آخر الأخبار

بعد ان شكلت لجنة لحماية المدنين.. "الدعم السريع" تواصل مسلسل الاغتيالات والاعتقالات

شارك الخبر

تقرير: رشا حسن

ما بين الاعتقال والاغتيال، اتهمت عدة جهات قوات الدعم السريع بمواصلة انتهاكاتها تجاه المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها. فقد قامت باغتيال المعلمة ندى إبراهيم في مدينة “المسيد ود عيسى” بولاية الجزيرة، وذلك أمام أبنائها وزوجها. ولم يمر وقت طويل على عملية الاغتيال حتى أعلن حزب الأمة القومي عن اعتقال قوات الدعم السريع لثلاثة من قيادات الحزب في ولاية غرب كردفان.

وتأتي هذه الانتهاكات رغم توجيهات قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي”، بحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

كيف يمكن تفسير هذا التناقض بين الأفعال والتوجيهات الرسمية؟

تشويه سمعة

ويقول مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب نهار، إن قوات الدعم السريع لا تستهدف المدنيين، ويتهم عناصر تتبع للنظام البائد بارتداء زي الدعم السريع وارتكاب مثل هذه الجرائم من أجل تشويه سمعة قوات الدعم السريع والمتاجرة السياسية الرخيصة بها، على حد وصفه.

وأشار نهار، في حديثه لـ”الراكوبة”، إلى أن ولاية الجزيرة تعتبر معقلًا رئيسيًا للفلول الذين يتسللون من مناطق سيطرة الجيش، وأيضًا لديهم أشخاص يتعاونون معهم داخل مناطق سيطرة الدعم السريع. وأضاف أن قوات الدعم السريع ألقت القبض على عدد كبير منهم خلال الأيام الماضية.

وبشأن الاعتقالات في ولاية غرب كردفان، يرى مستشار قائد قوات الدعم السريع أنه ليس لديه علم بهذه الاعتقالات، واصفًا الوضع في غرب كردفان بأنه غير مستقر، وأن هناك تقديرات للقيادة العسكرية تتعلق بالاستجواب والتحري. وإذا ثبتت براءة المعتقلين، سيتم إطلاق سراحهم. وأردف: “نحن في حرب وليس في ظل وضع طبيعي”.

واتهم نهار الجيش السوداني بأنه يستهدف المدنيين على أساس عرقي، ويرمي البراميل المتفجرة، ويقوم بجز الرؤوس وبقر البطون والتمثيل بالجثث واغتصاب النساء مقابل الغذاء، والتجويع المتعمد، والقتل، والاعتقال، والتعذيب، وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

تناقضات واتهامات

أما المتحدث باسم التحالف السوداني، محمد السماني، فيقول إن قوات الدعم السريع مليئة بالتناقضات، بدءًا من قائدها وحتى آخر فرد فيها. واتهمهم بأنهم جميعًا يبحثون عن مصالحهم الشخصية، وأنه لا يوجد أي احترام للقانون أو العرف الاجتماعي.

ويرى السماني، في حديثه لـ”الراكوبة”، أن هذه التناقضات داخل قوات الدعم السريع ليست جديدة، بل كانت موجودة منذ تأسيسها، حيث تُعتبر الابن المدلل للحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني، الذين يدّعون تارة أنهم يشنون حربًا عليها، وتارة أخرى يقولون إنهم يخوضون حربًا من أجل الديمقراطية للشعب السوداني.

واتهم السماني قوات الدعم السريع بقتل المدنيين في المناطق التي ينتشرون فيها، مستشهدًا بما حدث في ولاية سنار، حيث وقعت أكثر من أربع مجازر على يدهم، واصفًا دماء السودانيين بأنها أصبحت رخيصة جدًا.

وقال إن جميع هذه الجرائم والانتهاكات تحدث أمام أعين المنظمات الحقوقية والإنسانية، وأن قوات الدعم السريع انتهكت كافة القوانين الدولية والمحلية دون أن يتم تصنيفها كمجموعة إرهابية. كما لفت إلى أن علاقتهم بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” لم تحترم الاتفاق الذي تم توقيعه بينهما في الفترة السابقة في أديس أبابا.

وأوضح أن السيطرة على قوات الدعم السريع أصبحت صعبة للغاية، لأنها تحولت منذ فترة طويلة إلى عصابات تعمل في النهب، والقتل، والسرقة، والإكراه، والتهجير، وترتكب كل الجرائم الممكنة والمستحيلة.

محاولة إرضاء

ويرى نائب المدير العام لمركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور الفاتح عثمان محجوب، أن إعلان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” إصدار توجيهات بحماية المدنيين في المناطق التي تحت سيطرته يدل على إدراكه مدى فداحة الانتهاكات التي ترتكبها قواته تجاه المواطنين.

وقال محجوب في حديثه لـ”الراكوبة” إن الانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع ترقى إلى جرائم إبادة جماعية كما في غرب دارفور، وجرائم حرب كما في الجزيرة وسنار والفاشر ونيالا وغيرها من مناطق غرب السودان. واصفاً توجيهاته بأنها لا قيمة لها لأنه لا يمكن تنفيذها، نظراً لأن هذه القوات تفتقر إلى الانضباط كونها مكونة من المرتزقة وقوات قبلية ولا تعلم شيئاً غير النهب والسلب والاغتصاب.

وأشار إلى أن “حميدتي” نفسه يعرف أن تصريحاته لا قيمة لها سوى محاولة إرضاء المجتمع الدولي، وأنه على الأرض لن يحاول فرضها حتى لا يغضب تلك القوات التي لا يجمع بين أفرادها غير السلب والنهب والاغتصاب والقتل العشوائي للمواطنين.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا