إسرائيل تواصل هجومها العسكري داخل مدينة غزة، مع دخول دبابات ومركبات مدرعة وتدمير كتل سكنية واسعة وتهجير للسكان. في وقت، يستعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم ضمن مؤتمر حل الدولتين.
يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي يحاول فيه قادة العالم جاهدين احتواء أزمات من غزة إلى أوكرانيا ويتشككون في ما إذا كانت الولايات المتحدة، بسياستها الخارجية "أمريكا أولاً"، لا تزال مستعدة للاضطلاع بدور قيادي في الشؤون العالمية.
فمنذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني، قلب ترامب السياسة الخارجية الأمريكية رأساً على عقب وقلّص المساعدات الخارجية وفرض رسوماً جمركية على دول صديقة ومعادية على حد سواء وأقام علاقات أكثر دفئاً، وإن كانت لا تخلو من التقلبات، مع روسيا.
وفي الوقت نفسه سعى إلى حل عدد من أكثر النزاعات المستعصية في العالم، وهو ما لم يحقق سوى نجاح محدود حتى الآن.
ومن المتوقع أن يلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة كلمات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع بما في ذلك ترامب الذي سيلقي ثاني كلمة بعد افتتاح الجلسة في الساعة (13:00) بتوقيت غرينتش.
وستأتي كلمة ترامب بعد مرور ثمانية أشهر من ولايته الثانية التي اتسمت بتخفيضات حادة في المساعدات وأثارت مخاوف إنسانية وشكوكاً حول مستقبل الأمم المتحدة، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى محاولة خفض التكاليف وتحسين الكفاءة.
شهدت مدينة غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً استهدف أحياء متفرقة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقالت الوكالة الفلسطينية إن من بين المناطق التي جرى قصفها؛ تل الهوى والرمال الجنوبي والشمالي وحي النصر والشيخ رضوان ومنطقة النفق وحي الدرج والبلدة القديمة في حي الزيتون، ما أدى إلى تصاعد كثيف لأعمدة الدخان التي غطّت سماء المدين.
وتمركزت الآليات العسكرية الإسرائيلية في حي الرمال الجنوبي بين المقر الرئيسي لـ"الأونروا" والجامعة الإسلامية، وعلى امتداد شارع تونس، وفي محيط المستشفى الميداني الأردني، وسط تفجير عربات مفخخة في أحياء تل الهوى والرمال الجنوبي.
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم، أن 12 منشأة تابعة لها في مدينة غزة تعرضت لضربات مباشرة أو غير مباشرة خلال الفترة من 11- 16 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وأضافت الأونروا عبر موقعها الرسمي، أن من بين المنشآت المستهدفة تسع مدارس إضافة إلى مركزين صحيين، كانت تؤوي أكثر من 11 ألف نازح.
وأشارت إلى أن أنشطتها في مدينة غزة انخفضت بشكل ملحوظ نتيجة لتدهور الوضع الأمني.كما اضطر المركز الصحي الوحيد التابع للأونروا شمالي وادي غزة (مخيم الشاطئ) إلى تعليق عملياته في 13 سبتمبر/ أيلول، بسبب تكثيف الهجمات والأضرار التي لحقت به خلال الغارات الإسرائيلية، وفق الوكالة.وقالت الوكالة إن "الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية للمدينة، إلى جانب الاضطرابات الشديدة في العمليات الإنسانية والقيود المفروضة على الوصول، تعيق بشدة آخر شرايين الحياة المتبقية للمدنيين في مدينة غزة".
وخلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة في 16 سبتمبر/ أيلول إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية، موضحة أن إسرائيل منعت وكالات الإغاثة الموثوقة (بما فيها الأونروا) من إيصال المساعدات الأساسية والمنقذة للحياة، بهدف "تدمير الفلسطينيين في غزة مادياً من خلال ظروف معيشية قاسية في القطاع".