أجريت في مؤسسة حمد الطبية في قطر جراحة لعلاج السمنة باستخدام تقنية الربط المغناطيسي المصغر، وتعتمد التقنية الجديدة على تحويل مسار الاثنى عشر باستخدام مغناطيس طبي دقيق لتوصيل أجزاء أمعاء المريض الدقيقة بطريقة آمنة ودقيقة دون الحاجة إلى التدبيس أو الخياطة الجراحية. وقد أظهرت هذه الجراحة المتطورة نتائج أولية مبشرة من حيث الاستجابة وتحسّن الحالة الصحية لمريضين خضعا لهذه الجراحة.
أجرى الجراحة فريق جراحي متخصص بالمركز الوطني لجراحة وطب السمنة التابع لمؤسسة حمد الطبية بمستشفى عائشة بنت حمد العطية، حيث تعد من أولى العمليات من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا ؛ وتم تحويل مسار الاثنى عشر المغناطيسي المعدل لكل من المريضين، وهما في الثلاثينيات من العمر عن طريق تقنية الربط المغناطيسي المصغر (Modified Duodenal Switch). وتؤكد هذه الجراحة المتطورة التزام مؤسسة حمد الطبية بتبني أحدث التقنيات والابتكارات في مجال جراحات علاج السمنة.
وقال الدكتور محمد الكواري، رئيس المركز الوطني لجراحة وطب السمنة بمؤسسة حمد الطبية: "تم استخدام التقنية الجديدة المعروفة باسم Magnet Anastomosis System بعد اعتمادها من هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ما يرسخ التزام مؤسسة حمد الطبية بتقديم علاج متقدم تتماشى مع أعلى المعايير العالمية، وتتميز هذه الجراحة بأنها لا تتطلب استخدام أدوات معدنية دائمة داخل الجسم مما يعزز من سلامة المرضى، وقد استُخدمت تقنية الربط المغناطيسي المصغر كخيار علاجي آمن وفعّال. وأضاف: "تُعد جراحة تحويل وتعديل مسار الاثنى عشر واحدة من أكثر العمليات فعالية لإنقاص الوزن، لمن لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى من 50، أو المرضى الذين لم يحققوا نتائج مُرضية مع العمليات الأخرى مثل التكميم، وكذلك مرضى السكري من النوع الثاني".
من جانبه أوضح الدكتور معتز باشا-استشاري أول جراحة السمنة والجراحة الروبوتية بمؤسسة حمد الطبية-: "ساعدت هذه التقنية المبتكرة على تسهيل الإجراء الجراحي، خاصة في المرحلة الدقيقة عند إجراء التوصيلات بين الأمعاء، والتي تعد من أكثر الخطوات تعقيدًا في العمليات التقليدية، حيث تعتمد هذه التقنية على استخدام مغناطيسين طبيين لا يتجاوز قطر الواحد منهما ( 4 سم) ويعطى المريض المغناطيس الأول لبلعه عن طريق الفم، ثم يتم متابعته بالتصوير الإشعاعي حتى يتم التأكد من وصوله إلى الأمعاء الدقيقة، وفي مرحلة لاحقة يتم إدخال المغناطيس الثاني بعد تخدير المريض بإجراء جراحي بسيط، ويتم التأكد من التصاق المغناطيسين ببعضهما ببعض بالتصوير التلفزيوني، ليتم بذلك إنشاء وصلة هضمية طبيعية دون الحاجة إلى تدخل جراحي تقليدي بصورة أكبر، ويخرج المغناطيسان من الجسم طبيعيا بعد نحو 3 أسابيع دون الحاجة لأي إجراءات إضافية".
وأشار الدكتور باشا إلى أن هذا السبق الجراحي يعكس كفاءة الكوادر الوطنية بمؤسسة حمد الطبية، ويعزز من مكانة المؤسسة كمركز مرجعي إقليمي في مجال جراحات السمنة.