في زحام الأضواء التي تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي ، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.
من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية ، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك ، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال مصر وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.
ويُعد صابر عيد واحدًا من أبرز مدافعي نادي غزل المحلة في تاريخه، حيث شكّل جزءًا من الجيل الذهبي الذي صنع أمجاد "زعيم الفلاحين" خلال الثمانينيات، وحقق معه بطولتي الدوري المصري وكأس مصر، ليظل اسمه محفورًا في سجلات الفريق العريق.
لم يقتصر تألق صابر عيد على المستوى المحلي، بل امتد إلى المنتخب المصري، حيث كان ضمن كتيبة الجنرال محمود الجوهري في كأس العالم 1990 بإيطاليا، وشارك كبديل في هذا الحدث التاريخي الذي ما زال عالقًا في أذهان الجماهير المصرية.
على المستوى التدريبي، خاض عيد عدة تجارب مهمة، حيث تولى قيادة فريق الاتفاق السعودي، كما عاد إلى بيته الكبير غزل المحلة في أكثر من مناسبة لقيادته فنيًا. ومن الجدير بالذكر أن شقيقه خالد عيد سار على نفس الدرب، حيث تولى تدريب غزل المحلة سابقًا، ويشغل حاليًا منصب المدير الفني لنادي الترسانة.
بأخلاقه العالية وروحه القتالية، ظل صابر عيد رمزًا للعطاء داخل وخارج الملعب، ليبقى أحد أساطير "زعيم الفلاحين" وأحد أبناء الكرة المصرية الذين قدموا الكثير لجمهورها.