أعلن المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون، الاثنين، استقالته من المفوضية الأوروبية بمفعول فوري مؤكداً أن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، التي كان على خلاف معها، طلبت من الرئيس إيمانويل ماكرون استبعاده.
وكتب بريتون في رسالة إلى فون دير لاين نشرت على منصة إكس: "أستقيل من منصبي كمفوض أوروبي بمفعول فوري".
وأضاف بريتون، وهو مرشح رسمياً من الرئيس ماكرون أن رئيسة المفوضية التي تشكل فريقها لولاية جديدة من خمس سنوات "طلبت من فرنسا سحب اسمه".
وأوضح قائلاً: "قبل بضعة أيام، وفي المرحلة الأخيرة من المفاوضات بشأن تشكيلة المفوضية المقبلة، طلبتم من فرنسا سحب اسمي، لأسباب شخصية لم تناقشوها معي مباشرة بأية حال من الأحوال، واقترحتم كتسوية سياسية، حقيبة يُعتقد أنها أكثر نفوذاً لفرنسا داخل المفوضية المقبلة".
وقال بريتون إن خطوة فون دير لاين هي "شهادة أخرى على الحوكمة المشكوك فيها". وتابع: "هناك مرشح آخر ستقترحه عليكم فرنسا".
وقال: "خلال السنوات الخمس الماضية، بذلت قصارى جهدي للدفاع عن مصلحة أوروبا المشتركة بعيداً عن المصالح الوطنية والحزبية. وهذا شرف لي".
وكانت العلاقات بين فون دير لاين وبريتون توترت منذ قاد المفوض الأوروبي في الربيع حركة احتجاج داخل المفوضية ضد أسلوب إدارة رئيسة المفوضية والذي اعتبر أنه ليس جامعاً بما فيه الكفاية.
ولم يتضح بعد من قد يسميه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مكانه. وعلى أي حال، لا شيء محدد ومحسوم، إذ ما يزال يتعين على المرشحين للمفوضية اجتياز استجواب في البرلمان الأوروبي لتولي مناصبهم.
تقترح المفوضية الأوروبية تشريعات للدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي وتضمن احترام القواعد التي تحكم أكبر كتلة تجارية في العالم.
وتتألف المفوضية الأوروبية من هيئة مفوضين تضم مجموعة من الحقائب الوزارية المشابهة لتلك التي يشغلها وزراء الحكومة، بما فيها الزراعة والاقتصاد والمنافسة والأمن أو سياسة الهجرة.
ومن أجل الحفاظ على التوازن بين الجنسين داخل المفوضية خلال ولايتها الثانية على رأس المفوضية، طلبت فون دير لاين من كل دولة عضو تقديم اسم مرشح ذكر وأنثى لمنصب مفوض السياسة. واقترح معظم الأعضاء مرشحاً واحداً فقط، وغالباً ما كان رجلاً.
وكانت رئيسة المفوضية، وهي وزيرة دفاع ألمانية سابق، تضغط على الدول الأصغر لتغيير رأيها. وفي الأسابيع الأخيرة، انسحب رجل كان المرشح المفضل للحكومة في سلوفينيا وتم اقتراح امرأة في مكانه.
وتقرر فون دير لاين أي دولة تحصل على أي حقيبة، وبعضها - مثل تلك التي تتعلق بالتجارة أو التمويل أو توسيع الاتحاد الأوروبي - مرغوبة من قبل دول معينة. كما أن الوظائف المرموقة مثل منصب "نائب الرئيس"- لدى المفوضية سبعة من هذه الوظائف - مطلوبة بشدة.
