يراهن المغرب على الارتقاء بصناعته وتعزيز تنافسية منتجاته المحلية عبر إستراتيجية جديدة أطلقتها الحكومة تحت اسم "صنع في المغرب".
وهذا الشهر أعلن وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزّور عن إطلاق إستراتيجية "صنع في المغرب، وذلك خلال الدورة الثالثة لليوم الوطني للصناعة الذي نظمته وزارة الصناعة والتجارة بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب (أكبر تجمع للشركات).
وفي تصريحات للأناضول ووسائل إعلام أخرى، قال مزور إن الإستراتيجية ترمي إلى تقوية السيادة الصناعية والارتقاء بالمنظومة الإنتاجية، عبر جيل جديد من المعايير الرامية لمنح المنتوج المغربي قوة تنافسية أكبر.
وأوضح أن البرنامج يقوم على رفع مستوى الإدماج المحلي إلى 40% من خلال زيادة نسبة المكونات المصنوعة داخل المغرب، إضافة إلى فرض احترام صارم لمعايير الجودة بهدف "تمكين الزبون الوطني والدولي من منتوج وطني بمعايير عالية".
وتابع الوزير: "نهدف أيضا الدخول في عهد صناعي جديد عنوانه السيادة والارتقاء بالمنظومة الصناعية وخلق مناصب شغل تراعي طموحات الشباب وتتناسب مع تكوينهم".
وكشف مزور أن بلاده تشهد زخما صناعيا كبيرا، مستشهدا بإطلاق مصنع لتصنيع محركات الطائرات بوصفه "رمزا قويا على التطور الصناعي في المملكة"، إلى جانب اتفاقيات جديدة لتعزيز الإدماج الصناعي في قطاع الأدوية.
وأكد أن المغرب "يعتزم الانتقال إلى مرحلة تصنيع محركات الصناعة، بدل الاكتفاء بالمنتجات العادية"، في إشارة إلى رفع القيمة المضافة في الصناعة الوطنية عبر الابتكار، لافتا إلى أن بلاده وقعت مؤخرا اتفاقيات جديدة لتشجيع الابتكار الصناعي.
يرى الخبير الاقتصادي زهير الخيار أن الإستراتيجية الجديدة تمثل خطوة نحو تعزيز السيادة الاقتصادية للمملكة عبر بناء اقتصاد أقل تبعية للخارج وأكثر قدرة على التنافس، موضحا أن نجاح البرنامج يرتبط بعدة شروط متكاملة.
وقال الخبير الاقتصادي -في تصريح للأناضول- إن أهداف الإستراتيجية تشمل:
ولفت إلى أن شروط نجاح هذه الإستراتيجية ترتبط بعاملين أساسيين:
وأبرز أن هذه الإرادة ستدفع نحو تحسين تنافسية الصناعة بالمغرب عبر تقوية السيادة الاقتصادية، وهو ما سيساهم في تقوية السيادة السياسية.
وأكد الخبير أن تطوير الكفاءات البشرية يعد عاملا حاسما في تحقيق أهداف إستراتيجية صنع في المغرب.
وشدد على ضرورة الحفاظ على صورة إيجابية للمنتج المغربي عبر الرفع من مستوى الجودة وتطوير أدوات التسويق، وتعزيز المنافسة في الأسواق العالمية.
أوضح زهير الخيار أن نجاح الإستراتيجية سينعكس مباشرة على تقوية الصادرات، خاصة إذا تم تنفيذها بشكل جيد على أرض الواقع، مشيرا إلى أهمية ضمان جودة عالية للمنتج المغربي لمواكبة متطلبات الأسواق الدولية.
وأكد أن تطوير الجودة لا يمكن أن يتحقق دون الابتكار والتنويع، معتبرا أن الصناعة تظل القطاع الأكثر إسهاما في خلق القيمة المضافة مقارنة بقطاعي الزراعة والخدمات.
وأشار إلى أن الاهتمام بالصناعة هو الأساس في رفع الناتج المحلي الإجمالي ، لافتا إلى أن القيمة المضافة لا تتحقق إلا عبر عملية التصنيع وتحويل المواد الخام إلى منتجات ذات قيمة أعلى.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن الصادرات الصناعية تشكل 87% من إجمالي الصادرات المغربية التي تجاوزت 398 مليار درهم (39.8 مليار دولار) عام 2024.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة