(CNN)--فارق الممثل الأمريكي جيمس إيرل جونز الحياة، عن عمر 93 عامًا،  ذلك الممثل الذي لا يمكن أن تتذكره دون استحضار صوته الجهير المميز، وأضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، ومن أشهرها "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، كما قدم بصوته المميز شعار قناة CNN.

وصرح ممثله، أن جونز كان محاطا بعائلته عند وفاته، لكنه لم يكشف عن سبب الوفاة.

وقال متحدث باسم شبكتنا، في بيان يوم الاثنين، إن جونز "كان صوت CNN، وعلامتنا التجارية لعقود عديدة"، وأضاف: "هذا الصوت الرائع هو مجرد واحد، من أشياء كثيرة سيفتقدها العالم بشأن جيمس".

كما نعاه بوب إيغر، الرئيس التنفيذي لشركة والت ديزني، في بيان قال فيه: "من حكمة (موفاسا) اللطيفة إلى التهديد الخطير الذي يمثله (دارث فيدر)، أعطى جيمس إيرل جونز صوتًا لبعض أعظم الشخصيات في تاريخ السينما".

وأضاف إيغر، أن الأدوار التي قدمها جونز خلال مسيرته، والتي تقارب الـ 200 في السينما والتلفزيون، "تركت أثرًا لا يمحى لأجيال من الجماهير".

محطات في مسيرة الراحل جيمس إيرل جونز

في منتصف السبعينيات، اختار جورج لوكاس، مبتكر سلسلة أفلام "حرب النجوم"، الممثل البريطاني طويل القامة ديفيد براوز، ليقوم بدور الرجل الذي يرتدي بدلة "دارث فيدر" ، لكنه قرر أن يقوم ممثل آخر بالأداء الصوتي للشخصية، ووقع اختياره على جونز. وقال الممثل الراحل ذات مرة لمعهد الفيلم الأمريكي: "اعتقد جورج أنه يريد صوتًا أكثر قتامة.. لقد حالفني الحظ."

في ذلك الوقت، لم يكن أحد يتصور أن فيلم "حرب النجوم" قد يصبح من الأفلام الرائجة، ناهيك عن سلسلة دائمة، وظاهرة ثقافية، وأدى جونز صوت شخصية "دارث فيدر"  في ساعات قليلة، دون أن يتم ذكر اسمه على تتر الفيلم، وقال إنه حصل على 7000 دولار وقتها، واعتبره مبلغًا جيدًا.

وكان لدى جونز ولوكاس خلافات حول الطريقة التي يجب أن يعبر بها عن "فيدر" الشرير، وقال الممثل الراحل عن ذلك في وقتٍ سابق: "أردت أن أجعل (دارث فيدر) أكثر إثارة للاهتمام، وأكثر دقة، وأكثر توجهاً نفسياً بينما رفض المخرج قائلاً لي، عليك أن تحافظ على صوته ضمن نطاق ضيق جدًا من نبرة الصوت، لأنه ليس إنسانًا."

وأصبحت المبارزة الحاسمة بين "دارث فيدر" و"لوك سكاي ووكر"، الذي لعب دوره مارك هاميل، في فيلم "The Empire Strikes Back" في الثمانينات، ذروة دراماتيكية في سلسلة  "حرب النجوم"،  وفي هذا الفيلم أدى جونز واحدة من أشهر العبارات في تاريخ السينما: "لا، أنا والدك!"

وعن محطةٍ أخرى هامة في مسيرته الفنية، كشف جونز، بعد ما يقرب من عقدين من الزمن، إنه استغرق بعض الوقت للوصول إلى النغمة الصحيحة، في أداء صوت "موفاسا المبجل" في فيلم الرسوم المتحركة "الأسد الملك"، من إنتاج شركة ديزني، سنة 1994.

في عام 2019، قام مرة أخرى بأداء صوت "موفاسا" في النسخة الجديدة من فيلم ديزني "The Lion King"، ليصبح العضو الوحيد في فريق التمثيل الذي أعاد تمثيل دوره من الفيلم الأول

درس جونز الدراما في جامعة ميشيغان، ثم انتقل إلى نيويورك، وسرعان ما حصل على أدوار قيادية في الإنتاج المسرحي الشكسبيري،  وكان أول أدواره السينمائية في عام 1964 في فيلم "دكتور.. حب غريب."

وبحلول منتصف السبعينيات، كان جونز يعمل بثبات في الأفلام والتلفزيون، وهو مسار غزير الإنتاج لم يتباطأ أبدًا، على مدار العقود الخمسة التالية، ظهر بانتظام على المسرح وأعطى صوته العميق الهادر لكل شيء بما في ذلك "The Simpson"، وواصل العمل في سنواته الأخيرة.