أكد اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية، أن الاضطرابات الراهنة في محيط مصر الإقليمي ليست أحداثاً عشوائية، بل هي نتاج صراع سياسي دولي محتدم بين القوى الكبرى، موضحًا أن هذا الصراع الذي تبلور منذ أحداث "الربيع العربي" يهدف بشكل أساسي إلى تغيير موازين القوى في المنطقة وإعادة رسم خريطتها السياسية.
وقال عبد الواحد خلال لقائه ببرنامج "المشهد" مع الإعلامي نشأت الديهي على قناة "Ten"، إن الأمن القومي المصري يواجه ملفات شائكة، يتصدرها "ملف المياه" الذي صنفه كأخطر التحديات على الإطلاق، ومشددًا على أن التهديد المائي يتطلب إدارة تتسم بالدراسة العميقة والواقعية السياسية (البراجماتية) بعيداً عن العاطفة.
وذكر الخبير الأمني أن الطموحات الإثيوبية تتجاوز مجرد التنمية، حيث تسعى أديس أبابا لاستخدام المياه كأداة للضغط السياسي على دول الجوار كافة وليس مصر فحسب، معربًا عن رفضه التام لخيار التصعيد العسكري، ومؤكدا أن الدولة المصرية تمتلك "أدوات ناعمة" فاعلة وقوية يمكنها حماية المصالح المائية للبلاد.
وأشار إلى أن الأزمة السودانية تمثل التحدي الثاني، محذرا من أنها لا تقتصر على المخاطر الحدودية التقليدية، بل تمتد لتشمل أبعاداً مائية وجيوسياسية خطيرة، ومبديًا رفضه القاطع لوجود أي ميليشيات مسلحة على الحدود المصرية، خاصة في ظل سيناريوهات التقسيم التي قد تهدد وحدة السودان.
وحذر من تمدد الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي وتأثيراته المباشرة على استقرار الإقليم، مشددا في الوقت ذاته على أن الملف الليبي يظل حاضرا كأحد الركائز الأساسية التي توليها الدولة المصرية اهتماما بالغا لتأمين حدودها الغربية.
اقرأ أيضًا:
السيسي يصدر قرارًا جمهوريًا بشأن لجنة التصرف في أموال الجماعات الإرهابية
الممنوعات والتذاكر.. ننشر مدونة ضوابط زيارة المتحف المصري الكبير
وزير السياحة: لا توجد كوتة لزيارات المصريين والأجانب لـ"المتحف الكبير"
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة