قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن إثارة ملف صفقة الغاز مع إسرائيل بدأت في نهاية أغسطس بتصريحات إسرائيلية بعد الحديث عن تجديد هذه الاتفاقية، والتي تعود لعام 2019.
وأضاف خلال مقابلة مع قناة "الحدث" مساء السبت، أنّ إسرائيل تحدثت في أغسطس عن أنها تعتزم إلغاء الصفقة، وأنها لا تريدها، ضمن حملة أوسع من الأكاذيب والتهديدات في قلب حرب الإبادة في غزة، مشيرًا إلى إعلان إسرائيل مؤخرًا أن الصفقة تمت، ثم بدأت معزوفة إسرائيلية واسعة بأن الصفقة تمثل انتصارًا لإسرائيل.
وأشار رشوان إلى أن الدولة المصرية أعلنت في بيان مطول أن الصفقة لا تتيح لإسرائيل التحكم في أي أمور تخص مصر سواء اقتصاديًا أو سياسيًا، وأن هذه الصفقة تُجدَّد، وهي ككل صفقة ربما تكون فيها مصلحة لمصر، وأن الطرف الإسرائيلي لم يستطع أن يلغيها كما لوح من قبل.
وشدد رشوان على أن هذه الصفقة لا علاقة لها ولا يمكن أن تؤثر أبدًا على المواقف المصرية الحاسمة والواضحة، والتي لم تتغير مطلقًا منذ 7 أكتوبر 2023، وهي كلها مواقف تصب في مساندة الشعب الفلسطيني، ومساندة الشرعية الدولية، وكل العرب الذين تعرضوا لاعتداءات إسرائيلية، وكذلك الحرص على تسوية القضية الفلسطينية وليس فقط إنهاء الحرب في غزة.
وأكد رشوان أن هذه المواقف المصرية كان لها أثمان كبيرة، ولا يمكن وضع ما هو متعلق بالصفقة، بما تتضمنه من مقابل مادي، في كفة واحدة لهذه الأثمان، مشددًا على أن مصر تعرضت لضغوط كثيرة لكنها لم تخضع.
ولفت إلى أنّ هذه الصفقة تمت بين شركات مصرية وشركة شيفرون الأمريكية، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية عندما رحبت بالصفقة، وضعت في أول نقطة أنها تحقق مكاسب مهمة لشركات أمريكية.
وأوضح رشوان أن قيمة الصفقة تبلغ 35 مليار دولار على 15 سنة، أي نحو 2.3 مليار دولار سنويًا، وذلك لشركة شيفرون باعتبارها المنقِّب عن الغاز، في حين تعطي الشركة إسرائيل نصيبها من هذه الأموال.
وأشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل يبلغ 520 مليار دولار، في حين ما تمثله صادرات الغاز الإسرائيلية بما فيها الصادرات إلى مصر لا تتجاوز 0.5% من الناتج الإجمالي، أي بقيمة بين 2.5 و3 مليارات دولار سنويًا، متسائلًا: «هل هذا المبلغ هو الذي سوف يدعم الاقتصاد الإسرائيلي؟»
وأوضح أن ترويج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصفقة بهذا الشكل يأتي في محاولة لتحقيق صورة النصر، وهو أمر يحاول فعله منذ بداية حرب غزة، مؤكداً أن نتنياهو لم يستطع أن يحقق صورة النصر على الأرض، واضطر إلى الاتفاقية التي تشمل التزامات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بما فيها عدم إجبار الفلسطينيين على الخروج من غزة، وحقهم في تقرير المصير، ودولة فلسطينية مستقبلية.
المصدر:
الشروق