آخر الأخبار

أبطال وصُناع خريطة رأس السنة لـ الشروق: الفيلم دراما إنسانية تعكس حياة ذوي متلازمة داون بصدق وواقعية

شارك

- ريهام عبدالغفور: محطة استثنائية في مسيرتي الفنية
- آسر حمدي: دعم فريق العمل منحني ثقة كبيرة داخل المشاهد
- رامي الجندي: اعتمد على مسارات درامية متشابكة وتحضير استمر لسنوات
- يوسف وجدي: اهتمامي بذوي متلازمة داون بدأ منذ الطفولة.. وبحثي الدقيق صاغ النص بدقة


تستعد دور العرض، غدا الاثنين، لاستقبال الفيلم الجديد "خريطة رأس السنة"، الذي يقدم تجربة سينمائية مختلفة مليئة بالمواقف الإنسانية المؤثرة، إذ تدور أحداثه حول رحلة فتاة ترافق ابن شقيقتها الصغير في بحثهما عن والدته بعد وفاة والده المفاجئة، حيث تواجه البطلة تحديات جسدية ونفسية تفوق قدراتها، في إطار يسلط الضوء على حياة الأشخاص من ذوي متلازمة داون.

الفيلم يشارك في بطولته ريهام عبدالغفور، ومحمد ممدوح، وأسماء أبو اليزيد، وهنادي مهنا، والطفل آسر حمدي، وهو من تأليف يوسف وجدي، وإخراج رامي الجندي.

التقت "الشروق" بأبطال وصُناع الفيلم للحديث عن تفاصيل مشاركتهم والصعوبات التي واجهوها أثناء التصوير.

قالت الفنانة ريهام عبدالغفور، إن فيلم "خريطة رأس السنة" يمثل واحدة من أكثر التجارب تميزا في مشوارها السينمائي، مؤكدة أن العمل يتجاوز كونه دورا تمثيليا إلى كونه تجربة إنسانية مؤثرة تركت بصمة خاصة في حياتها.

قضية إنسانية بالغة الأهمية

وأشارت ريهام، إلى أن الفيلم يتناول قضية إنسانية بالغة الأهمية لم تحظ باهتمام كافٍ في السينما المصرية من قبل، لافتة إلى أن أكثر ما أسعدها خلال رحلة التصوير هو اقترابها الحقيقي من الأطفال من ذوي متلازمة داون، وهو ما أضاف لها الكثير على المستوى الإنساني قبل الفني.

وأضافت أن التجربة منحتها فرصة لاكتشاف عالم مليء بالمشاعر الصادقة، حيث تعلمت أن الذكاء العاطفي هو الأساس في العلاقات الإنسانية، موضحة أنها لمست لدى هؤلاء الأطفال قدرة فطرية على التعامل بقلوبهم دون حسابات أو مشاعر سلبية، الأمر الذي جعلها تتمنى لو يسود هذا الأسلوب في تعامل الناس مع بعضهم البعض.

إرهاق نفسي ومصدر للسعادة

وأكدت أن العمل كان مرهقا نفسيا وفنيا، لكنه في الوقت نفسه كان مصدر سعادة كبيرة لها، واصفة التجربة بأنها من النوع الذي يصعب تكراره لما حملته من تحديات ومشاعر حقيقية، خاصة مع الارتباط الإنساني القوي الذي نشأ بينها وبين الأطفال المشاركين في الفيلم.

كما وجهت الشكر لأطفال متلازمة داون وأسرهم على الدعم والتعاون الكبير الذي قدموه لفريق العمل، معتبرة أن هذا الدعم كان أحد الأسباب الرئيسية في خروج الفيلم إلى النور بالشكل الذي يعكس رسالته الإنسانية، ومؤكدة أن الفيلم لم يكن مجرد تجربة سينمائية، بل رحلة إنسانية ثرية أضافت لها الكثير على المستويين الشخصي والمهني، وستظل واحدة من العلامات المهمة في مشوارها الفني.

وقال الطفل آسر حمدي، إن العمل يبتعد عن القوالب التقليدية، ويعتمد على قصة قادرة على لمس قلوب المشاهدين بهدوء، متوقعا أن يتفاعل الجمهور مع أحداثه لما تحمله من أبعاد إنسانية صادقة، خاصة أن الفيلم يناقش عالما نادرا ما يتم تقديمه بهذه البساطة دون مبالغة.

وأضاف أن رحلة تصوير الفيلم لم تكن عادية، إذ تنقل فريق العمل بين أكثر من دولة، حيث ساهم هذا التنوع في الأماكن في تقديم صورة واقعية للحياة اليومية لأشخاص من ذوي متلازمة داون، بعيدا عن المعالجة النمطية، مع التركيز على التفاصيل الصغيرة التي تصنع عالمهم الحقيقي.

وخلال فترة التصوير، عاش آسر أجواء داعمة على المستوى الإنساني والمهني، مؤكدا أن الفريق بأكمله حرص على توفير مناخ إيجابي ساعده على تقديم أفضل ما لديه، وأشار إلى العلاقة الفنية التي جمعته بالفنانة ريهام عبدالغفور، موضحا أن العمل معها للمرة الثانية منحه ثقة أكبر داخل المشاهد، خاصة مع حرصها الدائم على تشجيعه ومنحه مساحة للتعبير.

أكثر من خط درامي

وأشار المخرج رامي الجندي، إلى أن العمل جاء بعد سنوات من التحضير قبل التصوير، لافتا إلى أنه يضم أكثر من خط درامي، ما استلزم من الفريق إعدادا دقيقا لضمان تقديمه بشكل صادق ومتناسق.

وأفاد بأن التحضيرات لم تقتصر على الجوانب التقنية فقط، بل شملت تدريب الممثلين، وعلى رأسهم الطفل آسر حمدي، الذي عمل معه لأكثر من خمس سنوات لتطوير موهبته وتجهيزه لأداء دور يتطلب قدرات خاصة.

وتابع الجندي، أن هذا الجهد الطويل بدأ يؤتي ثماره من خلال الأداء اللافت الذي قدمه آسر، والذي منحه ثقة كبيرة في تحمله لمسئولية دور محوري داخل أحداث الفيلم، منوها بأن اختياره لآسر حمدي جاء بعد قناعة كاملة بقدراته التمثيلية، خاصة أن الفيلم يتضمن مشاهد درامية معقدة تحتاج إلى حس عال وقدرة على التعبير، وأن العمل يمثل فرصة حقيقية لإبراز الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها الطفل داخل الساحة الفنية.

وتطرق المخرج إلى مشاركة الفنانة ريهام عبدالغفور، مشيرا إلى أنها أبدت حماسا كبيرا منذ عرض الفكرة عليها لأول مرة، رغم شعورها ببعض القلق في البداية، وأضاف أن شغفها بالشخصية ورغبتها في تقديمها بشكل مختلف كانا دافعا للاستمرار، وأن العمل على تفاصيل الدور معها استغرق ما بين خمسة إلى ستة أشهر، ضمن تحضيرات امتدت لنحو عام كامل للفيلم.

أحداث مشحونة بالغموض والتوتر

وأكد الجندي، أن "خريطة رأس السنة" يقوم على حبكة درامية متشابكة وأحداث مشحونة بالغموض والتوتر، وهو ما ظهر بوضوح في الإعلان التشويقي، الذي أسهم في رفع سقف التوقعات قبل العرض الرسمي، كما شدد على أن أحد أكبر التحديات التي واجهها خلال تنفيذ العمل كان تقديم حياة شريحة من المجتمع بواقعية كاملة، دون تجميل أو تشويه، في محاولة لملامسة الحقيقة كما هي.

وأوضح المؤلف يوسف وجدي، إن اهتمامه بعالم الأشخاص من ذوي متلازمة داون نشأ من تساؤلاته الشخصية منذ صغره، وهو ما دفعه لتقديم الفيلم من منظور إنساني شامل، بعيدا عن تصوير القضية بمعزل عن الواقع الاجتماعي.

وأشار إلى أن كتابة السيناريو مرت بعدة مراحل متتابعة قبل أن تصل إلى شكلها النهائي، في محاولة لصياغة قصة متوازنة فنيا تمنح كل الخطوط الدرامية مساحة واضحة وتنسجم بسلاسة مع بعضها.

وأكد وجدي، أن العمل على النص تطلب بحثا مستفيضا ودراسة معمقة لعالم الشخصيات قبل بدء التصوير، لضمان خروج الفيلم بشكل متماسك وقادر على تقديم تجربة سينمائية حقيقية وموثوقة، مشيرا إلى أن السفر إلى عدة دول أثناء التصوير لم يكن مجرد عنصر بصري، لكنه ساهم في نقل صورة واقعية وحقيقية عن حياة الأشخاص من ذوي متلازمة داون، وهو جانب اهتم به منذ المراحل الأولى لكتابة السيناريو.

الشروق المصدر: الشروق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا