آخر الأخبار

مهرجان القاهرة للفيلم القصير يفتح مساحة للحوار مع صناع الأفلام

شارك

• المخرج يسرى نصرالله: السينما حكاية تروى بصدق قبل أن تكون صناعة

• السيناريست هشام عبية: تحويل الأبحاث العلمية والتحقيقات الصحفية لأعمال درامية ممكن.. لكن بشروط


شهدت فعاليات الدورة السابعة من مهرجان القاهرة للفيلم القصير عددا من النقاشات حول الفيلم القصير بشكل خاص وقضايا السينما وصناعة الأفلام

بوجه عام، ومنها ندوة خاصة مع المخرج يسرى نصر الله، والتى شهدت حضورا لافتا.

تحدث نصر الله، خلال ندوته عن الفيلم القصير باعتباره مساحة حرة للإبداع قائما بذاته، لا تحكمه اعتبارات السوق أو ضغوط الإنتاج، مؤكدا أن المنع أو التضييق لا يمثل نهاية الطريق أمام الفنان.

وشدد على أن جوهر صناعة الفيلم يبدأ من القدرة على سرد الحكاية، موضحا أن الكتابة هى المرحلة الأصعب والأكثر حساسية، وأن مستقبل السينما مرهون بالتعامل معها بجدية واحترام حقيقيين.

وتطرق إلى وضع السينما المصرية فى الأسواق العربية، مستشهدا بتجربة الأفلام التى تنافس فى السوق السعودية، داعيا فى الوقت نفسه إلى الانفتاح على أسواق وبقع جغرافية أخرى، وعدم حصر الطموح فى اتجاه واحد، مشيدا بعدد من التجارب السينمائية المصرية التى عرضت هذا العام، معتبرا أنها نماذج جديرة بالاهتمام وتعكس تنوعًا فنيًا لافتًا.

وكشف نصر الله، عن كواليس إنتاج فيلم باب الشمس، موضحا أن ميزانيته بلغت نحو 2.5 مليون دولار، والتحضير له كان دقيقا شمل التصوير فى عدد كبير من مواقع التصوير المختلفة، إضافة إلى بناء مدينة كاملة فى الصحراء خصيصا للفيلم، مؤكدا أنه رغم حذف بعض المشاهد القليلة، فإن السيناريو كان محكما منذ البداية، معربا عن فخره الشديد بهذا العمل، وقال أنه ينتمى لما توصف بـ«المدرسة القديمة» فى صناعة السينما.

وأشار نصر الله، إلى التفاوت الكبير فى ميزانيات الأفلام، موضحًا أن «باب الشمس» عرض فى العام نفسه الذى قدم فيه فيلم عمارة يعقوبيان، الذى بلغت تكلفته نحو 18 مليون جنيه، وهو رقم ضخم بمقاييس تلك الفترة، رغم القيمة الفنية لكل عمل.

وأوضح أن ما جذبه فى «باب الشمس» هو كونه لا يحكى قصة شعب فحسب، بل يتناول أيضا حكايات الأفراد داخل هذا السياق الإنسانى الواسع.

وتحدث المخرج صاحب التجربة الكبيرة عن المعنى الحقيقى للسينما، مؤكدا أنها لا تقتصر على الأداء أو المبالغة فى التعبير أمام الكاميرا، بل تقوم بالأساس على صورة صادقة ومقنعة، مؤكدًا أن بعض النجوم فقدوا هذا المعنى مع الوقت.

ووجه نصائح مباشرة للشباب الراغبين فى دخول المجال الفني، داعيا إياهم إلى خوض التجربة وعدم الخوف من الأدوار؛ لأنها الطريق لاكتشاف الذات وإثبات الموهبة.

وعن مستقبل السينما فى ظل تطور الذكاء الاصطناعي، أكد نصر الله، أن أى تطور تقنى لا يمكن أن يكون عدوا للفنان الحقيقي، بل هو عدو للسطحية والرداءة فقط.

وأقام المهرجان الماستر كلاس للكاتب والسيناريست محمد هشام عبيه، تناول ملامح رحلت المهنية التى تمتد لأكثر من عشرين عامًا، حيث أوضح فى حديثه بدأ المشواره بالعمل فى الصحافة، والتى منحته خبرة واسعة فى التحقيقات والعمل الميداني، مشيرا إلى نقطة التحول الأبرز فى مسيرته، والتى جاءت عام 2013، أثناء حصوله على منحة دراسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى الفترة التى تزامنت مع بداية ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي، والذى شغلت تفكيره بشكل كبير، خاصة من الزاوية الإنسانية والاجتماعية؛ ما دفعه بعد عودته إلى مصر إلى اتخاذ قرار الاتجاه لكتابة السيناريو.

وقال عبية إنه ترجم هذا الاهتمام إلى عمل درامى تمثل فى مسلسل «بطلوع الروح»، الذى تناول الحياة اليومية داخل تنظيم داعش، لافتًا إلى أنه اعتمد فى كتابته على أرشيف صحفى واسع جمعه على مدار سنوات، ركز فيه على تفاصيل الحياة داخل التنظيم.

وتطرق الحديث خلال الندوة، إلى العلاقة بين الصحافة والدراما، متسائلًا حول إمكانية تحويل الأبحاث العلمية والتحقيقات الصحفية إلى أعمال درامية، مؤكدا أنه أمر ممكن بشرط تطوير الفكرة وبنائها دراميًا من خلال رحلة الشخصية وتحولاتها النفسية والاجتماعية، وما تمر به من تغيرات على مدار حياتها.

وعن مسلسل «صلة رحم»، أوضح أن الفكرة جاءت من جهة الإنتاج وليست من بنات أفكاره، لافتًا إلى أن الأبحاث والتحقيقات الصحفية لا تمنح الكاتب بالضرورة الشخصيات الكاملة، لكنها توفر له الأساسيات التى يمكن البناء عليها دراميًا.

وفى ختام حديثه أكد أن تحويل أى فكرة إلى عمل درامى يتطلب توافر «الجملة التعريفية» التى تُقدَّم للمنتج، على أن تتضمن ملامح الشخصية وطبيعة حياتها والتحديات التى تواجهها والمسار الذى ستسلكه لتجاوز هذه التحديات، كاشفا عن عزمه التوجه خلال الفترة المقبلة إلى صناعة الأفلام القصيرة وخوض هذه التجربة الفنية الجديدة.

وضمن اهتمام المهرجان، بدعم السينما المستقلة، وإتاحة مساحة للحوار بين صناع الأفلام والنقاد والجمهور، بما يسهم فى تعميق التجربة السينمائية وتعزيز ثقافة الفيلم القصير؛ أقيمت ندوة نقدية أدارها الناقد الفنى محمود عبدالشكور، وشهدت مناقشات موسعة حول تجارب الأفلام المشاركة، ورؤى صناعها، والأساليب الفنية والموضوعات التى طرحتها الأعمال المعروضة.

الشروق المصدر: الشروق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا