لا يتوقف الاحتفاء بنجمات الفن العربي كرموز ثقافية مهمة في التاريخ؛ لذا نجد دائمًا إحياء سيرتهن في مختلف أنحاء العالم، عبر الأفلام واللوحات والكتابات.
وتأتي آخر تلك الفعاليات الفنية، معرض ديفا في متحف سرسق بالعاصمة اللبنانية بيروت، حيث يحتفي المعرض بأسماء بارزة مثل: "أم كلثوم، وداليدا، وسعاد حسني، وصباح، وفيروز وغيرهن".
ويحتفي المعرض، الذي اختار صُناعه عنوان "ديفا: من أم كلثوم إلى داليدا"، بالمُغنيات والممثلات والراقصات الأسطوريات، ويكشف أيضًا عن الصراعات الشخصية التي واجهنها في عالم عربي ما بعد الاستعمار.
ويُقام المعرض متعدد الوسائط، الذي ينظمه معهد العالم العربي ومقره باريس، في بيروت بعد إقامته في مدن عدة مثل: "باريس وأمستردام وعمّان، ويُضيف معرض بيروت أقسامًا ومواد جديدة تُسلّط الضوء على شخصيات بارزة مثل صباح وفيروز وسعاد حسني".
ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى 11 يناير المقبل في متحف سرسق.
وقالت كارينا الحلو، مديرة متحف سرسق، في تصريحات لمنصة ذا إنترناشونال الإماراتية: "في ستينيات القرن الماضي، كانت بيروت، إلى جانب القاهرة، من عواصم الموسيقى العربية، حيث لعبت نجمات مثل كوكب الشرق أم كلثوم، التي قدمت أداءً لا يُنسى في مهرجان بعلبك الدولي، وفيروز - سفيرة لبنان لدى النجوم - دورًا حاسمًا في تشكيل الموسيقى العربية الحديثة".
وأضافت: "وساعد فنانون مثل وردة وأسمهان في إيصال الموسيقى إلى الساحة الدولية، لذلك من المهم أن يأتي هذا العرض إلى بيروت".
فيما ينقسم المعرض إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: يتناول رائدات الحركة النسوية في القاهرة خلال عشرينيات القرن الماضي، واللاتي أرستن نضالاتهن وأعمالهن الثقافية أسس الازدهار الفني الذي تلا ذلك، ومن بينهن: هدى شعراوي وسيزة نبراوي، مؤسستا الاتحاد النسائي المصري، بجانب الممثلة والمنتجة المسرحية فاطمة اليوسف، التي ساهمت في إحياء المسرح المصري خلال فترة ما بين الحربين العالميتين.
كما يركز القسم الثاني على المغنيات ذوات الأصوات الذهبية من أربعينيات إلى سبعينيات القرن العشرين، وهن: "أم كلثوم، وردة، وفيروز، وأسمهان".
وفي بيروت، تم توسيع هذا القسم، لا سيما فيما يتعلق بفيروز، بإضافة مواد أرشيفية جديدة تشمل أزياءً وفيديوهات وصورًا فوتوغرافية، وفقًا لما نشرته ناشيونال.
ومن أبرز المعروضات فساتين أصلية ارتدتها فيروز في فيلمي "أيام فخر الدين" (1966)، و"قصيدة حب" (1973)، وكلاهما عُرض في مهرجان بعلبك الدولي.
وتُبرز هذه الأزياء أعمال مصمم الأزياء اللبناني الأرمني جان بيير ديليفر، إلى جانب المصممين اللبنانيين مارسيل رابيز وسامية صعب.
ويستكشف القسم أيضًا دور صباح وتأثيرها الثقافي على الفنون والأزياء، مُحتفياً بأناقتها الجريئة وأزيائها المُفعمة بالهوية العربية، وتُبرز الصور والفساتين الأصلية التي صممها المصمم الراحل ويليام خوري - الذي صمم لها حوالي 400 فستان خلال فترة صداقتهما الطويلة - دورها كشخصية رائدة في عالم الموضة على مستوى المنطقة.
ويتناول القسم الثالث العصر الذهبي للسينما المصرية ويدرس كيف ساهمت الأفلام الغنائية في ترسيخ مكانة نجمات السينما كأيقونات سينمائية، ويعرض أفلامًا من بطولة فنانات مثل: ليلى مراد، سامية جمال، تحية كاريوكا، هند رستم، وداليدا.
فيما يسلط القسم الرابع، الضوء على الإرث في الحاضر، مُستكشفًا كيف لا يزال تأثير نجمات الغناء يُشكّل الممارسات الفنية المعاصرة.
فمن خلال أعمال الكولاج، ومنشآت الفيديو، واللوحات، يُكرّم الفنانون المعاصرون هؤلاء النجمات ويعيدون تفسير حياتهن وأعمالهن، حيث يُعرض فيلم من إخراج رانيا ستيفان عن سندريلا الشاشة سعاد حسني، ويستخدم لقطات أرشيفية من أفلامها.
المصدر:
الشروق