أصدر المشاركون في المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية-الأفريقية بيانًا مشتركًا في ختام أعمالهم التي انعقدت في القاهرة خلال يومي الجمعة والسبت، بمشاركة وزراء خارجية روسيا والدول الأفريقية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، إلى جانب قيادة مفوضية الاتحاد الأفريقي والهيئات التنفيذية لمنظمات التكامل الأفريقية.
وأكد البيان ترحيب المشاركين بالمستوى الاستراتيجي للتعاون بين أفريقيا وروسيا، وبالتقدم المحرز في تنفيذ الاتفاقات الواردة في الوثائق الختامية للقمم الروسية-الأفريقية السابقة، ولا سيما قمتي سوتشي (2019) وسانت بطرسبرج (2023)، بما في ذلك خطة عمل منتدى الشراكة الروسية-الأفريقية للفترة 2023-2026، مع الإعراب عن الاستعداد لبدء الإعداد لخطة العمل التالية (2026-2029) لاعتمادها خلال القمة الروسية-الأفريقية الثالثة.
وشدد البيان على المسؤولية المشتركة لتعزيز نظام دولي عادل ومستقر قائم على مبادئ المساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام السلامة الإقليمية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات جمعيتها العامة ذات الصلة.
كما جدد المشاركون دعمهم لصون الذاكرة التاريخية بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، باعتبارها محطة أسست لقيام الأمم المتحدة.
وفي الشق السياسي، أقر المشاركون بالدينامية المتزايدة للتفاعل السياسي والدبلوماسي بين روسيا والدول الأفريقية، ورحبوا بتوسع الحضور الدبلوماسي المتبادل.
وأكدوا دعمهم لجهود التكامل الإقليمي والقاري في أفريقيا، ولا سيما تنفيذ أجندة أفريقيا 2063 وأهداف التنمية المستدامة 2030، مع الإشارة إلى الالتزامات الصادرة عن قمة مجموعة العشرين الأخيرة في جنوب أفريقيا.
كما أعلن البيان الاستعداد لمواصلة التنسيق داخل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، ودعم إصلاح مدروس لمجلس الأمن بما يعكس التوازنات الجيوسياسية الراهنة ويعزز تمثيل الدول الأفريقية، استنادًا إلى التوافقات الأفريقية المعتمدة.
في ملف الأمن، عبّر المشاركون عن قلقهم من التحديات المتزايدة التي يشهدها النظام الأمني الدولي، ودعوا إلى تعزيز الحلول السياسية والدبلوماسية لتسوية النزاعات ومنع الأزمات. وأكدوا الالتزام بمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، وتعزيز التعاون في هذا المجال، بما في ذلك مكافحة تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
كما شدد البيان على أهمية احترام الحلول الأفريقية للنزاعات، ودعم جهود الاتحاد الأفريقي في حفظ السلم والأمن، مع الترحيب بتطوير آليات تمويل عمليات دعم السلام بقيادة الاتحاد الأفريقي والمصادق عليها من مجلس الأمن.
اقتصاديًا، أقر المشاركون بالديناميكيات الإيجابية في التجارة الروسية-الأفريقية، رغم التحديات الدولية، وأكدوا العزم على توسيع حجم التبادل التجاري وتنويعه، وتعزيز الاستثمارات المشتركة في مجالات البنية التحتية والطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والصناعة، والزراعة، والتكنولوجيا.
ورحب البيان بعقد أول حوار روسي-أفريقي حول المواد الخام في سانت بطرسبرغ، مع التأكيد على أهمية التعاون في إدارة الموارد ومنع الاستغلال غير المشروع.
كما شدد على دعم إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتعزيز استخدام العملات الوطنية في المعاملات التجارية والمالية.
في مجالات التعليم والثقافة، نوّه المشاركون بتوسيع برامج المنح الدراسية والتبادل الأكاديمي، وتشجيع التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية.
كما أكدوا أهمية الحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز التعاون الإعلامي والحوار بين الأديان.
بيئيًا، جدد البيان الالتزام بتنفيذ اتفاق باريس وأهداف التنمية المستدامة، ودعم الانتقال العادل في مجال الطاقة، مع مراعاة الخصوصيات الوطنية، ورفض تسييس القضايا البيئية والمناخية أو استخدامها كأدوات حمائية في التجارة الدولية.
وفي ختام البيان، أعرب المشاركون عن امتنانهم لحكومة وشعب جمهورية مصر العربية على استضافة المؤتمر وتنظيمه، مجددين التزامهم بمواصلة العمل المشترك لتعزيز الشراكة الروسية-الأفريقية وضمان نجاح القمة الروسية-الأفريقية المقبلة المقررة عام 2026.
المصدر:
الشروق