آخر الأخبار

شكوك حول جدية انفتاح البرهان على دعوة بايدن لاستئناف المفاوضات

شارك الخبر

أبدى طرفا الصراع في السودان الأربعاء استعدادهما لاستئناف مفاوضات إنهاء الحرب المدمرة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 17 شهرا، وذلك تفاعلا مع دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن، فيما يشكك مراقبون في مدى التزام الجيش بهذا الإعلان خصوصا في ظل مواقفه السابقة المتضاربة واشتراطاته التي تنم عن عدم جديته في وقف القتال.

وقال قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الأربعاء، إن الحكومة تظل “منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة”.

ويمثل استخدام البرهان عبارة “الحكومة” بدل الجيش أنه يروم انتزاع موقف إيجابي أميركي لصالحه، ويريد انتزاع اعتراف رسمي من واشنطن به كرئيس للمجلس، دون الذهاب إلى أي مفاوضات باعتبار أنه لا يزال يفضل خيار الحسم العسكري.

وفي وقت لاحق، حذا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حذوه معبرا عن الموقف نفسه في وقت مبكر من اليوم الخميس.

وقال دقلو على منصة إكس “نجدد التزامنا بمفاوضات وقف إطلاق النار. إذ إننا نؤمن بأن طريق السلام يكمن في الحوار، وليس في العنف العشوائي، وسنواصل الانخراط في عمليات السلام لضمان مستقبل خال من الخوف والمعاناة لجميع المدنيين السودانيين”.

وجدد دقلو استعداده لبدء محادثات سياسية جادة وشاملة تؤدي إلى حل سياسي شامل وإقامة حكومة مدنية.

وسبق أن رحبت قوات الدعم السريع بجميع المبادرات الإقليمية التي تهدف لتحقيق السلام واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي في السودان، وانخرطت فيها بجدية حتى أن أنها أوقفت هجومها على مدينة الفاشر لفسح المجال للوسطاء للتوصل إلى اتفاق ينهي الاقتتال.

ويشكك مراقبون في جدية انخراط الجيش في المفاوضات خصوصا أنه أبدى سابقا في أكثر من مناسبة انفتاحه على المبادرات الإقليمية، لكنه سرعان ما انقلب على مواقفه وشرع في المراوغة وتقديم اشتراطات غير منطقية، لأنه لا يرغب في عملية سياسية توقف الحرب.

ويرجع مراقبون إعلان البرهان، الذي يبقى مجرد أقوال دون تنفيذ على أرض الواقع، إلى مخاوف الجيش من سيف العقوبات الأميركية خصوصا وأن خروج بايدن بنفسه ومطالبته لطرفي الصراع السوداني بالعودة إلى التفاوض هو بمنزلة الإنذار الأخير لهما بضرورة وقف الحرب.

ويشير هؤلاء المراقبين إلى أن الدعوة الأميركية الحالية ربما تكون بمنزلة الإنذار الأخير لطرفي الصراع قبل دخول واشنطن إلى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، حيث أن إدارة بايدن ربما تريد أن تحسم ملف الأزمة السودانية قبل حلول الانتخابات

وسبق أن تبادل الرجلان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 12 ألف شخص منذ بدايته في أبريل 2023، واتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات. ولم يحددا خطوات معينة للتوصل إلى حل سلمي.

وتفجر الصراع عندما تحولت المنافسة بين الجيش وقوات الدعم السريع، اللذين تقاسما السلطة في وقت سابق بعد قيامهما بانقلاب، إلى حرب مفتوحة.

وكان الجيش قد أجهض مفاوضات جدة للتملص من محادثات جنيف، “وقال البرهان لن نذهب إلى جنيف وليس لنا علاقة بها”، مضيفا “سنحارب مئة عام”، في إشارة إلى الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 17 شهرا.

وانتهت المحادثات بعد حوالي عشرة أيام من دون التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّ الطرفين المتحاربين التزما ضمان وصول آمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرّين رئيسيين.

وقال البرهان في بيان “نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعيا للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة شعبنا ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة”.

والثلاثاء، دعا الرئيس الأميركي ما وصفهما بـ”الطرفين المتحاربين في السودان إلى سحب قواتهما، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب”.

ولم يحدد بايدن موعد المفاوضات أو مكانها أو مضمونها مثل الملفات التي تنطلق منها المحادثات، وتلك التي ستترك للجولات النهائية، وهل هناك شروط مسبقة للتفاوض من عدمه.

ويتوقع أن تنعقد جولة جديدة من المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في جدة أو جنيف، أو ربما منبر جديد بناء على المبادرة الجنوب سودانية التي طرحها الرئيس سلفاكير ميارديت، على قائد الجيش السوداني مع وجود تسريبات بموافقة قوات الدعم السريع أيضًا على المبادرة.

العرب

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا