آخر الأخبار

صديق القادري.. جنرال عراقي واجه الجيش الروسي الأحمر

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

شهدت بدايات القرن العشرين أحداثا ملحمية فارقة في كل شيء؛ كان منها قيام دول وإمبراطوريات جديدة على أنقاض أخرى بائدة كانت تحوي بين جنباتها دولاً وأقوامًا وشعوبًا، وكانت هذه الشعوب شاهدة على عصرها المتقلّب.

ومن بين هذه الإمبراطوريات تصدّرت الدولة العثمانية الأحداث الكبرى، ولا سيما بعد الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني وسقوط حكمه عام 1909.

وتصارعت أمم كثيرة على تركة العثمانيين آنذاك، وبزغ منهم الإنجليز والفرنسيون والروس، حيث اتفق ثلاثتهم على شرذمتها وتدميرها من داخلها وخارجها.

وعبثًا حاول العثمانيون أن يقفوا أمام قطار التفتيت والتجزئة، ولكنهم فشلوا لأسباب كثيرة منها الضعف العسكري، والمالي، والانشطار الداخلي؛ وقد عاصر هذه الأحداث ضابط عراقي المنشأ، كُردي العِرق كان شاهدًا على أحداث جسام على الرغم من حداثة سنّه آنذاك.

ذلك هو صدّيق القادري، الجنرال العراقي الذي اشتُهر بخدمته في الجيشين العثماني أولا ثم القيصري الروسي ثانيًا، فقد عاش الرجلُ حياة مليئة بالأحداث والتحديات في فترة تاريخية مضطربة.

القادري تخرج ضابطًا برتبة ملازم عام 1914 قبل أيام معدودة من اندلاع الحرب العالمية الأولى (شترستوك)

الوقوع في أسر القياصرة!

وُلد صديق القادري في عام 1894 بمدينة السليمانية، إحدى المدن الرئيسية في كردستان العراق، لعائلة كردية مرموقة تُسمى "الهموند". كانت كردستان في تلك الفترة جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وكان التأثير العثماني عميقًا على الحياة الاجتماعية والسياسية في تلك المنطقة.

وفي أوائل القرن العشرين، قررت عائلته الانتقال إلى العاصمة بغداد ليكمل القادري دراسته الابتدائية والإعدادية، وقد أظهر منذ صغره اهتمامًا بالتعليم والشغف بالشؤون العسكرية، مما دفعه إلى الانخراط في المدارس العسكرية العثمانية حيث تلقى تدريبه في المدرسة الحربية في إسطنبول.

وكان الالتحاق بالمدرسة الحربية العثمانية أمرًا شائعًا لدى أبناء البيوت المعروفة في العراق وسوريا من العرب والأكراد، ولا سيما بعد التشجيع الذي لمسوه في عصر السلطان عبد الحميد الثاني.

وفي عام 1914، تخرج القادري ضابطًا برُتبة ملازم قَبل أيام معدودة من اندلاع الحرب العالمية الأولى، ثم عُيّن في الفوج الأول من اللواء 99 في منطقة وان (فان) في أقصى الشرق الأناضولي على حدود أرمينيا اليوم.

ولكن، مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وهجوم القوات الروسية التي أعلنت الحرب على الدولة العثمانية بالتوافق مع الحلفاء بريطانيا وفرنسا، سقط كامل الفوج أسيرًا وكان من جملتهم الضابط صديق.

أُخذ الأسير إلى تبليسي عاصمة جورجيا، وهنالك قدر القياصرة رُتبته العسكرية، ورأى التتارُ المسلمون الاستفادة من خبرته في إعادة تنظيم القوات التتارية المنضوية ضمن الجيش القيصري الروسي، فتقرب منهم صديق وتعرّف عليهم، وأصبح بحلول عام 1917 ضمن تنظيماتهم.

وسرعان ما أكمل العمل على تأسيس أول كتيبة من التتار المسلمين في سيبيريا، وتقوية روابط المسلمين الروس من خلال العمل الاجتماعي المؤسسي.

صديق القادري ولد عام 1894 بمدينة السليمانية إحدى المدن الرئيسية في كردستان العراق (الجزيرة)

الجيش الأبيض في مواجهة الجيش الأحمر!

وفي العام نفسه رُقي عدة مرات نظرًا لمهاراته العسكرية والإدارية، وأصبح يتمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها الضابط الروسي، ثم عُين قائد كتيبة مرابطة في ولاية بيرمي في روسيا.

ولكن في تلك الفترة اندلعت ثورة البلاشفة الشيوعية في موسكو وسان بطرسبورغ، ومع مرور الوقت تقدم البلاشفة وتوغلوا في كل مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش، حتى إنهم أعلنوا العصيان في كتيبة القادري وعبثًا حاول صدّهم ولكنه فشل وهرب صوب سيبيريا التي كانت قد أصبحت مأوى لفلول المنسحبين المناهضين للشيوعية.

وكما يقول حبيب خالد الراوي في رصده لسيرة القادري، فإن الرجل ظن أنه تخلص من المشكلات والصعاب ونجا من الأخطار ولكن القطار الذي كان يقله توقف في المحطة الواقعة عند الحدود مع الصين ووجد أنه لا يزال في أرض روسيا البلشفية فصعدت مجموعة من الجيش الأحمر -كما كان يُطلق على البلاشفة وقتئذ- وقبضوا عليه وأودعوه عند ناظر المحطة.

ولكن بعد حديث مع ناظر المحطة تعاطف معه، وقرر تهريبه ليلا حتى عبر الحدود إلى منشوريا الصينية.

وقُرب الحدود الصينية الروسية ذهب القادري إلى لقاء الجنرال الروسي جريجوري ميخائيلوفيتش سيميونوف، أحد ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا