في هدوء منتصف الليل، استيقظ مترجم سوري مقيم بمدينة الشيخ زايد على حركة خفيفة في غرفة المعيشة. لم يكن الصوت واضحًا، لكنه كان كافيًا ليوقظه من نوم متقطع، كأنه نداء غامض ينذره بأن شيئًا غير طبيعي يحدث خلف الباب.
تحسس الرجل طريقه بخوف، وفتح باب الغرفة ببطء. وفي لحظة أقرب إلى مشهد سينمائي، رأى ظلًا يقف في منتصف الصالة رجل مجهول يحمل أداة حادة تلمع تحت ضوء خافت. لحظة تجمد فيها الزمن، وارتفعت دقات قلبه حتى كادت تهز الجدران.
حاول الاستغاثة، لكن اللص انقض عليه سريعًا ووجه إليه ضربة أفقدته توازنه وأسقطته أرضًا، تاركًا كدمة بارزة على وجهه. لم يمنحه الفرصة ليستوعب ما يجري، إذ اندفع اللص نحو الحقيبة التي كان يعرف جيدًا أنها تحتوي على مشغولات ذهبية، ثم اتجه مباشرة إلى مكان الأموال، وكأنه دخل الشقة وهو يعرف كل ركن فيها.
في دقائق معدودة، استولى على مليون جنيه، وحقيبة ذهب، وهاتفي آيفون، ثم غادر بالطريقة نفسها التي دخل بها بالتسلق عبر البلكونة.
بعد التقاط أنفاسه، أسرع المترجم إلى قسم الشرطة، وحرر محضرًا راويًا تفاصيل لحظات الرعب. بدأت التحريات فورًا، وفحص رجال المباحث كاميرات المراقبة ومداخل العمارة.
ولم يطل الانتظار. فقد كشف فريق البحث بقيادة المقدم عمرو مصطفى عبد العال رئيس مباحث قسم أول الشيخ زايد عن هوية المتهم، وتبين أنه عاطل في منتصف العشرينات محترف تسلق وسرقة شقق.
وبمواجهته، اعترف بكل شيء وأرشد عن المسروقات لتأمر النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات.
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة