أظهر باحثون أن الهرمونات الجنسية تلعب دورا حاسما في مزامنة الساعات البيولوجية داخل خلايا الجسم مع بعضها البعض ومع البيئة المحيطة.
وهذه الساعات الجزيئية الداخلية، التي تعمل في كل خلية تقريبا على مدار اليوم، تتحكم في وظائف الجسم الحيوية، مثل النوم والتمثيل الغذائي، وقد يؤدي اضطرابها إلى مشاكل صحية متعددة تشمل مرض السكري والسرطان.
وأظهرت دراسة جديدة من مختبر البروفيسور جاد آشر في معهد وايزمان للعلوم، أن الهرمونات الجنسية الأنثوية، وخاصة البروجسترون، إلى جانب هرمون الكورتيزول، تؤثر بشكل كبير على مزامنة هذه الساعات.
وتعرف الساعات البيولوجية بتأثرها بالإشارات الخارجية، مثل ضوء الشمس، وكذلك بالإشارات المنقولة عبر مجرى الدم. إلا أن طبيعة هذه الإشارات ومكوّن الساعة البيولوجية الذي يستقبلها ظل غامضا حتى الآن، بسبب افتقار الباحثين إلى أدوات دقيقة لرصد استجابة الساعة للإشارات على مدار دورة كاملة مدتها 24 ساعة.
واستخدم مختبر البروفيسور آشر نهجا مبتكرا يعتمد على مجموعة من الخلايا البشرية تمثل كل منها "وقتا مختلفا من اليوم"، شبيها بجدار مغطّى بساعات تظهر الوقت في المدن الرئيسية حول العالم. ومكّن هذا الأسلوب الباحثين من تحديد كيفية مزامنة الساعات الخلوية بدقة غير مسبوقة.
وأظهرت النتائج أن البروتين المسؤول عن استقبال الإشارات القادمة من الهرمونات الجنسية هو Cry2 ، وليس Per2 كما كان يعتقد سابقا.
Cry2: البروتين الذي تعمل من خلاله الهرمونات على ضبط الساعة البيولوجية داخل الخلايا، وبالتالي يساعد في تنظيم وظائف الجسم وفقا للإشارات الداخلية والخارجية.
Per2: كان يُظن سابقا أنه البروتين الرئيسي المسؤول عن استقبال هذه الإشارات، لكنه لا يتدخل مباشرة في الاستجابة للهرمونات الجنسية.
ويشير آشر إلى أن مستويات الهرمونات الجنسية تتغير طوال حياة الإنسان — خلال الدورة الشهرية والحمل والعلاج الهرموني واستخدام وسائل منع الحمل وأثناء الأمراض المختلفة — وأن هذه التغيرات ترتبط باضطرابات في الساعات البيولوجية نتيجة التفاعلات مع الآليات التي تزامنها.
نشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر:
روسيا اليوم