قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن المناقشات بمؤتمر السكان والصحة والتنمية البشرية تعكس إدراكًا عميقًا للدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في دعم منظومة الخدمات الصحية، وهي واحدة من أهم المنظومات التي تسعى الدولة المصرية إلى تنميتها وتعزيز قدراتها باستمرار، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل رافدًا أساسيًا لتطوير هذا القطاع الحيوي.
جاء ذلك خلال كلمته في جلسة بعنوان "تسخير الذكاء الاصطناعي للتنمية البشرية: الفرص والآثار المترتبة على مصر والمنطقة العربية"، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية في نسخته الثالثة، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس.
وأوضح الوزير، خلال كلمته في الجلسة، أنه من الضروري النظر بواقعية إلى الفوائد الهائلة التي يمكن أن يحققها الذكاء الاصطناعي، في مقابل المخاطر المحتملة الناتجة عن استخدامه غير المنضبط، مؤكدًا أن النقاشات العالمية حول الذكاء الاصطناعي تتمحور بين الدعوة إلى التوسع في تطبيقاته وبين التحذير من مخاطره.
وقال طلعت: "برأيي المتواضع، التكنولوجيا تشبه قطارًا فائق السرعة، ليس من الحكمة أن نحاول الوقوف أمامه، بل من الذكاء أن نقفز إليه ونتحكم في اتجاهه.. فالذكاء الاصطناعي لم يعد قادمًا، بل أصبح واقعًا حاضرًا فاجأنا جميعًا، وفرض نفسه على حياتنا اليومية، ولم يعد ممكنًا تجاهله أو التغافل عن تأثيراته".
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يحمل وجهين لعملة واحدة؛ فهو يضم في طياته فرصًا واعدة ومخاطر حقيقية في الوقت نفسه، ومن ثم فإن المسؤولية تكمُن في تعظيم فوائده وتطويعه لتحقيق التنمية، مع وضع أطر واضحة للتحوّط من مخاطره المحتملة.
وأشار وزير الاتصالات، إلى أن الدولة المصرية بدأت منذ عام 2019 في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الأولى للذكاء الاصطناعي، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن هذه التكنولوجيا تمس جميع قطاعات الدولة، وتتطلب منظومة مؤسسية متكاملة للتنسيق بين الجهات المعنية.
وأوضح أنه تم تأسيس المجلس الأعلى للذكاء الاصطناعي ليضم ممثلين عن الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بهدف تنظيم الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة وتعظيم مردودها.
كما أضاف أن الوزارة أنشأت مركز الابتكار التطبيقي الذي يعمل على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والجيل الخامس في بناء منظومات تنموية تحقق أثرًا ملموسًا في حياة المواطنين، مؤكدًا أن هذا التوجه يجسد رؤية الدولة في تحويل التكنولوجيا من أدوات حديثة إلى وسائل فعالة لتحسين جودة الحياة.
وشدد على أن قطاع الصحة يمثل أحد أبرز القطاعات التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث فيها تأثيرًا مباشرًا وشاملًا، قائلاً: "لا يوجد مواطن لا يحتاج إلى خدمات صحية، ومن ثم فإن توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع يعني بالضرورة خدمة كل أفراد المجتمع وتحقيق تنمية إنسانية مستدامة".
اقرأ أيضًا:
عدم استقرار.. الأرصاد تُصدر بيانًا بشأن طقس الـ6 أيام المقبلة
حزب المؤتمر: قانون الإجراءات الجنائية خطوة فارقة لتعزيز العدالة
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة