ذكرى رحيل الفنان عبدالبديع العربي.. رائد المسرح العسكري وبطل فيلم "العار"

مصدر الصورة

تحل اليوم الخميس 26 يونيو ذكرى رحيل الفنان القدير عبدالبديع العربي (1912–1996)، أحد أبرز رواد المسرح والدراما المصرية، وصاحب الأدوار العميقة التي تركت أثرًا في السينما والتليفزيون، أبرزها دوره كـ"تاجر مخدرات" في فيلم "العار" .

من الريف إلى خشبة المسرح

وُلد عبدالبديع محمد علي العربي في 22 يوليو 1912 بقرية تابعة لمحافظة كفر الشيخ، وسط أسرة ريفية متوسطة. كان الابن الوحيد بين ثلاث بنات، مما منحه رعاية خاصة من والدته "ستيتة"، التي رفضت أن يعمل في الزراعة مثل والده، وأصرت على تعليمه.

حصل على البكالوريا من مدرسة الخديوي إسماعيل عام 1938.عمل موظفًا في مصلحة الطب الشرعي براتب 7 جنيهات، ثم في وزارة المعارف. اكتشف شغفه بالتمثيل خلال مشاركته في مسرحية مدرسية بعنوان "الهاوية"، والتي قدمت على مسرح عماد الدين، لتبدأ رحلته الفنية.

رائد المسرح العسكري وإنجازات فنية متنوعة

التحق بالإذاعة المصرية عام 1936، وساهم في تأسيس المسرح العسكري، حيث قدم أول عمل له بعنوان "أحمد عرابي" بمشاركة جنود مثل إبراهيم الشامي ورشدي المهدي.

انتقل للعمل في وزارة الإرشاد (الثقافة حاليًا) كـ"رقيب فني" بين عامي 1954–1959.حصل على أول جائزة فنية عن مسرحية "الذبائح"، المقتبسة من كتابي الدكتور محمد حسين هيكل والرافعي. درّس الإلقاء والتمثيل في وزارة المعارف، وقدم إرشادات فنية للعديد من الممثلين، منهم عبدالمنعم مدبولي الذي قدّمه بدوره إلى الفنانة فاطمة رشدي.

علاقات فنية وإنسانية مميزة

ارتبط العربي بصداقات قوية في الوسط الفني، منها:زوزو نبيل: التي توفيت قبله بقليل. فاطمة رشدي: التي دعمها بعد اعتزالها الفن.حسن يوسف: الذي تربى معه في حي السيدة زينب. كما شارك الفنانة صفية المهندس (زوجة بابا شارو) في أعمال إذاعية مثل "مايسة" و"علي بابا".

أعمال خالدة وأبناء في دائرة الضوء

اشتهر العربي بأدواره المؤثرة، خاصة في فيلم "العار" (1971)، حيث جسد شخصية "تاجر المخدرات" ببراعة. كما ترك إرثًا عائليًا فنيًا:رحيل بعد مسيرة حافلةتوفي عبدالبديع العربي في 26 يونيو 1996 إثر أزمة قلبية، تاركًا إرثًا فنيًا غنيًا، ومدرسة تمثيلية تميزت بالصدق والإحساس العميق.

يظل الفنان الراحل أحد أعلام الفن المصري الذين جمعوا بين الأصالة الريفية والعمق الفني، سواء على المسرح أو في السينما والإذاعة.