تحدث المخرج نمير عبد المسيح في تصريحات خاصة لـ اليوم السابع عن تفاصيل العمل على فيلمه الوثائقي الجديد "الحياة بعد سهام"، الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
حيث كشف نمير عبد المسيح عن مشاعره والدوافع الشخصية وراء الفيلم، والتحديات التي واجهته خلال التصوير، إضافة إلى ردود فعل عائلته والجمهور بعد المشاهدة، حيث صرح قائلا:" أنا متحمس، لأن أي مخرج يصنع فيلما ينتظر اللحظة التي يراه فيها الجمهور، وعندما أعلم أن الفيلم سيعرض في مهرجان كبير مثل القاهرة، وبقاعة كاملة العدد، أشعر بسعادة كبيرة، لكنني في الوقت ذاته أشعر بالمسؤولية؛ هل ستصل الرسالة؟ هل سيحب الجمهور الفيلم؟ هذا القلق جزء من مهنتنا."
وتابع عبد المسيح مشيرا إلى أن الفيلم ولد من تجربة شخصية مؤلمة، قائلا:" "بعد وفاة والدتي شعرت بشيء داخلي يشبه الطفل الصغير الذي اكتشف لأول مرة أن الأمهات يمكن أن يرحلن، لم أستطع استيعاب الأمر أو تقبله، وهذا الطفل الداخلي قال للمخرج بداخلي: اصنع فيلما يجعل ماما موجودة معنا."
وأشار عبد المسيح قائلا:" رحلة الفيلم منحتني نضجا إنسانيا كبيرا، وأتمنى أن تمنح الجمهور التجربة ذاتها، فالفيلم عن الحياة، وعن كيفية عبور اللحظات الصعبة، وعن العائلة بكل تعقيداتها."
وصف عبد المسيح التجربة بأنها رحلة كاملة من الصعوبات، قائلا:" واجهتنا تحديات كبيرة في التمويل؛ كأننا نريد بناء هرم بميزانية تكفي لإقامة خيمة صغيرة، لكن دور المخرج الحقيقي هو تحويل الصعوبات إلى حلول، والتمكن من إيصال رسالته رغم كل الظروف."
وعن اللحظة التي شعر فيها أن الفيلم سيرهقه نفسيا، أجب عبد المسيح قائلا:" عندما تتزايد المشاعر، أحاول دائما الهروب نحو الكوميديا، لكن منتجتي قالت لي ذات مرة: كفاك كوميديا، ادخل في الموضوع وواجهه، وكانت تلك مرحلة صعبة جدا؛ فقد اضطررت للحديث عن نفسي ومشاعري، رغم أنني لا أحب ذلك."
وأضاف عبد المسيح قائلا:" أنا دائما أرى أن هناك مجالا للتحسين، لكن هذه المرة شعرت بالرضا، ورد فعل الجمهور أكد لي أن الرسالة وصلت، وأن الفيلم لم يعد ملكي وحدي، بل أصبح ملك الناس."
وعن احتماليه إنتاج جزء ثانى من فيلم الحياة بعد سهام، أجاب عبد السميح قائلا:" الجزء الثاني ليس فيلم، بل حياة العمل مع الجمهور، خاصة أن المشاهدين يحدثوني عن آبائهم وأمهاتهم، وكثير من المخرجين قالوا إن الفيلم ألهمهم لصناعة أفلام عن تجاربهم الخاصة، الفيلم الآن أصبح لهم، لا لي."
تدور أحداث الفيلم في 76 دقيقة، ويُعد العمل الوثائقي الطويل الثاني لنمير عبد المسيح، ويواصل من خلاله استكشاف موضوعات الهوية والانتماء والذاكرة، عبر معالجة إنسانية عميقة تلامس وجدان المشاهد.
ينطلق الفيلم من لحظة فقدان نمير لوالدته سهام، التى رحلت عن عالمنا بينما كان لا يزال طفلًا غير مدرك لحقيقة الفقد، ففي عالم الطفولة، تبقى الأمهات خالدات ومن أجل الحفاظ على ذاكرتها حية، يغوص نمير فى تاريخ عائلته الممتد بين مصر وفرنسا، مستعينًا بمرجعيات من سينما يوسف شاهين التي ترافقه في رحلته، ليحكي عن الاغتراب والحب قبل كل شىء.
المصدر:
اليوم السابع