آخر الأخبار

طرح أميركا لتقسيم غزة عبر “الخط الأصفر” وإنهاء حكم حماس

شارك





واشنطن- كرّر جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي و جاريد كوشنر صهر دونالد ترامب ، خلال زيارتهما الأسبوع الماضي لإسرائيل، أنه إذا استمرت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) برفض نزع سلاحها، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل ستعملان على خطة لبدء إعادة بناء شرق غزة فقط.

ويقسم الخط الأصفر حاليا غزة إلى قسمين، غربي حيث المناطق التي تسيطر عليها حماس ويكتظ بها أكثر من مليوني شخص، ومناطق شرق الخط الأصفر ولا تزال خاضعة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي ، ويوجد بها آلاف السكان فقط.

واعتبر فانس أن هذه الفكرة من شأنها أن تمنح الفلسطينيين من سكان غزة مكانا بديلا أكثر أمانا للعيش فيه حتى تستسلم حماس، في حين ذكر مسؤول أميركي لصحيفة وول ستريت جورنال "أن هذه فكرة أولية وسيتم تقديم تحديثات لها في الأيام المقبلة".

مصدر الصورة جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي يتحدث من داخل مركز التنسيق العسكري في إسرائيل بوقت سابق (غيتي)

ترويج للفكرة

من هنا، لم يكن مفاجئا نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- تغريدة اليوم الخميس على منصة إكس ، بعدما التقى مسؤولين أميركيين عسكرين بارزين في مركز التنسيق المدني العسكري بإسرائيل، منهم قائد القيادة الوسطى الأدميرال براد كوبر، والجنرال باتريك فرانك المسؤول عن المركز.

وقال نتنياهو في تغريدته "نعمل معا على خطة تضمن عدم تشكيل غزة أي تهديد لإسرائيل، وستبقى السيطرة بأيدينا، وهذا مبدأ لن يتغير"، مؤكدا "التحالف بين إسرائيل و الولايات المتحدة يشكل رصيدا إستراتيجيا من الدرجة الأولى".

ورصدت الجزيرة نت بدء جهود ترويج لفكرة تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، وروّج موقع "جويش إنسايدر" المعني بالشؤون اليهودية الأميركية، الذي تقترب سياساته التحريرية من مواقف الحكومة الإسرائيلية، لهذه الخطة من خلال تقرير استند إلى رؤية عدد من الخبراء المؤيدين بشدة لفكرة التقسيم.

إعلان

وذكر تقرير نشره الموقع أن "الخبراء يقولون إن المنطقة الشرقية من غزة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي يمكن أن تصبح أداة لعزل حماس وإعادة تشكيل مستقبل القطاع، حتى مع وجود عقبات كبيرة".

وكان فانس قد صرّح -خلال زيارته لإسرائيل- بأن الفلسطينيين يجب أن يكونوا قادرين على الانتقال إلى "منطقة خالية من حماس" في جنوب غزة "في الشهرين المقبلين".

ورسم 3 خبراء صورة لغزتين، موضحين أنه "يمكن استخدام المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل بشكل إستراتيجي لاجتثاث حماس والحفاظ على نفوذها إذا استؤنفت الأعمال العدائية، لكن التحديات تنتظرنا في إعادة بناء الجيب وإعادة الفلسطينيين إلى المنطقة الشرقية".

وتحدث المواطن من غزة أحمد فؤاد الخطيب، ويعمل حاليا خبيرا في المجلس الأطلسي ب واشنطن ، لموقع جويش إنسايدر، قائلا "لا يوجد فلسطينيون تقريبا يعيشون في الجزء الشرقي من غزة وراء الخط الأصفر. الجزء الشرقي لا يرى حماس ومناوراتها، ولا يزال هذا محصورا على الجزء الغربي"، مضيفا "المدنيون الفعليون في غزة كلهم تحت سيطرة حماس بالكامل في الغرب".

وتابع الخطيب "أعتقد أيضا أن عودة الفلسطينيين إلى ما وراء ‘المنطقة الصفراء’ هي النفوذ الذي تتمسك به إسرائيل حتى تكتمل المرحلة الأولى بشكل كامل".

ما بعد الخط الأصفر

في حين ذكر مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المعروفة بقربها من الجانب الإسرائيلي، ديفيد ماي أن إسرائيل طوّرت تكنولوجيا للتعرف على مقاتلي حماس ويمكنها استخدامها للسماح لغير المقاتلين بالوصول للمنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية شرق غزة.

وقال ماي لموقع جويش إنسايدر "نظام الأنفاق الذي حفرته حماس والمنتشر بكل مكان في غزة، والذي يجتاز بلا شك الخط الأصفر ويعمل كخط لوقف إطلاق النار، يحد من قدرة إسرائيل على توفير منطقة آمنة في الجزء الشرقي من غزة".

وأضاف "إذا كان هناك مياه جارية، وصرف صحي، وكهرباء، وإنترنت، وطرق ثابتة وبنية تحتية، إذا كان هناك شيء يشبه الوظائف والفرص الاقتصادية، مع وجود طرق فحص لقبول المدنيين الوافدين إلى تلك المنطقة، يمكن أن تكون هناك طريقة تستنزف السكان ببطء من غرب غزة".

وعرج ماي على سيناريو ديمومة حدود الخط الأصفر، قائلا "بما أن خطوط وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط تميل إلى أن تصبح حدودا دائمة، تحتاج إسرائيل إلى التخطيط لإمكانية أن يصبح الخط الأصفر حدا إقليميا طويل الأمد".

من جانبه، قال الخبير بالمعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، وهو مركز بحثي بواشنطن، جون هانا "سيصبح شرق غزة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي منطقة خالية من حماس، ويجتمع العالم لدعم ظهور مؤسسات سياسية واجتماعية واقتصادية جديدة مزدهرة، حيث تزدهر حياة سكان غزة العاديين".

وأضاف "على النقيض من ذلك، فإن غرب غزة الذي تسيطر عليه حماس سيحكم عليه بالقمع والركود والبؤس المستمر. بمرور الوقت، سيصبح الشرق نقطة جذب كبيرة للغالبية العظمى من سكان غزة"، وهو ما سيؤدي إلى عزل وتقويض حكم حماس وشرعيتها، بحسبه.

إعلان

وأشار تقرير جويش إنسايدر إلى أنه رغم الكثير من التحديات، فإن إيجاد طرق لنقل الفلسطينيين إلى شرق غزة يمكن أن يعزل حماس في الغرب، وهي إستراتيجية يمكن أن تستخدمها إسرائيل لتقويض سلطة حماس من جانب، ومن جانب آخر جلب الدعم الدولي لإعادة الإعمار، وفي الوقت ذاته، يمكن أن يبقى نصف القطاع كمنطقة عازلة يمكن أن تخدم مصالح إسرائيل الأمنية أيضا إذا استؤنف القتال.

مصدر الصورة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارة سابقة إلى مركز التنسيق العسكري في إسرائيل وبالخلف تظهر خريطة غزة (رويترز)

قوات دولية

في الوقت ذاته، أبرز السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المؤيد بشدة للمواقف الإسرائيلية، والقريب من الرئيس ترامب، في تغريدة على منصة إكس موقفا مشككا في جدوى وجود قوات دولية في قطاع غزة.

وقال غراهام "المرحلة الثانية تتصور خطة ترامب قوة دولية تتألف من قوات من دول وسيطة، لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة.

وتدعو خطة ترامب للسلام لتشكيل لجنة من التكنوقراط لإدارة غزة وقوة دولية لتوفير الأمن، لكن التفاصيل لم يتم التوصل إليها، في وقت تطالب فيه دول عربية بضرورة السماح ل لسلطة الفلسطينية بإدارة القطاع.

من جهته، حذّر الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والمعروفة بتبنيها وجهات النظر الإسرائيلية، أحمد الشعراوي، من مغبة السماح لحماس بتعيين نصف أعضاء الهيئة التكنوقراطية.

وفي مشاركة له على موقع المؤسسة، طالب الشعراوي بضرورة "لعب الولايات المتحدة والشركاء العرب مثل الأردن ومصر والسعودية والإمارات معا الدور الأساسي في تطوير قائمة نهائية -بالتشاور مع إسرائيل- لضمان غزة بعد الحرب خالية من نفوذ حماس".

وأضاف "يجب على البيت الأبيض أن يوضح لهؤلاء الشركاء أنه يتوقع منهم تجنُّب الخطوات التي تفتح الباب أمام حماس".

في الواقع

وبعد قيام فريق صحفي من صحيفة وول ستريت جورنال بزيارة "الخط الأصفر" الجديد في غزة بمرافقة الجيش الإسرائيلي، زادت الشكوك حول ديمومة هذا الخط الفاصل بين شرق غزة وغربها.

وأشار تقرير الصحيفة إلى قيام الجيش الإسرائيلي بالحفر على طول خط وقف إطلاق النار داخل غزة، ويُعزّز التحصينات ويؤسس البنية التحتية التي تزيد من تقسيم المنطقة إلى قسمين، وشاهد صحفيو وول ستريت جورنال على طول الخط قوات إسرائيلية تقيم مواقع جديدة محاطة بالأسلاك الشائكة والسواتر الرملية.

وجاء خط التقسيم تطبيقا للمرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام، ووفقا لها، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من كل أراضي قطاع غزة بمجرد وجود قوة أمنية دولية على الأرض وبعد نزع سلاح حماس.

ورغم موافقة حماس على خطة ترامب، فإنها اشترطت لنزع سلاحها، تسليمه لسلطة فلسطينية في إطار توافق وطني فلسطيني.

وأبرزت وول ستريت جورنال قول مسؤولين عسكريين إسرائيليين إنهم يستعدون لاحتمال أن يظل الخط الأصفر موقفهم الدفاعي في المستقبل المنظور.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا