوانات

أطلق الهلال الأحمر الجزائري حملة وطنية واسعة للوقاية والتوعية ضد داء الكلب، انطلقت من مقر المنظمة الوطنية لمكافحة داء الكلب، وتهدف إلى نشر ثقافة الوقاية وتعزيز الوعي الصحي من خلال التشجيع على التلقيح والمتابعة الطبية باعتبارهما السبيل الأمثل للحد من انتشار المرض وحماية الصحة العامة.

وفي السياق ذاته، نظمت المنظمة الجزائرية لمكافحة داء الكلب دورة تكوينية لفائدة أطباء ومتطوعي الهلال الأحمر، خُصصت لتدريب أعوان التلقيح تحت إشراف أطباء بيطريين ومختصين. وتهدف هذه الدورة إلى إعداد فرق مؤهلة للمساهمة ميدانيا في تطعيم أكبر عدد ممكن من الكلاب والقطط عبر مختلف ولايات البلاد، باعتبار التلقيح الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية من هذا الداء الخطِر وضمان حماية الصحة العمومية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار