آخر الأخبار

ما بعد "صدمة الثلاثاء".. مخاوف لبنانية غداة انفجارات "البيجر"

شارك الخبر

"كنت أقف أمام دكاني وعلى مقربة مني وقف شاب يتناول سندويشا من محل بيع اللحوم المجاور. فجأة، تلقى رسالة على جهاز اللاسلكي الذي كان يحمله على خاصرته، أخرجه بسرعة ونظر إلى شاشته، وفي تلك اللحظة سمعت صوتاً أشبه بأزيز الرصاص، ثم رأيت يده قطعت قبل أن تستقر أرضاً والدماء تسيل من وجهه"، بهذه الكلمات وصف قاسم ما شاهده في الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء.

في البداية، ظنّ قاسم أن الشاب تعرّض لإطلاق نار، لكنه سرعان ما أدرك أن جهاز اللاسلكي الذي كان يحمله قد انفجر.

 يقول لموقع "الحرة": "بقي الشاب ممدداً على الأرض حوالي نصف ساعة حتى وصلت سيارة الإسعاف. لم أجرؤ، ولا أيّاً من الموجودين في منطقة الغبيري، على الاقتراب منه، بل ابتعدتُ قليلاً عن المكان بعدما شعرت بالدوار والغثيان من هول المشهد".

تم نقل الشاب، وهو عنصر في حزب الله، إلى مستشفى الجامعة الأميركية، وفقاً لما يرويه قاسم، مشيراً إلى أن أفراداً من عائلته حضروا ليلاً إلى خيمة الحزب القريبة من موقع الحادث لاستلام دراجته النارية وهاتفه، ويضيف "ما علمته أنه فقد عينه إضافة إلى يده".

يصف قاسم الحادث بأنه "مرعب للغاية"، قائلاً "لا يمكن لأحد أن يتخيل استهداف عناصر حزب الله بهذه الطريقة، والعدد الكبير من الجرحى يجعلنا نترقب أياماً أكثر دموية ودماراً".

وطالت سلسلة انفجارات متزامنة أجهزة الاتصالات اللاسلكية "بيجر" التي يحملها عناصر حزب الله، الثلاثاء، مما أدى إلى سقوط 12 قتيلاً، بينهم طفلان، إضافة إلى 300 مصاب في حالة حرجة، بحسب ما كشف وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض.

وأوضح الأبيض في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، أن عدد الجرحى يتراوح بين 2750 و2800 مصاب، منهم 750 في الجنوب، ونحو 1850 في بيروت والضاحية الجنوبية، و150 في البقاع.

صدمة وذعر

أصيبت نسرين (صاحبة محل لبيع الألبسة في منطقة بئر العبد بالضاحية الجنوبية)، بحالة من الذعر إثر الانفجارات التي وقعت، وتقول "كنت جالسة في المحل عندما سمعت صوت انفجار. سارعت إلى الخروج، فتفاجأت بشابين ملقيين على الرصيف، أحدهما ينزف من خاصرته وكلاهما يصرخان من الألم. في البداية، ظننت أن أحداً أطلق النار عليهما، فتراجعت قليلاً فيما اتصل أحد الشبان بسيارة إسعاف التي وصلت بعد حوالي 20 دقيقة."

"مع انتشار الأخبار عن إصابات مشابهة في الشوارع المجاورة" أدرك الجميع كما تقول نسرين في حديث لموقع "الحرة" أن "الحادث يتعلق بأمر أمني غير مفهوم. أغلقت المحل وتوجهت إلى منزلي، فصدمت بمشاهد الشبان المصابين في كل مكان، وهلع المارة والزحمة الخانقة التي تسببت بها الدراجات النارية التي تجمعت بالمئات."

وتشير نسرين إلى أنه قبل وصولها إلى منزلها، بدأت الأخبار تتوالى عبر "واتساب"، تفيد بأن الحادث ناتج عن انفجار أجهزة لاسلكية لعناصر حزب الله، وتقول "كانت الصدمة كبيرة، فقد ظننت أن الضاحية آمنة بعد دعوة أمين عام حزب الله لسكانها للعودة إليها، لكن ظهر أن الوضع عكس ذلك".

وبدأ انتشار ما حصل عبر تداول مقاطع فيديو تظهر شباناً أصيبوا بجروح في أيديهم ووجوههم وخاصرتهم، مصحوبة بعبارة "حدث أمني كبير وغريب"، ليتبيّن بعدها أن الشبان هم عناصر من حزب الله، وأن الانفجارات استهدفت أجهزة "البيجر" التي يحملونها، ليس فقط في الضاحية الجنوبية، بل في مناطق لبنانية عدة وحتى في سوريا.

فتحت نسرين محلها، الأربعاء، لكنها تشعر بالقلق من التداعيات المحتملة التي قد تشهدها الساحة اللبنانية في الأيام المقبلة، ومن تراجع حركة العمل، قائلة "الضاحية فارغة من المارة، وأعتقد أن عملنا سيتأثر سلباً كما حدث بعد اغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في يوليو الماضي"، ورغم الأوضاع المتوترة، تؤكد أنها لن تغادر منزلها الواقع على أطراف الضاحية الجنوبية.

"مخترقة ومندمجة".. ما دلالات إصابة سفير إيران لدى لبنان بـ"البيجر"؟
منذ لحظة الكشف عن تفجيرات "البيجر" في لبنان والأضواء تتسلط على تداعياتها المتعلقة بـ"حزب الله" والآلية التي تم اتباعها لتنفيذ هذا الخرق الكبير، لكن وفي مقابل ذلك ترتسم صورة أخرى لما حصل، وتتعلق تفاصيلها على نحو أكبر بإيران، وفق ما يقول خبراء ومراقبون لموقع "الحرة".

فوضى غير مسبوقة

تركزت غالبية الإصابات في العيون، كما أشار وزير الصحة اللبناني أمس الثلاثاء، عن ذلك يعلّق علي (من سكان الضاحية الجنوبية) "الأمر يعود إلى تلقي عناصر حزب الله رسائل خطية على أجهزة البيجر، التي انفجرت تلقائياً بعد ثوانٍ، سواء تم فتحها أم لا".

ويضيف علي في حديث لموقع "الحرة"، "ما حدث كان صاعقاً، لم نتمكن حتى الآن من استيعابه. في لحظات قليلة، سقط عدد كبير من الجرحى، وهو ما لا يحدث عادة في الحروب التقليدية خلال هذه الفترة الزمنية".

وتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، مقاطع فيديو تظهر حالة الفوضى داخل المستشفيات وأمامها، والعدد الكبير من المصابين الذي تجاوز طاقة المستشفيات الاستيعابية، مما اضطر العديد من الجرحى إلى الانتظار على الأرض داخل أقسام الطوارئ لتلقي العلاج، فيما أطلقت نداءات عاجلة للتبرع بالدم.

وطالبت وزارة الصحة جميع العاملين في القطاع الصحي بالتوجه بشكل عاجل إلى أماكن عملهم للمساهمة في تقديم العلاجات الطارئة للأعداد الكبيرة من المصابين، كما دعت الوزارة المواطنين المتواجدين على الطرقات إلى إفساح المجال لسيارات الإسعاف لتسهيل تنقلها.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الحرة المصدر: الحرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا