حوار - محمود مصطفى أبو طالب:
تصوير - محمد معروف
حذّر الداعية عمرو مهران، الشباب والفتيات والأسر من زيادة فترة الخطوبة عن عام لوجود خطر على الطرفين، مشيرا إلى أن المدة يجب أن تكون من ستة أشهر لعام.
وقال مهران في حوار لمصراوي، إن المغالاة أحد الأسباب الرئيسية لفشل الزواج، داعيا إلى التبسيط وأن تكون العلاقات مبنية على المودة والرحمة، وإلى نص الحوار:
أنا طالب علم شرعي، أتعلم العلم الشرعي منذ 23 عاما على يد مشايخ كبار أبرزهم الدكتور علي جمعة المفتي السابق والذي حضرت معه دورة كبار العلماء بالجامع الأزهر في الفترة من 2004 وحتى 2009، والشيخ محمد عوض المنقوش، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور سيد عبدالباري رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والدعوة إلى الله عبادة نتقرب بها إلى المولى عز وجل.
أنا في الأساس درست إدارة أعمال بأكاديمية السادات، وحصلت على الماجستير في علم النفس وحصلت على شهادات في التفاوض، وخريج معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، بجانب طلب العلم الشرعي.
هو محتوى ديني رباني نبوي 100%، والجزء الاجتماعي والنفسي كلها علوم المولى عز وجل، أنا أتناول القضايا الاجتماعية ولكن من المنظور الرباني النبوي.
"منذ صغري وأنا أحضر دروس الدكتور عمرو خالد، وبعدها حبيت الدعوة إلى المولى عز وجل ووجدت أثر ذلك في قلبي، وكذلك حبيت قصص النبي صلى الله عليه وسلم والمجهود الذي بذله في الدعوة".
- الأمر جه بالصدفة تمامًا، الدروس اللي كنت بسمعها وبتلمس قلبي كنت بحفظها بسرعة، وكنت بحكيها لأصحابي، وبدأت الناس تشجعني، وبقيت أداوم على كده، لحد ما كملت.
لا أحب الألقاب، أنا طالب علم وأحب أن أكون دائما كذلك.
الداعية الشيخ محمد عوض المنقوش.
يعتبر من أكثر الأشياء التي فعلها الشيخ محمد عوض المنقوش هو فتح باب التعرف على المولى عز وجل، وكل ما يفتح باب المولى عز وجل وفضله، بيشوف انه نفسه يوصل هذا الأمر للجميع، وكنت بحس انه دا فرصة كبيرة جدا.
أحترم المصطلح، ولكن لا يوجد دعاة قدامي وآخرين جدد، فالدعوة إلى المولى عز وجل عبادة وليست وظيفة، وهذا المصطلح ليس له أثر.
الداعية مصطفى حسني، أصدقاء منذ أكثر من 25 عاما، والأساس بيننا الصداقة والأخوة والقرب والود.
على الإطلاق، فأنا دائما أحصل على النصيحة من صديقي مصطفى حسني، ولا توجد منافسة في الدعوة، واحنا دائما بنذاكر مع بعض، وبنكمل بعض، وطريق المولى عز وجل واحد.
هناك موقف لا زلت أتذكره حتى الآن، حدث في 2003، كنا واقفين مع مجموعة من الأصدقاء وكنت بتكلم في أحد الموضوعات عن الحفلات، والحاضرين هاجموني واتهموني بالتشدد، وبعد ذلك أرسل لي مصطفى حسني رسالة مفادها "اثتُب أُحُد"، وكل ما أهتز أو يحدث لي أي شيء أتذكر هذه المقولة.
أتمنى تقديم برنامج أشرح فيه أسماء الله الحسني، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، قصص الأنبياء
نعم، ولكن لم أستقر على اسمه حتى الآن، وهو مرتبط بالعائلة.
أحلم باستضافة مشايخي، كي أنقل للناس جمال ما جرى بيني وبينهم في مجالس العلم، وأتمنى مشاركة مصطفى حسني في تقديم أحد البرامج
- من الشخصية التي ترى أنها لم تتكرر حتى الآن؟
الإمامان "البخاري وأبو حامد الغزالي"، فالأول أمده بمدد جعله يحفظ السنة والأحاديث المنقحة فكتابه من أهم الكتب في الحديث التي بسببها نسير على هدي سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإمام أبو حامد الغزالي طبيب نفسي في عصره، هو عالم شريعة كتب له المولى عز وجل التربية الربانية، وتمكن من الوصول إلى ما توصلت إليه العلوم الحالية، وكتب ذلك في كتاب، فهو صاحب رحلة بها عمق إنساني وروحاني ضخم.
- ما رأيك في محتوى "قطايف" اللي قدمه الفنان سامح حسين مؤخرًا في رمضان؟
قدم معاني أخلاقية مجتمعية غاية في الأهمية
- لكن البعض قال إنه "أكل الجو" من كل الدعاة خاصة أنه ممثل في الأساس؟
اللي حصل مع سامح حسين دا عظمة وتوفيق من الله عز وجل، وهو في النهاية قام بعمل شريف ويستحق عليه التقدير، وهو في النهاية إنسان مخلص وربنا كرمه، وطبعا هو ممثل بس في النهاية هو عبد لله عز وجل وبيدعو للجمال".
- كيف بدأت قصة زواجك؟
زوجتي كانت ترشيحًا من المولى عز وجل، وأول ما قابلتها قلت هي دي، كانت زميلة دراسة، وبمجرد الانتهاء من دراستي الجامعية، تقدمت إليها على الفور.
- هل هناك موقف معين تتذكره أثناء فترة زواجك؟
حينما تقدمت للخطبة، والد زوجتي قال لي "ليست لنا أي طلبات، كل هذه أمور ثانوية
- هل تستشيرها في الأعمال الخاصة بك؟
هي شريكتي في كل شيء، وأستشيرها في كل الأمور الخاصة بي.
- ما رأيك في زيجات هذه الأيام؟
بعضها منتظم وبها نوع من الود بين الطرفين، والبعض الآخر تكون فيها مغالاة والتي ينتج عنها نوع من الضغط الشديد على الطرفين وكل واحد فيهم بيطلع أسوأ ما فيه، وفي النهاية يفشل الزواج، والزواج الأيام دي محتاج ود ورحمة وتباسط من الطرفين، ورجولة من الشباب وتحمل المسئولية والأمانة، وتفهم وإدراك من الفتيات بأن العلاقة ود ورحمة وإظهار الجمال الرباني في العلاقة.
هذا ضغط مجتمعي، ويجب أن يكون الأساس مقولة "خير الأمور الوسط"، وكل ما يهم الأسرة هو معاملة ابنتها جيدا من الشاب، ويجب أن تكون المتطلبات حسب إمكانية الشاب، والمقارنة بين البنات وبعضهن البعض مسئولية الأهالي، ويقع عليهم مسئولية تقزيم هذا الأمر.
المغالاة ضد الشرع في الأساس، أي أمر يتخطى الاتزان فهو غير شرعي، وسيدنا النبي ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
- ما المعايير اللي على أساسها بيتم الزواج؟
"النفسية السهلة، دا أهم معيار، ما ينفعش الجواز إلا أما تكون نفسية الطرفين سهلة، بياخدوا الأمور ببساطة، ماحدش بيقف للتاني على الكلمة".
- ولكن في الوقت الحالي العديد من الشباب والفتيات يرفعون شعار "هيتغير بعد الجواز"؟
"دا فخ شيطاني وموروث اجتماعي فاسد، أي شخص ممكن يغير من نفسه، إنما يغير الطرف الآخر مستحيل، ربنا سبحانه وتعالى قال "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، والشخص اللي مش هيتغير قبل لن يتغير بعد".
- ما رأيك في عبارة "مراية الحب عامية"؟
كارثة، يترتب عليها الكثير من المشاكل، وعلم العلاقات أثبت أن الحب نتاج العشرة والمودة، واللي بيحصل في الأول دا إعجاب وتعلق مش حب، والحب ينشأ بعد الزواج وليس قبله.
- هل يختلف الحب في الأيام الحالية عن الحب قديما؟
الحب مرتبط بالقلب، والقلوب بين أصابع المولى عز وجل وهذا لا يتغير، والحب حاليا لا يختلف عن الحب قديما، والكثير لا يفهمون حقيقة الحب، وليس لدينا وعي بالمشاعر والحب.
- هل عدم الوعي بالحب والمشاعر بين الطرفين بيؤدي في النهاية للانفصال؟
"طبعا، لأن دا في الأساس تعلق مش حب، وبيتغاضوا عن حاجات كتير جدا محتاجة إعمال العقل وآخد قرار سليم، فالتعلق دا يشوّش عليهم، وبالتالي بيكملوا في العلاقة رغم إنها مضرة، بدعوى إنهم بيحبوا، وبعد ما تحصل مشاكل في بعض الأوقات، هيكتشفوا ان ما كانش فيه حب، وبيحصل انفصال".
- هل يمكن تدريس مواد للتوعية بهذا الأمر؟
طبعا لازم، يجب توعية المقبلين على الزواج يعرفوا مراحل التعلق وكل واحد فيهم يقدر يفهم التاني، وتكون ما بعد سن المراهقة في المرحلة الثانوية والجامعية.
- في الوقت الحالي هناك علاقات حب تنشأ عن طريق التعرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. هل هذه العلاقات تستمر؟
"استحالة يكون دا حب، دا احتياج للأنس، لقيت شخص فاتعلقت بوجوده، ومالوش علاقة بالحب، والشيطان بيلعب على النقطة، بيلعب دائما على احتياجاتنا علشان نلبيها بطريقة غلط، علشان يلخبط مشاعرنا، ويحاول يوصل معاني خاطئة ان الشخص ده مش هعرف اعيش من غيره، ومن الأزمات اللي في عصرنا إننا مش بنعرف نفرق بين أًصواتنا الداخلية وصوت الشيطان، فبنسمع صوت الشيطان كأنه صوتنا وبنمشي وراه".
- ما المدة المناسبة للخطوبة؟
"لا قصيرة ولا طويلة، وفترة من 6 شهور إلى عام مدة مناسبة للخطوبة ويتم بعدها الزواج مباشرة، بعد أن يكون كل من الشريكين تعرف على الآخر بشكل أكبر، وتعوّد كل منهما على الآخر، وكل دا في وجود الأهل طبعا، ولو الخطوبة استمرت لوقت أكثر من ذلك، هتكون هناك خطورة على علاقة الولد والفتاة".
- هل هناك نوع معين من الفتيات تنصح بعدم الزواج منهن؟
"الفتاة كثيرة الطلب، وكثرة الطلب لا يقتصر على الأمور المادية فقط، بل يشمل أمورا أخرى مثل العاطفة، وكذلك هو الحال بالنسبة للفتاة التي مشغولة دايما بالآخرين وتتحدث عن أقوالهم وأفعالهم، ولا تنشغل بنفسها، والنوع الثالث هي الفتاة غير الصادقة، لأن عدم الصدق يفسد أي علاقة".
- وبالنسبة للشباب؟
"الشباب غير المتحمل المسئولية ويلوم الآخرين دائما والشخص اللي دائما بيتكلم بألفاظ سيئة وليس لديه أي حدود ولا يراعي المولى عز وجل في جميع أقواله وأفعاله".
"دي مخاطرة غير محسوبة، لأني بخاطر بحاجة مش عندي أي معايير ليها، وارد حد ربنا سبحانه وتعالى يهديه بعد الجواز، وحد تاني بسبب الضغوط يطلع أسوأ ما فيه".
"ما نقدرش نحدد سن معين، ولكن الأهل يقدروا يحددوا هل ابنهم اللي هيتجوز إنسان ناضج ولا لآ، علشان ما نعمل ضرر لبنات الناس، لأن أي أسرة جوزت ابنها وهو غير مؤهل للزواج، هتاخد ذنوب أمام الله انها خدت ناس وثقت فيهم رغم انهم حملوه أمانة بنتهم، ويجب على جميع الأسر التأكد من إن ابنهم شخص ناتج ويعتمد عليه ويتحمل المسئولية".
- ولكن معظم الأسر "تخاف ان البنت ما تتجوزش وبيجوزوها مع أول فرصة"؟
مقولة "بنخاف يفوتها قطر الجواز دي من الشيطان وبيفضل يلاعبنا بيها، ومن خلالها بتضطر الأسر انها تجوز بناتها في سن صغيرة وهي غير ناضجة، فالجوازة بتفشل والبنت بتطلق.
"كل بنت ولها قدرة واحتياجات وفكرة الشغل في الأساس شريفة، ولكن على كل بنت أن تحاول التوفيق بين كل ذلك، فالفروض أولا هي البيت والأسرة المسئولية".
"كل شاب محتاج انه يسعى برجولة وجدية، وتعمل اللي عليك وتاخد بالأسباب بجد، محتاج تتعرف ربنا سبحانه وتعالى وتعرف من هو الله، فإيمانك يعلى جدا، وهتعرف وقتها تواجه التحديات وانت قوي بالله سبحانه وتعالى، وآخر حاجة، لا تنسى ذكر الله عز وجل، وهو سلاح يساعدك في كل التحديات والأزمات اللي هتمر بيها".
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة