آخر الأخبار

فايق: الوصول بـ"تيرويسا" إلى العالمية يقتضي القطع مع مجانية الفن

شارك الخبر

تفاعلا مع وضعية فن “الروايس”، أو “أمارك ن الروايس”، الذي يعد مدرسة فنية قائمة الذات بمنطقة سوس جنوبي المغرب، قال الفنان والملحن الأمازيغي علي فايق، أحد مؤسسي مجموعة “أمارك فيزيون”، إن “فن الروايس تراث يجب أولا النظر إليه كجامع لمجموعة من المكونات الفنية والتراثية الأصيلة، على غرار الشعر والموسيقى، وليس النظر انطلاقا من زاوية وحيدة، بل من زاوية شمولية تبرزه كتراث ناطق وحامل للثقافة المحلية”.

وأضاف فايق، في دردشة مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “البحث في فن ‘تيرويسا’ محدودا جدا، إذ تقتصر الأبحاث التي أجريت في هذا الإطار على تلك التي أعدها بعض الأجانب”، مردفا بأن “هناك مجموعة من الأشعار التي لم توثق وتوفي أصحابها، وعليه وجب التفكير والعمل جديا على تجميع ورقمنة وتوثيق الألحان المرتبطة بهذا التراث الفني، لتوفير قاعدة بيانات للأساتذة والباحثين والطلبة الذي يواجهون عقبة ندرة المراجع حول فن الروايس”.

وسجل الفنان المغربي ذاته أن “الوصول بالفن الأمازيغي عموما وبفن ‘الروايس’ إلى العالمية يقتضي بالضرورة خلق بيئة إبداعية وصناعة ثقافية حاضنة له، وكذا تغيير العقليات والأفكار السائدة حول هذا الفن، وكذا القطع مع فكرة مجانية الفن، لأن الثقافة أصبحت صناعة واستثمارا”، مشددا على أن “الرقمنة ستساهم في رفع مستوى الإبداع لدى الفنان ومستوى الذوق الفني أيضا لدى الجمهور”.

ودعا المتحدث ذاته إلى “إعادة النظر في طرق التعاطي مع فن ‘الروايس’، وفي النظام البيئي المحيط به، من خلال العمل على أن تكون الأنشطة الثقافية والفنية ذات وقع مستمر ومستدام وليس ظرفيا؛ وهي مسؤولية جميع المتدخلين، بما يشمل وزارة الثقافة والجمعيات الثقافية والفنان نفسه”، مشددا على “ضرورة إقرار ثقافة الاعتراف بالتجارب التي أحدثت تحولا في الفن، وصياغة سياسة ثقافية ناجعة باعتبارها السبيل الوحيد لوصل الفنان بالجمهور”.

وفي سياق مماثل أورد فايق أن “العالم اليوم يشهد تطورات خطيرة في جميع الميادين، تفرض علينا تجاوز منطق القبيلة، والعمل على إيصال الفن المغربي إلى العالم وتشجيع الاقتصاد الثقافي؛ فبينما يبيع لنا الغرب اليوم فنه ونستهلكه يجب بالمثل أن نسوق ونبيع فننا وتراثنا الغني للعالم”.

واعتبر الملحن الأمازيغي ذاته أن “‘أمارك ن الروايس’ بدأ يخرج من سكة الفن نتيجة مجموعة من العوامل ومحاولة إدخال عناصر دخيلة عليه”، مؤكدا أن “الحفاظ على استمراريته يقتضي الحفاظ على طابعه وعناصره الكلاسيكية، وهذا لا يعني أبدا غلق الباب أمام التجديد الذي يعد عنصرا ضروريا، لكن دائما مع الحفاظ على الأسس وعلى هوية هذا التراث الفني العريق”.

وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول سر الحضور القوي لعناصر الطبيعة (أمان، أدرار، إكيك) في أغانيه وقصائده أوضح الفنان ذاته أن “الأمر يعود لاختيار فني مرتبط بالدعوة إلى العودة إلى الطبيعة، والاهتمام بها، كونها جزءا لا يتجزأ من ثقافتنا المحلية”، مضيفا أن “نمط الحياة المعاصرة أفرز ابتعاد الإنسان عن الطبيعة، في وقت كان آباؤنا وأجدادنا مرتبطين بها من خلال مجموعة من الأنشطة الإنتاجية، كالحرث وتربية الماشية وغيرها؛ وعليه فإنها دعوة إلى عدم التفريط في الطبيعة والأرض كمكون أساسي للثقافة المحلية، ومن خلال الفن”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر

إقرأ أيضا