آخر الأخبار

إنترسبت: خطة ترامب بعثرت الضغط الدولي لمحاسبة إسرائيل

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

شهد شهر سبتمبر/أيلول الماضي مؤشرات غير مسبوقة على استعداد دولي لاتخاذ خطوات عقابية بحق إسرائيل، وبدا الاتحاد الأوروبي جاهزا لتعليق اتفاقيات تجارية بسبب الانتهاكات في قطاع غزة، بينما دعم عدد قياسي من المشرعين الديمقراطيين في واشنطن دعوات لتقييد نقل الأسلحة إلى إسرائيل.

الصفقة عملت كـ"صمام تنفيس" خفف الضغط الشعبي

لكنْ سرعان ما تبدد الزخم مع مطلع أكتوبر/تشرين الأول، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ خطته للسلام في غزة. وتناول هذا التحول مقال نشره موقع إنترسبت الأميركي للصحفي جوناه فالديز.

وبحسب فالديز، استُبدلت حالة الاستعداد للمساءلة الدولية بحالة من التهافت للعودة إلى "الوضع القائم"، وكأن الخطة وفّرت غطاء سياسيا لتجاهل ما يجري على الأرض.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 نيويورك تايمز: جنرالات الأسد يخططون لتمرد في سوريا قوامه 168 ألف مقاتل
* list 2 of 2 لوموند: ترامب بدأ يدرك نهايته التي لا محيد عنها end of list

عودة للسابق

ولفت المقال إلى أنه بعد أسبوع واحد فقط من دخول الخطة حيز التنفيذ، قام برلمانيون أوروبيون بتجميد مقترحات فرض عقوبات على إسرائيل.

وبعد شهر، بحسب الكاتب، أعلنت الحكومة الألمانية رفع حظر السلاح، قبل أن يقر البرلمان صفقة بقيمة 3.5 مليارات دولار لتوسيع منظومات الدفاع الصاروخي لحماية إسرائيل.

كما سمحت مسابقة "يوروفيجن" لإسرائيل بالاستمرار في المشاركة، رغم تعهدات بالمقاطعة من دول أوروبية عدة، في حين صادق مجلس الأمن الدولي على خطة ترامب.

خطة ترامب "قدّمت ذريعة مريحة لأعضاء الكونغرس لغضّ الطرف عمّا يجري. الواقع أن الأسلحة الأميركية لا تزال تُستخدم يوميا تقريبا لقتل الفلسطينيين"

بواسطة الباحث جوش روبنر

وفي السياق الأميركي، أشار المقال إلى تعثر مشروع قانون "حظر القنابل على إسرائيل"، رغم أن استطلاعات الرأي تظهر معارضة أغلبية الأميركيين للحرب على غزة.

وأضاف أن المشروع لم ينجح في كسب سوى عضوين جديدين في الكونغرس منذ إعلان ترامب تحقيق "السلام" في القطاع.

وقال طارق كيني-شاوا، الباحث في مركز أبحاث "الشبكة": "إن وقف إطلاق النار المزعوم شل النشطاء والرأي العام"، مضيفا أن الصفقة عملت كـ"صمام تنفيس" خفف الضغط الشعبي، وفق المقال.

إعلان

وأكد أن الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك الاتفاق، عبر ضربات شبه يومية على غزة أدت إلى استشهاد مئات الفلسطينيين، واستمرار الحصار غير القانوني للمساعدات الإنسانية، وتزايد انتهاكات المستوطنين بالضفة الغربية.

ونقل المقال عن جوش روبنر، مدير السياسات في "معهد فهم الشرق الأوسط"، قوله إن خطة ترامب "قدمت ذريعة مريحة لأعضاء الكونغرس لغض الطرف عما يجري"، مضيفا "الواقع أن الأسلحة الأميركية لا تزال تُستخدم يوميا تقريبا لقتل الفلسطينيين".

التحكم بالسردية

وقال الكاتب إن تراجع الاهتمام الدولي والغضب الشعبي إزاء ما يجري في غزة أتاح لإسرائيل وحلفائها فرصة لمحاولة استعادة السيطرة على السردية الإعلامية والسياسية، بعد عامين من الإبادة الجماعية في غزة.

وشكل مؤتمر "الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية" الذي عُقد في نوفمبر/تشرين الثاني، منصة بارزة لهذه المحاولات، وفق المقال إذ ألقت سارة هورويتز، كاتبة خطابات الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، باللوم على "تيك توك" في خسارة إسرائيل معركتها الدعائية بين الشباب الأميركي.

الجيل السابق "نشأ على مجموعة من الأساطير حول إسرائيل"، بينما يكبر الجيل الحالي وهو يتعامل مع "حقائق جديدة" تكشف واقع السياسات الإسرائيلية

بواسطة الباحث طارق كيني-شاوا

وقالت هورويتز إن التطبيق "يحطم أدمغة شبابنا طوال اليوم بمقاطع فيديو للمجازر في غزة"، معتبرة أن هذا التدفق المستمر للصور هو ما يمنع إجراء "حوار عقلاني" عن القضية مع اليهود الأصغر سنا.

ولفت المقال إلى أن هذه الرواية تكررت بعد أسابيع على لسان وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، التي شاركت في مؤتمر نظمه موقع إسرائيل هيوم، الذي تملكه المتبرعة اليمينية المؤيدة لإسرائيل ميريام أديلسون.

مصدر الصورة متظاهرون في المملكة المتحدة ينادون بوقف الدعم لإسرائيل ورفع الحظر عن حركة " فلسطين أكشن" الداعمة لغزة (غيتي)

وذكرت كلينتون أن قلق الشباب الأميركي من غزة تغذّيه وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفت مشاهد العنف الموثقة بالبث المباشر بأنها "دعاية محضة" و"تهديد للديمقراطية".

ويذكر أن كلينتون معروفة بتأييدها اعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وتأييدها جدار الفصل الذي بنته إسرائيل في فلسطين المحتلة، كما عارضت سابقا نتائج الانتخابات الفلسطينية التي أوصلت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) للحكم.

ولفت المقال إلى تجاهل هورويتز وكلينتون حملات القمع الواسعة لحرية التعبير، التي استهدفت المتضامنين مع فلسطين في الولايات المتحدة ودول أخرى، فضلا عن توظيفهما المخاوف العامة على سلامة اليهود لتبرير التضييق على الخطاب المؤيد لغزة.

جيل جديد

ولكنْ أكد الكاتب أن الإجراءات الأخيرة التي استهدفت الحركة المؤيدة لفلسطين لم تنجح، بحسب تقديرات خبراء، في إعادة إسرائيل وحلفائها إلى موقع السيطرة على السردية العامة.

ونقل المقال عن الباحث كيني-شاوا قوله إن إسرائيل وداعميها لن يتمكنوا من استعادة "حصانتهم" التقليدية داخل السياسة الأميركية، مشيرا إلى أن هناك تحولا جاريا مرتبطا بتغيرات جيلية عميقة في الوعي السياسي.

إعلان

وأوضح أن الجيل السابق "نشأ على مجموعة من الأساطير حول إسرائيل"، بينما يكبر الجيل الحالي وهو يتعامل مع "حقائق جديدة" تكشف واقع السياسات الإسرائيلية.

وفي السياق نفسه، أشار المقال إلى أن استطلاعات رأي متزايدة تُظهر أن الأميركيين، في أوساط اليسار وحتى اليمين، باتوا يرفضون "العلاقة الخاصة" التي تربط الحكومة الأميركية بإسرائيل، والتي تتضمن تمويل الأخيرة بمبالغ طائلة سنويا.

واعتبر أن هذا التحول قد يكون له دور مهم في الانتخابات النصفية المقبلة، وكذلك في الانتخابات الرئاسية لعام 2028، بما يعكس تغيرا بنيويا في المزاج العام الأميركي.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا