تشهد الفترة الأخيرة من كل عام مظاهر احتفالات برأس السنة الميلادية، لكن اختلف الوضع هذه السنة، إذ غابت أبرز مظاهر الاحتفالات المتمثل في اختفاء شجرة الكريسماس من أمام أغلب المطاعم والفنادق والمحال، كما أظهرته جولة ميدانية لـ«الشروق»، وأكدها بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية.
ويقول صفا، إن مظاهر الاحتفال بأعياد الكريسماس ورأس السنة تكاد تكون شبه معدومة خلال العام الجاري، متابعا: «أشجار الكريسماس كانت تملأ الشوارع والكافيهات في شهر ديسمبر من كل عام، ولكن لم نرها حتى الآن».
وأضاف لـ«الشروق»، أن هناك حالة ركود حاد تُسيطر على قطاع الهدايا منذ فترة كبيرة، مشيرا إلى أن التجار لديهم بضاعة راكدة في المخازن منذ عامين تقريبا.
وأوضح أن مبيعات القطاع تنخفض تدريجيا منذ 10 سنوات، متابعا: «كل عام تنخفض المبيعات بنسبة أكبر من العام السابق».
وقدر صفا، نسبة تراجع المبيعات خلال العام الجاري، بـ 70% مقارنة بالظروف الطبيعية، مرجعا ذلك إلى ضعف القدرة الشرائية وارتفاع تكاليف المعيشة الأساسية، كالغذاء والتعليم والصحة، قائلا إن الفنادق والمطاعم الكبرى كانت تشتري شجرة كريسماس لكل 2 متر مربع تقريبا، ولكنهم عزفوا عن الشراء هذا العام، متابعا: «اللي عنده شجرة من السنة اللي فاتت طلعها السنادي واللي معندهوش اكتفى بشراء واحدة فقط».
وبحسب صفا، فإن جميع الأسعار مستقرة منذ العام الماضي دون أي تغيير، ضاربا بمثال بشجرة الكريسماس التي تبدأ بـ150 جنيها (أصغر حجم)، وكذلك دُمى بابا نويل التي تبدأ بـ10 جنيهات.
وأرجع صفا، استقرار الأسعار رغم تراجع سعر صرف الدولار، إلى أن أغلبية البضاعة المتوفرة حاليا في المحلات هي بضاعة قديمة، تم استيرادها بسعر صرف مرتفع.
وتراجع الدولار بنسبة 7% تقريبا منذ بداية العام الجاري، حيث يتداول حاليا عند مستوى الـ47.60 جنيه، مقارنة بـ51 جنيها في مطلع يناير الماضي.
وأشار إلى اعتماد مصر على استيراد 100% من احتياجاتها من الهدايا والزينة، لذلك فإن أسعارها بالسوق المحلية مرتبطة ارتباطا مباشرا بسعر صرف الدولار، مضيفا أن الأسعار ارتفعت بأكثر من 1000% خلال السنوات القليلة الماضية.
وذكر أن أسعار دُمى بابا نويل الصغيرة كانت بـ10 جنيهات للدستة (12 قطعة) منذ خمس سنوات فقط، بينما تُسجل حاليا 120 جنيها، كذلك أشجار الكريسماس الصغيرة ارتفعت أسعارها من 20 جنيها إلى 150 جنيها.
وقال إن أكثر من 50% من التُجار يتخارجون من القطاع بسبب الركود المستمر منذ أكثر من 3 سنوات تقريبا، مضيفا أن التاجر غير قادر على تسييل أمواله لسد احتياجاته الأساسية.
وأوضح أن عددا قليلا جدا من تُجار الهدايا والخردوات، هم الذين عملوا في زينة الكريسماس هذا العام، بينما انقسم بقية التُجار إلى الاستعداد لألعاب وفوانيس رمضان، والقسم الآخر يستعد للأدوات المكتبية والكتب الدراسية الخاصة بالفصل الدراسي الثاني.
المصدر:
الشروق