قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن البيان الصادر عن مؤسسة الرئاسة ،الخميس، بشأن الأزمة السودانية، أخذ طابع «الصورة العلنية»، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية السودانية تاريخية وذات وضع جيوسياسي خطير بالنسبة إلى مصر.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية لبرنامج «يحدث في مصر» مع الإعلامي شريف عامر، عبر «MBC مصر» أن الموقف المصري لم يكن «مكتوف الأيدي» تجاه ما يحدث في السودان، مستشهدا باستقبال القاهرة للأشقاء السودانيين خلال فترة الصراع.
ورأى أن الإشارة إلى تفعيل إمكانية «اتفاقية الدفاع المشترك» هو «تفعيل لها»، قائلا: «جرى تفعيلها، الإعلان عنها هو تفعيل، وفي وجود كل من الرئيسين وفي بيان مشترك، وهو أيضا نقطة سياسية للسودانيين والفصائل هناك والمكون العسكري والمدني في السودان، أنه آن الأوان أن نصل إلى نهاية الصراع»، لا سيما بعد الجرائم المروعة في مدينة الفاشر.
وأكد أن الوضع الحالي في السودان «أصبح لا يتحمله أحد»، مشيرا إلى أن ما يحدث هناك «قد يكون أكثر بكثير مما يحدث في غزة على سبيل المثال».
ورد على تساؤل حول ما إذا كان هذا الموقف مشابهًا لإعلان «الخطوط الحمراء» في ليبيا، قائلا: «نعم، وربما يكون أكثر»، موضحا أن الموقف في ليبيا كان مرتبطا بحادثة معينة؛ لكن الموقف الحالي يتعلق بوضع جيوسياسي وجيوستراتيجي.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، الخميس، إن مصر تتابع بقلق بالغ استمرار حالة التصعيد والتوتر الشديد الحالية في السودان، وما نجم عن هذه الحالة من مذابح مروعة وانتهاكات سافرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان في حق المدنيين السودانيين، خاصة في (مدينة) الفاشر (غرب).
وأضافت أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها باعتبار أن ذلك يمس مباشرة الأمن القومي المصري، ومن أهم هذه الخطوط الحمراء بما في ذلك عدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان، كما تجدد رفضها القاطع لإنشاء أي كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه.
وأكدت «الحق الكامل في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التي يكفلها القانون الدولي»، ومن بينها «تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين؛ لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها».
المصدر:
الشروق