تدخل الأسواق العالمية أسبوعا حافلا بالمؤشرات والبيانات، حيث تتقاطع تقارير الأرباح التكنولوجية مع مواقف مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي ، في ظل ترقب بيانات التضخم الأميركية وتداعيات الرسوم الجمركية على سلوك المستهلكين.
وبحسب ما نشره موقع إنفستنغ دوت كوم، فإن هذه التطورات ستحدد اتجاهات أساسية للمستثمرين وسط تقلبات متزايدة في أسعار الذهب والعملات.
وتتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو نتائج قطاع التكنولوجيا الأميركي، الذي يقود موجة التفاؤل ب الذكاء الاصطناعي ، وأوضح محللون لدى "فيتال نوليدج" أن التوقعات مرتفعة لشركات الرقائق الإلكترونية بعد الأداء القوي الذي أظهره منافسون بارزون.
كما يُنتظر أن تعلن شركات كبرى في مكونات الإلكترونيات الموردة لـ"آبل" عن نتائجها يوم الخميس، وسط رهانات على أن مراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ستدفع نمو الطلب على البنية التحتية.
إلى جانب ذلك، من المقرر أن تكشف شركة استشارات عالمية عن نتائجها يوم الخميس أيضا، غير أن بعض المحللين أبدوا قلقهم من تأثير الذكاء الاصطناعي على نموذج أعمالها التقليدي.
وبعد قرار الفدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، يترقب المستثمرون تصريحات جديدة من أعضاء البنك المركزي، ويُنتظر أن يلقي جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفدرالي، كلمة اليوم الثلاثاء.
وقال باول في مؤتمره الصحفي الأخير: "علينا مراقبة التضخم في الوقت نفسه الذي نسعى فيه إلى تحقيق أقصى قدر من التوظيف، فلا توجد مسارات خالية من المخاطر"، لكن الخلافات داخل الفدرالي برزت بوضوح، إذ دعا عضو جديد يعتقد أنه ستيفن ميرن، مستشار سابق للرئيس دونالد ترامب، إلى خفض نصف نقطة مئوية.
ويترقب صناع القرار يوم الجمعة صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي لشهر أغسطس/آب، الذي من المتوقع أن يسجل 0.2% على أساس شهري مقارنة بـ0.3% في القراءة السابقة.
وأشارت تحليلات بنك "بي إن بي باريباس" إلى أن هذه الأرقام توحي بأن التضخم "لن يهبط إلى هدف الفدرالي البالغ 2% في أي وقت قريب".
ويوم الخميس أيضا، ستعلن سلسلة متاجر كوستكو العملاقة عن نتائجها الفصلية، ويترقب المستثمرون كيف ستتعامل الشركة مع تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية، بعد أن وعدت بأن رفع الأسعار سيكون "الخيار الأخير".
لكن منافسين آخرين في قطاع التجزئة أكدوا أن بعض زيادات الأسعار أصبحت نافذة بالفعل، في حين أشار مسؤولو شركات إلكترونيات إلى أن هذه الزيادات ما زالت أقل من معدل الرسوم الجمركية المفروضة. ووفقا لمسح صادر عن جامعة ميشيغان، فإن السياسات التجارية أصبحت عاملا أساسيا يؤثر على مزاج المستهلكين وتوقعاتهم الاقتصادية.
وارتفعت أسعار الذهب يوم الاثنين إلى ذروة تاريخية، وواصلت رحلة الصعود في تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث صعدت 0.2% لتصل إلى 3752.43 دولارا عند الساعة 01:23 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3758.03 دولارا في وقت سابق من الجلسة.
وارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول 0.3% إلى 3787.60 دولارا.
وبحسب ما أورده تقرير إنفستنغ دوت كوم، فإن التوقعات بالمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة الأميركية عززت الطلب على المعدن النفيس، باعتباره ملاذا آمنا وأداة تحوط ضد التضخم.
ويخلص التقرير إلى أن المزيج بين أرباح التكنولوجيا و السياسة النقدية الأميركية وضغوط الرسوم الجمركية، إلى جانب الطفرة القياسية في أسعار الذهب، يجعل من هذا الأسبوع اختبارا حقيقيا لمستويات الثقة في الأسواق العالمية.
وبحسب إنفستنغ دوت كوم، فإن المستثمرين سيكونون أمام لوحة معقدة تتشابك فيها حسابات التضخم والسياسات النقدية والرهانات على مستقبل الذكاء الاصطناعي.