صانع أجمل الأغانى الدينية يكشف: من هي "بنت السلطان اللى لابسة القفطان"

مصدر الصورة

طقوس وعادات وأغانى رمضان في مصر تختلف عن أي بلد أخر، لا يمكن أن تلمس الفرحة بالشهر الكريم مثلما تشعر بها في مصر التي تفنن أهلها في طرق الاحتفال وفى استقبال شهر رمضان وكل المناسبات الدينية.

ومن التراث الشعبى الذى عاش في مصر منذ مئات السنين واستقبل به الشعب المصرى شهر رمضان على مدار قرون عديدة أغنية :" وحوى ياوحوى"، التي رددتها وترددها أجيال عديدة، وأرجع المؤرخون معانيها وتاريخها إلى عدة تفسيرات، ومنها ما أشار إليه الشاعر الكبير عبدالفتاح مصطفى الذى ألف أشهر وأجمل الأغانى والمسلسلات الدينية وأغانى عمالقة الطرب، ومنها أغانى فيلم الشيماء وتتر وسيناريو مسلسل محمد رسول الله، وأنشودة مولاى وأجمل ابتهالات النقشبندى وسلسلة أدعية سبحانك للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فضلا عن أجمل اغانى كوكب الشرق أم كلثوم ومنها لسه فاكر وأقولك ايه عن الشوق، كما غنى من كلماته ليلى مراد وكارم محمود ومحمد قنديل ومحمد فوزى وعبدالمطلب غيرهم من كبار نجوم الطرب.

وكان الشاعر الغنائى عبدالفتاح مصطفى وكما نشرت مجلة الكواكب في عددها الصادر بتاريخ 22 مارس عام 1960 من الأدباء المهتمين بالفنون الشعبية وكل ما هو شعبى، لذلك سألته الكواكب بمناسبة شهر رمضان عن أصل أغنية "وحوى ياوحوى" وعن عبارة "بنت السلطان لابسة قفطان" ومن هو هذا السلطان وابنته ، وهل كان القفطان موضة وقت تأليف وغناء الأغنية ؟!، فأجاب الشاعر الكبير بأن لهذه الأغنية أصل تاريخى، وانها صيحة مغربية وردت لنا مع قبائل صنهاجة التى كانت تسكن شمل أفريقيا فترة حكم الفاطميين ، ولكنهم لم يرددوا هذه الصيحة فى بلادهم ولكن رددوها فى مصر لأغراض سياسية لا علاقة لها برمضان أو الصيام – بحسب ما ذكره الشاعر عبدالفتاح مصطفى للكواكب- ولكن شاء الظروف أن تكون فى رمضان فعاشت كل رمضان.

وأوضح الشاعر الكبير أنه كان يحكم مصر وقتها كافور الإخشيدى ، وكان الفاطميون يمهدون للاستيلاء على الحكم بدلاً منه ، فدسوا الطابور الخامس ضمن وفود الحجاج المغاربة الفقراء الذين كانوا يقصدون أداء فريضة الحج سيراً على الأقدام، وكان عسيراً على هؤلاء الحجاج أن يجوبوا الشوارع والأزقة لاستجداء الناس نهاراً، لذل كانت جولاتهم ليلاً، وكان كل منهم مضطراً أن يحمل فانوساً فى يده لينير له الطريق، قبل أن تعرف فكرة إضاءة الشوارع، وكانوا يجذبون الأنظار بصيحة " وحوى اياحة"، أما باقى العبارات فقد ارتجلوها مشحونين بالمضمون السياسى الذى يريدونه.

وأكد عبدالفتاح مصطفى أن عبارة ابنة السلطان كان مقصوداً بها التشنيع على الحاكم، إذ أن ابنته كانت ترتدى القفطان الملون بالأحمر والأخضر، ولا تبقى حبيسة القصر، فكانوا يقصدون تجريح االسلطان وتشويه سمعة ابنته والدعوة لحكم الفاطميين فكانت الأغنية تتضمن عبارة "ياناصر يامنصور"، حيث كان اسم الخليفة الفاطمى ولا وقتها "المنصور" وبمرور الوقت وبحسب ما ذكره الشاعر الكبيرتعلم أطفال مصر هذه الأغنية وغنوها فى رمضان وتوارثوها جيلاً بعد جيل.