لفت الفنان محمد الدمراوي الأنظار خلال مشاركته في العرض المسرحي متحف باكثير المستلهم من أعمال الكاتب الكبير علي أحمد باكثير، والذي أقيم على خشبة دار الأوبرا المصرية، عبر أداء تمثيلي قائم على التتنوع وتعدد الأقنعة، مؤكدًا حضوره كممثل يمتلك قدرة خاصة على الانتقال بين الشخصيات المتباينة داخل العرض الواحد دون فقدان التماسك أو التأثير.
العرض، الذي استعاد عوالم باكثير الفكرية والدرامية، من إخراج المخرج أحمد فؤاد، الذي لم يخيب ظن جمهوره يوما، فلم يراهن العرض على السرد التقليدي بقدر ما اعتمد على بناء مشاهد مركبة تستحضر رموزًا وشخصيات ذات دلالات تاريخية وشعبية، وهو ما أتاح للدمراوي مساحة واسعة لتقديم أداء متنوع، جسد من خلاله أكثر من شخصية، من بينها جحا بشحنته الساخرة وحكمته المراوغة، وصلاح الدين بما يحمله من حضور سلطوي وتاريخي صارم، إلى جانب شخصيات أخرى تختلف في الإيقاع والخطاب والدلالة.
ويحسب للدمراوي قدرته على الفصل الواضح بين هذه الشخصيات، ليس فقط عبر تغيير الصوت أو الحركة، وإنما من خلال بناء داخلي لكل شخصية، يعكس وعيًا بطبيعتها النفسية ورمزيتها داخل السياق الدرامي، هذا التعدد في الأداء لم يتحول إلى استعراض، بل اندمج بسلاسة في النسيج العام للعرض، ما يعكس خبرة الدمراوي في التعامل مع المسرح بوصفه فعلًا جماعيًا، يقوم على الانسجام بين الممثل وبقية عناصر العرض من إخراج وسينوغرافيا وموسيقى. كما أظهر قدرة لافتة على التحكم في الإيقاع، والانتقال بين الحالات الدرامية دون افتعال أو مبالغة.
محمد الدمراوي، ممثل وطبيب مصري، شارك بالتمثيل في فيلم بابا عام 2012، وفيلم هرج ومرج عام 2012، وفيلم عيار ناري عام 2018، ولفت الفنان محمد الدمراوى الأنظار فى رمضان الماضى بمشاركته فى مسلسل "جودر" مع النجم ياسر جلال، حيث جسد شخصية جزرة، ونال عنها إشادات كبيرة.
كما لعب أيضا دور خالد ابن الشيخ سالم في مسلسل "مليحة" بطولة دياب وميرفت أمين والذى تناول القضية الفلسطينية، وشارك الدمراوي أيضًا في الجزء الثاني من مسلسل "البيت بيتي" بطولة الفنانان مصطفى خاطر وكريم محمود عبد العزيز وإخراج خالد مرعي، مسلسل "زينهم"، والذي يقدم فيه شخصية "الدكتور رحمي" صديق زينهم، إلى جانب مشاركته بطولة العرض المسرحي "بعيد عنك" تأليف وإخراج محمد عبد الستار، على مسرح مركز الإبداع بأرض أوبرا القاهرة.
المصدر:
اليوم السابع