آخر الأخبار

الأمن المصري في عيون ترامب.. لماذا أشاد به مرتين؟

شارك
لحظة وصول ترامب إلى شرم الشيخ

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتماما واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية في مصر، بعدما أشاد مرتين بانخفاض معدلات الجريمة في البلاد خلال زيارته الأخيرة إلى شرم الشيخ، ليسلط الضوء من جديد على تجربة مصر في فرض الأمن ومكافحة الجريمة والإرهاب خلال العقد الأخير.

ويقول خبراء أمنيون ومختصون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "إشادة ترامب تعكس واقع التحسن الملحوظ في مؤشرات الأمن داخل مصر خلال السنوات الأخيرة، بعد تبني القاهرة استراتيجية شاملة لمكافحة الجريمة والإرهاب تقوم على الردع المبكر، والانتشار الأمني المكثف، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة".

ماذا قال ترامب؟

وأشاد ترامب خلال لقائه المشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة السلام حول غزة في شرم الشيخ، بسياسات مصر الصارمة في مكافحة الجريمة، قائلا: "لقد قاموا (المصريين) بعمل رائع.. لديهم نسبة جريمة منخفضة جدا، كما تعلمون، لأنهم لا يتعاملون مع الأمور باستهتار كما نفعل نحن في الولايات المتحدة".

وفي طريق عودته إلى واشنطن، جدد ترامب إشادته بمقارنة الأوضاع في مصر ببعض الولايات الأميركية، قائلا إنهم "أقوياء جدا، ليس لديهم جرائم عنيفة مثلنا"، مضيفا: "أريد أن يكون حكام الولايات في أميركا مثل حكام مصر بل وأقوى للحد من جرائم العنف (...) يمكنك في الواقع أن تمشي في الحدائق بمصر دون أن تُسرق أو تُضرب على رأسك بمضرب بيسبول".

وأوضح أنه "كان هناك 4 آلاف حادث إطلاق نار في شيكاغو، وجرائم قتل على مدى فترة زمنية قصيرة نسبيا، أي، في غضون عام ونصف تقريبا".

ووفق بيانات منصة "ماكرو ترندز" البحثية الأميركية، شهدت مصر انخفاضا واضحا في معدل جرائم القتل بين الأعوام 2015 و2017، حيث وصل المعدل إلى 1.34 لكل مئة ألف نسمة في 2017، بانخفاض نحو 13 بالمئة عن 2016، ولا تتوفر بيانات بشأن معدل الجريمة في 2025 حتى الآن.

وتقول الحكومة البريطانية في نصائح السفر لمواطنيها إلى مصر إن "معدل الجريمة منخفض بشكل عام، ولكن يجب على الزائرين اتخاذ الاحتياطات المعقولة كما يفعلون في المملكة المتحدة".

تطوير المنظومة الأمنية

بدوره، قال مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء محمد نور الدين، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن إشادة الرئيس الأميركي بانخفاض معدلات الجريمة في مصر "تعكس حقيقة يشهد بها الداخل والخارج على حد سواء، فهذا الانضباط الأمني لم يأت من فراغ، بل نتيجة لاستراتيجية أمنية متكاملة نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة".

وأوضح نور الدين أن "الأجهزة الأمنية في مصر اعتمدت خلال السنوات الماضية على تطوير شامل في البنية التكنولوجية والأدوات الميدانية، حيث تم تزويد الأكمنة الأمنية بالأنظمة الذكية، وتوسيع نطاق كاميرات المراقبة، وتدريب ضباط البحث الجنائي على أحدث أساليب التحليل المعلوماتي دون انتهاك لحقوق الإنسان، وهي الإجراءات التي أدت إلى تحقيق معدلات ضبط غير مسبوقة وانخفاض نوعي في الجرائم الجنائية الكبرى".

وأشار إلى أن "المفارقة تتمثل في تحقيق مصر انخفاضا في الجريمة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، وذلك بفضل التطوير الشامل في الأجهزة الأمنية والبنية التكنولوجية"، مؤكدًا أن "منظومة الأمن الجنائي في مصر تعمل اليوم بتناغم كامل، بدءا من إدارات البحث في المديريات، مرورًا بالشرطة المتخصصة مثل مباحث الأموال العامة والتهرب الضريبي والآداب والأحداث، وصولا إلى غرف العمليات الأمنية المركزية".

وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، شدد مساعد وزير الداخلية الأسبق على أن "مصر دفعت ثمنا غاليا من دماء أبنائها في مواجهة التنظيمات الإرهابية عقب عام 2013، لكنها رغم ذلك نجحت في القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن الكامل في ربوع البلاد، بينما تعاني دول أخرى من انقسامات وصراعات مدمرة".

هل تختلف الجريمة بين مصر وأميركا؟

بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي والمحلل المهتم بالشؤون الأميركية سعيد صادق، إن "الجريمة مفهوم نسبي يختلف من دولة إلى أخرى، فنوع الجرائم السائدة في مصر يختلف تمامًا عن تلك المنتشرة في الولايات المتحدة".

وأوضح صادق في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "بالنسبة لمصر، لا توجد عصابات منظمة أو شبكات مافيا مثل الموجودة في أميركا، حيث تنتشر العصابات المسلحة والتجارة غير المشروعة المنظمة، وبالتالي فنوع الجريمة وفداحتها مختلفان كليًا، فبينما هناك جريمة عنيفة ومنظمة في الولايات المتحدة، نجد في مصر جرائم فردية في الأغلب العام".

واعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي أن "الرئيس الأميركي أراد الإشادة بجهود الرئيس السيسي، لكن واقع الجريمة في البلدين لا يمكن وضعه في معادلة واحدة".

وعن انتقادات ترامب المتكررة لحكام الولايات الأميركية بشأن الجريمة، أوضح صادق أن السبب سياسي بالأساس، فمعظم الولايات التي يهاجمها ترامب يحكمها ديمقراطيون، مثل كاليفورنيا، وهو يستغل الملف الأمني لتوجيه اللوم إلى الحزب الديمقراطي".

وبيّن أن الاختلاف في الثقافة المجتمعية والدينية ينعكس على السلوك الإجرامي "ففي مصر تلعب القيم الاجتماعية والدينية دورا كابحا للجريمة العنيفة، فحتى في الخلافات اليومية يتدخل الناس للتهدئة، بينما في أميركا تهيمن الفردية ويُحتكم إلى السلاح بسرعة".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا