حوار - محمد سامي:
يعد التطور التكنولوجى والعمل بروح الفريق هو مفتاح نجاح مصنع إنتاج الألواح الشمسية بالشركة العربية للطاقة المتجددة، إحدى شركات الهيئة العربية للتصنيع.
فعلى مدى 10 سنوات استطاع إنتاج المصنع عبور الحدود المصرية، بقيادة المهندسة غادة الجندى المدير التنفيذى للشركة، أن يكون نموذجا يحتذى به فى الإدارة.
المهندسة غادة الجندى خريجة جامعة القاهرة، وحاصلة على ماجستير من الجامعة نفسها تخصص الإلكترونيات والاتصالات، وشغوفة بالبحث العلمى فى الدكتوراه والعمل. تولت إدارة شركة الطاقة المتجددة منذ عام 2018 وحتى الآن، وأخذتنا فى جولة ميدانية لتفقد كيان مصنع الألواح الشمسية، فكان هذا الحوار.
ج - بدأ العمل فى الشركة العربية للطاقة الجديدة والمتجددة عام 2013، كإحدى شركات الهيئة العربية للتصنيع، بهدف إنتاج الألواح الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية واستخدامها فى مشروعات عديدة، توفيرًا للطاقة الكهربائية من الشبكات وتقليلًا لتكلفتها. وفعليًا، بدأ خط إنتاج الألواح الشمسية فى المصنع عام 2015، وكان عددنا 105 أفراد تقريبًا، وهو عدد ليس كبيرًا فى مجال الصناعة، لكن كفاءة العاملين هى التى يعتمد عليها إنتاج الشركة.
لدينا خط إنتاج الألواح الشمسية، بالإضافة إلى قطاع تنفيذ مشروعات فى مجال الطاقة الشمسية، ويتم تنفيذها كليًا من الصفر إلى كيان لإنتاج طاقة شمسية، باستغلال أى مساحة لمن يرغب فى إنتاج طاقة قليلة التكلفة وصديقة للبيئة، سواء أفراد أو مؤسسات قطاع خاص أو عام، داخل أو خارج مصر بأسعار منافسة للسوق. ونجحنا فى الفوز بمناقصات عديدة للحصول على مشروعات قائمة على الطاقة الشمسية، ويرجع ذلك إلى تميز شغلنا بأعلى جودة وأقل سعر، بسبب تركيزنا على إيجاد حلول مستمرة للمشكلات.
ومن هذه الحلول تنفيذ إنارة للطرق والكبارى الجديدة التى أنشأتها الدولة، فمد كابلات كهرباء للإنارة يكبدنا تكلفة خرافية، والبديل هو استخدام الطاقة الشمسية. فنقوم بتنفيذ أعمدة إنارة بالطاقة الشمسية، وهو ليس مجرد عامود يتم تركيبه، لكنه تصميم للإضاءة نفسها، واختيار كشاف قدرته تناسب مساحة الأرض المراد إضاءتها فى المسافة بينه وبين العمود الآخر، وقياس مسافة عرض الشارع أو الكوبرى، ويتم عمل دراسات مختلفة حتى نوفر الإنارة المطلوبة دون ظهور نقاط مظلمة على الطريق، بكفاءة أعلى ما يمكن.
ولذلك لدينا أعلى حصة سوقية فى الأسواق محليًا ودوليًا، فأعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية لدينا تتجاوز 75 % من حصة السوق كله فى إضاءة الطرق.
وبالنسبة لإنشاء المحطات الشمسية، ننفذ جميع أنواع المحطات، سواء المتصلة بالشبكة أو غير المتصلة، والمحطات الكبيرة أو الصغيرة، بالإضافة إلى فريق التصميم وفريق التنفيذ والتركيبات بالمصنع، وهم الكنز البشرى القائم عليه خط الإنتاج من مهندسين وفنيين منفذين للأعمال المدنية من الكهرباء والميكانيكا والربط على المحولات.
ج - حتى وقتنا هذا هناك فرق بين الصناعات التقليدية وهى تصنيع محلى، وبين التكنولوجيات المتطورة. كل خطوط الإنتاج فى مصر للألواح الشمسية هى خطوط تجميع واختبار، لذا كان هدفى منذ اليوم الأول فى الشركة هو تعميق التصنيع المحلى.
اللوح الشمسى يتكون من خامات كثيرة أهمها الزجاج، ولأن الصين هى المصنع الأول على مستوى العالم، نستورد خامتنا من الصين، وحتى أوروبا وأمريكا وكندا تستورد من الصين بل أنشأوا مصانع لهم هناك لانخفاض سعر الأيدى العاملة.
وبالنسبة لتصنيع الزجاج بدأنا به، لوجود مصانع زجاج تتبع قطاع الأعمال والقطاع الخاص فى مصر، لكن وجدنا أن عجينة الزجاج المستخدمة فى الألواح الشمسية مختلفة عن الزجاج العادى؛ حيث يتم تغطيته بعمليات طلاء معينة تسمح بامتصاص كل أشعة الشمس، وهذه العملية مكلفة جدًا لأنها تعطى أكبر قدرة لامتصاص الأشعة التى تعطينا الضوء والحرارة.
هناك محطات شمسية تعمل باستخدام حرارة الشمس، وأخرى تستخدم ضوء الشمس فى توليد الطاقة من خلال إنتاج الألواح الفوتوفولطية، وهى التى ننتجها والمعروفة بالألواح الشمسية. تعمل بامتصاص أكبر قدر من الأشعة التى تسقط على الخلايا الشمسية لتحويل الضوء إلى كهرباء دون فقد أى مقدار من الإشعاع، وهذه التكنولوجيا تحتاج استثمارات ضخمة.
ولدينا خط إنتاج لهذه الألواح منذ عشر سنوات ومستمر بإنتاجية 400وات للوح الواحد بطاقة 52 ميجاوات سنويًا، لكن متوافر فى السوق ألواح بإنتاجية 550 إلى 700وات، وإنتاجنا يعتبر متوسطًا مقارنة بالمنتجات المتاحة. ويمكن تخصيصه فى مشروعات الرى بالطاقة الشمسية وتصنيع أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية.
كما أن الهيئة العربية للتصنيع وقعت تعاقد شراكة مع إحدى الشركات السويدية لخط حديث لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية ألف ميجاوات سنويًا، بزيادة 20 ضعفًا عن الإنتاج القديم، وسيتم تصدير إنتاج الخط إلى أوروبا، ما يشجع مشروعات صغيرة على الظهور بجانبنا مثل صناعة الزجاج المستخدم فى الألواح الشمسية، حيث نحتاج منه كميات كبيرة؛ مما يخلق فرصًا استثمارية جديدة، بالإضافة إلى الهياكل الألومنيوم التى سيزداد الطلب عليها بزيادة حجم السوق المحلى.
الهيئة العربية للتصنيع بصدد توقيع عقد مع إحدى الشركات العربية العاملة في مجال الطاقة لإنشاء خط إنتاج جديد للألواح الشمسية بطاقة 300 ميجا وات، يستهدف السوقين المحلي والإفريقي.
وخلال الفترة المقبلة من المتوقع حدوث طفرة كبيرة في حجم الإنتاج، بما يدعم قيام صناعات مغذية محليًا مثل الألومنيوم والزجاج. أما مادة السليكون الخاصة بتصنيع الألواح فنستوردها بمعايير خاصة تمنح اللوح صلابة وجودة بضمان يصل إلى 20 عامًا.
وتعتمد الشركة على جودة المنتج والالتزام بالمواصفات المعيارية، ومع زيادة الطلب—مثل مشروع الـ1.3 جيجا وات—ستنشط صناعات عديدة داخل السوق المصري، خاصة أن معظم مكونات الصناعة لا تزال مستوردة باستثناء مواد التغليف التي تُصنع محليًا.
المواطن المصري هو المستفيد المباشر؛ حيث يمكن لأي فرد إنشاء محطة طاقة شمسية أعلى منزله أو فيلا أو كومباوند.
تقوم الشركة بمعاينة الموقع لتحديد القدرة المناسبة والتكلفة، التي تختلف وفقًا لعدد الأدوار والموقع الجغرافي داخل أو خارج القاهرة.
نفذت الشركة مشروعات في جميع المحافظات حتى واحة سيوة، بالتعاون مع شركات توزيع الكهرباء التي تستبدل عدادات الاستهلاك التقليدية بعدادات اتجاهين، ويتم حساب الفارق بنظام صافي القياس. وفي حال زيادة الإنتاج عن الاستهلاك خلال السنة، يحصل المواطن على قيمة ما ضخه من كهرباء في الشبكة.
الهدف هو الحفاظ على بيئة نظيفة وزيادة موارد الشركة. الحصول على اعتماد رسمي كجهة تقييم للبصمة الكربونية يسمح بتقديم حلول للعملاء لتقليل انبعاثاتهم وتحسين بيئة العمل.
وتقدم الشركة "روشتة" متكاملة، مثل استبدال اللمبات وتغيير أنماط استهلاك الوقود إلى الغاز الطبيعي.
ورغم أن الاعتماد من المجلس الوطني للاعتماد لم يصدر بعد، فإنه سيتم التقدم قريبًا بملفات مصنعين داخل الهيئة العربية للتصنيع بعد الانتهاء من دراسة 7 مواصفات كاملة، بفضل دعم رئيس الهيئة اللواء مختار.
الوعي في تصاعد واضح داخل جهات الدولة، مثل جهاز التعمير ووزارة الكهرباء وشركات البترول والمحافظات.
من أبرز المواقع التي شهدت تنفيذ مشروعات:
أعمدة إنارة بالطاقة الشمسية في منافذ بورسعيد ومحور 30 يونيو (نحو 17 كوبريًا).
مدينة شرم الشيخ منذ 2013/2014.
أسيوط، الساحل الشمالي، كفر الشيخ، الإسكندرية، القاهرة.
محطة بقدرة 1 ميجا في جمصة عام 2016.
كما نفذت الشركة محطات للطاقة الشمسية في جميع مصانع الهيئة، إضافة إلى محطة بمقر الشركة على الأسطح ومظلات السيارات.
المشروعات الكبيرة: حوالي عام.
المحطات الصغيرة: من شهر إلى شهر ونصف، لوجود معظم المكونات جاهزة، ويزداد الوقت فقط إذا تطلب المشروع مكونات مستوردة.
يضم المصنع 105 أفراد تشمل المهندسين والإداريين والأمن والسائقين والخدمات.
يمثل المهندسون 25% من قوة العمل، وجميع العاملين قادرون على أداء أكثر من وظيفة، بما يدعم مرونة التشغيل ويمنع وجود وقت فراغ.
ورغم ثبات العدد تقريبًا على مدار السنوات الماضية، حققت الشركة زيادة في الأرباح بنسبة 1000% خلال 8 سنوات، وارتفعت السيولة النقدية إلى 3000 ضعف.
المصدر:
مصراوي