دومًا ما كان الاهتمام بالأطفال هو أساس بناء مجتمع صحي ومزدهر، فالأطفال هم المستقبل وحماة القيم والأمل، فدائمًا ما نسعى لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وإطلاق إبداعاتهم، ليصبحوا أفرادًا نافعين لمجتمعهم، ومن أهم الأنشطة التي تسهم فى بناء الأطفال هو المسرح، لأنه يُعد من أهم ركائز بناء جيل واعٍ ومثقف، فهو يُساهم في تنمية خيال الأطفال وتعزيز مهاراتهم الإبداعية والاجتماعية.
مسرح الطفل لا يقتصر على الترفيه فقط، بل يمتد ليكون وسيلة تربوية تثقيفية تُسهم في غرس القيم والمبادئ الإيجابية لدى الأطفال، وتشجعهم على التعبير عن أنفسهم وفهم العالم من حولهم.
من هنا نسلط الضوء على صناع المهرجانات المسرحية الذين وضعوا نصب أعينهم الطفل وأهتموا به من خلال مسابقات وورش مسرحية وعروض صنعت خصيصاً للطفل لغرس العديد من القيم والمباديء داخلهم.
فهناك مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي التي تقام فاعلياته في مدينة شرم الشيخ وستنطلق دورته التاسعة منتصف الشهر الحالي، ففي تلك الدورة قرر رئيس ومؤسس المهرجان مازن الغرباوي إستحداث مسار جديد بالمهرجان وهو مسار للطفل والنشء، لتقديم عروض خاص بهم من كل دول العالم، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ستقام ورش خاصة بالطفل مثل ورشة ( هوية الطفل المصري والعربي) للمدربة التونسية صابرين شعباني ، ورشة أخري أيضا بعنوان : ( رحلة الأطفال إلى عالم المسرح ) للمدربة والممثلة اللبنانية مروة قرعوني من سن ٦ إلى 10 سنوات، كما يقيم المهرجان ورش أعمال فنية بوادي مندر بسيناء تحت إشراف الفنانة والمدربة سها كحيل.
وهناك أيضًا مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي، برئاسة الدكتورة داليا همام، والرئيس الشرفي للمهرجان الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، ومن المقرر إقامة دورته الثانية في شهر نوفمبر أيضاً، وهو مهرجان خاص بالأطفال، يقدم عروضًا مسرحية صناعها أطفال، ويضم المهرجان عدة مسارات أخرى بجانب العروض مثل مسابقة الرسم، ومسابقة الإلقاء، ومسابقة القصة القصيرة، كما سيقام ورش تدريبية لكبار المسرحيين المعنين بالطفل على مستوى الوطن العربي، سواء في المسرح والكتابة له، أو الرسم، أو القصة القصيرة.
وخلال الأيام الماضية، تم الإعلان عن إقامة مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس، برئاسة الدكتور جمال ياقوت، والرئيس الشرفي للمهرجان الكاتبة فاطمة المعدول، ومن المقرر إقامته في شهر إبريل لعام 2025، ولم يعلن عن أي تفاصيل أخرى له سوى فتح باب المشاركة بالعروض، ولكن يتضح من اسمه أنه خاص بمسرح الطفل والعرئس تلك النوعية من المسرح التي يعشقها الأطفال.
في النهاية، يعد الاهتمام بالطفل في المسرح استثماراً حقيقياً في بناء جيل واعٍ ومبدع، يمتلك القدرة على التفكير النقدي والتعبير عن ذاته بثقة، فالمسرح ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل هو تجربة تربوية تسهم في تنمية شخصية الطفل وتعزز لديه قيم التعاون والإبداع، ليصبح المسرح نافذة نحو عالم أرحب من المعرفة والخيال، ويضع الأطفال على طريق مستقبل مشرق.