في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
رفَع الجيش الإسرائيلي مستوى التأهب على الجبهة الشمالية تحسباً لرد محتمل من حزب الله بعد اغتيال رئيس أركانه هيثم الطبطبائي، في عملية وصفت بأنها من الأكثر إيلاماً للحزب خلال الأشهر الأخيرة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن سلاح الجو عزز دفاعاته الجوية تحسبا لإطلاق صواريخ من لبنان، رغم عدم توافر معلومات مؤكدة تشير إلى أن الحزب يخطط لهجوم وشيك. ويأتي ذلك عقب تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شدّد فيها على أن إسرائيل "لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قوته أو تشكيل تهديد جديد".
خيارات صعبة أمام حزب الله
رئيس تحرير موقع جنوبية، علي الأمين، الذي تحدث لسكاي نيوز عربية، رأى أن حزب الله يعيش "مأزقاً حقيقياً" بعد عملية الاغتيال، موضحاً أن الحزب "إن ردّ يدرك جيداً تداعيات الرد، وإن لم يردّ فإن مسلسل الاغتيالات والاستهدافات سيستمر".
وأضاف الأمين أن الحزب يتعرض لـ"مزيد من الاستنزاف ومزيد من إضعاف موقفه، خصوصا لجهة رفضه السير بمسألة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية"، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمل على تضخيم قدرات الحزب "لاستدراج رد ما"، معتبراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يريد التقاط أي فرصة للذهاب إلى خطوة عسكرية نوعية".
وأوضح الأمين أن الحزب يتجنب الرد لأنه يدرك أن الدخول في مواجهة مفتوحة سيعني "كارثة على المستوى اللبناني واستهدافات كبيرة له"، لافتاً إلى أن إسرائيل تتحدث دائماً عن "ألف ومئتي هدف عسكري جاهزة للاستهداف"، وأن عدم تخلي الحزب عن السلاح يجعل لبنان "في موقع دولة عاجزة عن الالتزام بأي اتفاق".
علي شكر: لا تغييرات دراماتيكية.. والترميم مستمر
من جهته، قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور علي شكر، إن المشهد لم يشهد "أي تغييرات دراماتيكية" منذ وقف إطلاق النار، رغم أن عملية اغتيال الطبطبائي كانت "عالية المستوى بالنسبة للحزب".
وأشار شكر إلى أن الحزب لا يزال ملتزماً بما أقرته الدولة اللبنانية، لكنه في الوقت نفسه يعمل على "ترميم إمكاناته"، موضحا أن هذا لا يشكل تناقضاً لأنه "حركة مقاومة في ظل استمرار الاحتلال والعدوان".
ويرى شكر أن الرد مرتبط بمجمل الاعتداءات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار، وليس فقط باغتيال الطبطبائي، مشيرا إلى أن القرارات النهائية بيد قيادة الحزب "بانتظار تطورات داخلية وإقليمية"، منها زيارة مرتقبة للبابا إلى لبنان، ومسارات محتملة على صعيد حل الدولتين أو التفاوض حول الملف النووي الإيراني.
خيارات محتملة.. أو عدم الرد
وفق تقييمات الجيش الإسرائيلي، فإن سيناريوهات ردّ الحزب قد تشمل:
لكن الجيش لا يستبعد أيضاً خيار عدم الرد، وهو ما يفتح الباب أمام تفسيرات عديدة بشأن ضغوط داخلية وإقليمية على الحزب.
بين طهران والحزب.. حدود الدور وحدود الصمت
وحول ما إذا كانت إيران طرفاً مباشراً في منع الحزب من الرد، شدد شكر على أن التجربة تكشف أن الحروب في فلسطين ولبنان وإيران كانت "منفصلة"، وأن طهران لم تتدخل عسكريا حين تعرض الحلفاء لهجمات سابقة، معتبرا أن الربط بين الملف اللبناني والمفاوضات النووية "وارد نظريا لكنه غير مؤكد عملياً".
أما الأمين فحذّر من أن لبنان قد يكون "هدية على طاولة المفاوضات الأميركية–الإيرانية"، متسائلاً: "ما معنى أن يُقتل هذا العدد من قيادات الحزب دون رد؟ وهل هناك صفقة ما يجري التحضير لها؟"
وفي ظل التأهب الإسرائيلي، والتساؤلات اللبنانية الداخلية، والضغوط الإقليمية، يبدو حزب الله محاصراً بين خيار ردّ قد يشعل مواجهة واسعة، وخيار صمت قد يفتح الباب أمام مزيد من الاستهدافات. وبين هذا وذاك، تبقى الجبهة الشمالية على صفيح ساخن، بينما ترقب المنطقة بأكملها القرار الذي سيحدد شكل المرحلة المقبلة.
المصدر:
سكاي نيوز